قال مسؤولون فلسطينيون، اليوم الأحد، إن حرق المسجد الاقصى ما زال مستمرا بأشكال مختلفة، منها الاستيطان ومنها الحفريات ومنها الاعتداءات المتواصلة على القدس

وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين في مدينة القدس، اليوم، لمناسبة مرور 47 عاماً على حرق المسجد الاقصى من قبل يهودي متطرف يدعى مايكل دينيس.

وقال محافظ القدس في المؤتمر، إن اسرائيل كانت تتوقع ردة فعل أقوى على حرق الاقصى، لكن ذلك لم يحدث ومنذ ذلك الوقت والاعتداءات متواصلة على الاقصى لتحقيق اهداف اسرائيل بالاستيلاء عليه.

بدوره، قال ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد، انه ومن أجل حماية الأقصى على الدول العربية والإسلامية حماية الانسان المقدسي الذي يحمي المسجد، مشدداً على ضرورة أيضاً نشر الوعي بين المسلمين والعرب عن المسجد الاقصى وتاريخه كوسيلة لحمايته.

أبو يوسف: الأقصى عرضة للتهويد والتدمير وجريمة إحراقه لن تسقط بالتقادم

إلى ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، الاصرار على محاسبة الاحتلال على جريمة إحراق للمسجد الأقصى المبارك قبل 47 عاماً، مشددا على أن هذه الجريمة لن تسقط بالتقادم.

وقال أبو يوسف في الذكرى الـ47 لإحراق المسجد الأقصى: "إن الحرائق مستمرة في الأماكن المقدسة"، معتبراً اقتحامات المستوطنين اليومية بحماية جيش الاحتلال، ودخول المئات منهم فيما يسمونه "ذكرى خراب الهيكل"، إنذارا خطيرا بفرض وقائع على الأرض وتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً.

وأضاف أن جرائم الاحتلال متواصلة ضد الأقصى منذ جريمة إحراقه قبل 47 عاماً، مؤكداً أن هذه الجريمة لن تسقط بالتقادم، ولا بد من محاكمة دولة الاحتلال على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته وأرضه.

وقال أبو يوسف: "اليوم وفي هذه الذكرى الأليمة، ما زلنا ندق ناقوس الخطر ونحذر من مخططات تهويد وتقسيم تستهدفه ، ومحاولات فرض وقائع على الأرض". ودعا الأمتين العربية والإسلامية للخروج من حالة الصمت والعجز إلى الفعل لحماية المسجد الأقصى من النسف والتدمير لبناء الهيكل المزعوم مكانه.

ادعيس: الاقتحامات والانتهاكات اليومية للمسجد الأقصى لا تقل عن جريمة حرقه

وفي السياق، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، إن الاحتلال ماض في نهجه وسياسته تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس منذ احتلالها، وأعد ويعد الخطط الكفيلة للسيطرة على المسجد، بل وزواله تماما ليغدو مرتعا لعصابات المستوطنين.

وأضاف ادعيس اليوم الأحد، أن الاحتلال استخدم كافة الأساليب للنيل من الأقصى والمصلين، حتى وصل الأمر في عام 1969م بإقدام حاقد على إشعال النار في المسجد القبلي من المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه لتتوالى الهجمة تلو الهجمة، وعمد الى جملة من الإجراءات بحقه وحق المدينة وأهلها، مطوقا ومسيطرا على كل منافذه، ومستخدما كل أشكال الإحلال والإبدال، ومكثفا من حملاته واقتحاماته اليومية، ومسجلا أسوأ مثل في التاريخ للعنجهية والقتل والاعتقال والدمار والخراب.

وأشار إلى أن الاحتلال يرتكب كل شهر أكثر من 50 اعتداء على المسجد الاقصى، ليصل مجموع اعتداءاته على كافة المقدسات ودور العبادة والأراضي الوقفية، إلى أكثر من مائة اعتداء.

وبين ادعيس أنه جراء حملة التحريض والتعبئة العنصرية الدائمة التي لم تتوقف في أوساط المستوطنين، والإعلام المضلل والروايات المكذوبة، بثت وما زالت منظماتهم العنصرية مقولات أن الحرم قائم على أنقاض هيكل سليمان. وقد مهدت هذه الخلفية التحريضية العنصرية لخلق جيل مهووس بهدم الأقصى وقبة الصخرة، وحصل ما حصل من أول يوم لاحتلال المدينة وما هي عليه الآن، وما أقدم عليه المتطرف من حرق للمسجد القبلي، وما زالت نيران الحريق لم تخمد.

وكشف ادعيس أن شهر آب الجاري، شهد حملة مسعورة ومكثفة بلغت 32 اعتداء وانتهاكا للمسجد الأقصى، من حيث دوام فرض الحصار عليه ومنع المصلين بحرية من الوصول اليه، ومزيدا من الاعتقالات والإبعاد، والتدخل في شؤونه ومنع أعمال الترميم، واعتقال رئيس لجنة الإعمار وعدد من الأعضاء، واقتحام خبراء آثار له، والاستمرار في أعمال الحفريات، بل وتصاعدت الحملة الإعلامية عبر وسائل الإعلام وعبر متطرفين مثل يهودا غليك، الذي شن حملة تحريضية ضد حراس المسجد الأقصى المبارك ودائرة الأوقاف الإسلامية، مطالبا بطردهم وإبعادهم، ومطالبا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بإحلال السيادة الإسرائيلية اليهودية، وقيام الإعلام العبري بنشر صور لبعض حراس المسجد، وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية وسط حملة تحريضٍ غير مسبوقة.

حنا عيسى: 47 عاما والأقصى يشتعل

واعتبر رئيس الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، استمرار احتلال القدس الشريف، ومنع المصلين من دخول المسجد الاقصى، والاعتداء عليه بالحفر والتهويد، استمرارا لعملية حرقه قبل 47 عاما.

وأكد عيسى أن سلطات الاحتلال تحرق الاقصى المبارك بكافة معالمه بشكل يومي، من خلال ما تبتدعه من اساليب التهويد والتدمير، عبر عمليات حفر الانفاق واقتحامات المستوطنين وتشييد البؤر الاستيطانية مع نيران الحرق والتطرف، لتحقيق الهدف الاكبر لدولة الاحتلال بهدم الاقصى واقامة الهيكل على انقاضه.

وأشار إلى المشاريع التهويدية والمخططات اليومية الصادرة عن حكومة الاحتلال ضد المسجد الاقصى والمدينة المقدسة ككل، التي تشتمل على الاقتحامات اليومية للمسجد المبارك، ومنع المصلين من دخوله والاعتداء عليهم، ناهيك عن مواصلة حفر الانفاق اسفل اساسات المسجد، واقرار المزيد من البؤر والتجمعات الاستيطانية، وبناء المزيد من الحدائق التلمودية، وهي عوامل تتضافر لتحقيق الهدف الاسرائيلي باقامة الهيكل.

وأضاف: "إن إحراق المسجد الأقصى المبارك منذ 47 عاما كان البداية لمخطط شامل وخطير لتهويد المسجد والاستيلاء الكامل عليه، لتتبين خيوط المؤامرة بشكل علني وصريح من خلال الدعوة لفتح بوابات المسجد امام اليهود وتقسيمه زمانيا ومكانيا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com