استنكر المقدسيون مهرجان الخمور الذي نظمته شركات إسرائيلية، على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس الغربية، بدعمٍ كامل من البلدية.

واستمرت فعاليات المهرجان حتى منتصف ليلة (الخميس)، وسط حالة من الاستنكار الفلسطيني لهذا المهرجان الذي شارك فيه آلاف الإسرائيليين.
و أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين إقامة السلطات الإسرائيلية مهرجانا للخمور في مقبرة مأمن الله، محذرا من حرمة المقبرة الإسلامية التي هي حق تاريخي وديني للمسلمين رغم مصادرة أرضها.

مهرجان استفزازي

وبين حسين أن هذا المهرجان استفزازي من الدرجة الأولى لمشاعر المسلمين، لأن فيه انتهاك لحرمة تضم رفات الصحابة والشهداء وعدد كبير من أبناء المسلمين ورموزهم العلمية والوطنية بتصرف مشين تتخلله الخمور والمجون.
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية ما زالت تمعن في اعتداءاتها على هذا المقدس الإسلامي العريق الذي كان من آخرها إعلان سلطات الاحتلال إقامة مهرجان السفور والخمور، مبينًا أن للأموات حرمتهم وكرامتهم في الدين الإسلامي وسائر الشرائع التي تحرم الخمور كذلك.

واعتبر أن هذا الاعتداء خطير لأنه يمس حرمة الموتى والأماكن الإسلامية المقدسة التي لا يحق لغير المسلمين التدخل في شؤونها، مؤكدًا أن هذه المقبرة وقف إسلامي يعود تاريخها إلى الفتح العمري قبل ١٤٠٠عام واكثر ومدفون فيها تابعون وكبار المجاهدين ورجالات القدس ومشايخها.
وطالب حسين بوضع حد لاستهداف الأماكن الدينية الإسلامية، مناشدًا منظمة اليونسكو والمنظمات والهيئات الدولية كافة للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف هذه الأعمال الاستفزازية والعدوانية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه.

بدوره، استنكر احمد قريع "ابو علاء" عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس، قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بافتتاح مهرجان الخمور الثاني عشر على أنقاض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية والتي تعتبر احد اهم معالم الذاكرة التاريخية والدينية للمسلمين في مدينة القدس.

المساس بالمقدسات امر مرفوض

واكد قريع ، إن هذه الانتهاكات الفظة والممارسات المرفوضة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ما هي الا أعمال إجرامية تستحق الإدانة الشديدة و الردع الحازم من الأمة العربية والإسلامية و المجتمع الدولي ومن الإدارة الأميركية على وجه الخصوص.
ولفت قريع، الى إمعان سلطات الاحتلال الاسرائيلي وأدواته التنفيذية بالعبث والاعتداء على المقدرات الدينية والإسلامية و الحضارية للمسلمين ، معتبرا ذلك جزءا من المخطط الإسرائيلي التهويدي للمدينة المقدسة،مطالبا بضرورة وقف مثل هذه المهرجانات التي تسيء للمسلمين في كافة ارجاء العالم.

الممارسات الاسرائيلية مصيرها للزوال

بدوره اعتبر محافظ القدس وزير شؤونها عدنان الحسيني، ما قامت به الشركات الاسرائيلية بدعم بلدية القدس من إقامة مهرجان الخمور على مقبرة "مأمن الله الإسلامية" التاريخية في القدس الغربية المحتلة، مخالفا للشرائع والديانات السماوية، و القوانين والأعراف الدولية.
وقال الحسيني في حديث لإذاعة "موطني" : "إن الممارسات الاسرائيلية في العاصمة الفلسطينية المحتلة لن تدوم ومصيرها الزوال، مشيراً إلى أن المقابر الإسلامية تؤكد أن أحقيتنا في الأرض وجذورنا فيها، وأن الفلسطينيين والاسلاميين موجودون على أرض فلسطين منذ القدم، لافتاً إلى أن بلدية القدس سرقت الكثير من أراضي المقبرة وأقامت فندق وساحة وحديقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com