لا يترك الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه المختلفة فرصة أو وسيلة إلاّ ويستعملها ويستثمرها من أجل تعميق وتكريس تهويد مدينة القدس المحتلة، وطمس معالمها وتاريخها، واستنبات تاريخ عبري موهوم ومزعوم، وإبراز واقع ومعالم حديثة من عمارات شاهقة، غريبة عن القدس وتاريخها العربي والإسلامي العريق.

خريجو قسم العمارة والتصميم الهندسي في جامعة مستوطنة "أريئيل" في الضفة الغربية، اختاروا أن يركزوا أبحاثهم الختامية للتخرّج بعرض مشاريع تصاميم هندسية في القدس المحتلة، كلّها تصب في خدمة تهويد مدينة القدس، وربطها بالمشروع الصهيوني الاحتلالي، تفريغ القدس من أهلها الاصليين، وربطها بمصطلحات الهيكل المزعوم.

وعرض أحد الخريجين تصاميما لقرية لفتا المهجرة عام 1948م، وهي قرية فلسطينية بقي عدد من بيوتها صامدا، ولكنه فارغا، واقترح ربط القرية بالمحيط الحداثي لغربي القدس ومدخلها الرئيس، لكنه أخفى وطمس حقيقة القرية وخلفيتها التاريخية، وأظهرها على أنها مجرد بيوت عتيقة، لا أهل لها ولا أصحاب ولا تاريخ.

فيما عرض آخر مشروعا تهويديا واسعا لأسطح المنازل في القدس القديمة، وتحويلها الى حدائق عامة ومطلات وحوانيت وأماكن لهو، تطل على المسجد الأقصى المبارك، دون ذكر تاريخها الإسلامي أو العربي.

بينما يقترح آخر تصميما لمحيط الكنيست الإسرائيلي، وربطه بمعاني الهيكل المزعوم والقدس القديمة، مدعياً أن مركز الحكم في التاريخ اليهودي للقدس ارتبط مباشرة وبشكل مركز بـ "المعبد"، ويقدم آخر رؤيا لربط قمة هضبة الشيخ جراح، حيث وقعت إحدى المعارك في حرب حزيران 1967، وأن تكون طريقا وسبيلا للتذكير في تاريخ استعادة القدس وتوحيد شطريها مرة أخرى، فيما عرض آخرون عدة تصاميم تخدم تكثيف وتطوير الاحياء الاستيطانية في القدس المحتلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com