بلغت حكاية السالمونيلا في البلاد قمتها، حتى باتت حديث الشارع في البلاد، الامر الذي لم ينتظره المستهلك في طعامه المعتاد تناوله. ومما لا شك فيه ان صحة وسلامة الانسان هي الخط الأحمر، حتى وان قضى الامر بأغلاق المصانع والمحال المنتجة لتلك المواد، لكن هنالك من يدعي أنّ في هذه القضية تحديدًا تحولت صحة الانسان الى وسيلة وذريعة للمؤسسة الصهيونية لإفراغ سمومها العنصرية تجاه كل من هو عربي، وما بدأ بموضوع صحي تحول في النقاش إلى سياسيّ. 

ويأتي الإدعاء الأخير بناءً على المعلومات أنّ وزارة الصحة كشفت عن عدد من الشركات الغذائية التي أحتوى طعامها على سلمونيلا إلا أنها أختارت اغلاق مصنع طحينة الأمير، علمًا أنّ هذا الإدعاء ليس دقيقًا، فلم تقم وزارة الصحة بأغلاق الشركة الغذائية "رشدي أخوان"، مصنعة حلاوة الهلال وبركة، التي عثر ايضًا في منتجاتها على بكتيريا السلمونيلا. 

"بكرا"، ومع تحول النقاش من صحيّ إلى سياسيّ، استطلع اراء الشارع الفلسطيني حول الموضوع خاصةً وأنّ الحديث يدور عن صحة الأنسان، وهي في الدرجة الأولى من الأهمية.

الصحة في سلم أولوياتنا 

الأمين العام للحزب الشيوعي والناشط عادل عامر قال في حديثه إلى "بكرا" حول الموضوع: مما لا شك فيه ان فيما يتعلق بالمصانع والمصالح التي تتعامل مع المواد الغذائية فان صحة الجمهور الواسع يجب ان تكون في سلم اولويات هذه المصانع والمصالح بغض النظر عن الانتماء القومي لأصحاب هذه المصانع . ومن هذا المنطلق يجب ايضا ان يكون تعامل المؤسسات الرسمية مع هذه المصالح اي ان صحة ومصلحة الجمهور الواسع يحب ان تكون العامل الاهم والوحيد في تعاملها مع هذه المصانع. ولهذا فإننا نستهجن هذا الاصرار على اغلاق مصنع الامير واذا كان لدى السلطات اي معلومات وتخفيها عن الجمهور فهي بذلك تساهم ايضا في المس بمصلحه وصحه الجمهور. ولهذا فإننا نطالبها بإعادة النظر في قرارها هذا وان تعمل على زياده المساحات المخصصة للمناطق الصناعية في الوسط العربي. ومعاملة هذا المصانع ضمن المعايير العامة في الدولة دون اي تمييز قد تشتم منه رائحه التمييز العنصري.

قرار عنصريّ

المحامي والناشط السياسي شادي شويري من كفر ياسيف قال بدوره: لا شك أن العامل الأهم في هذا النوع من القضايا هو صحة وسلامة الجمهور وعلى كافة المصانع والمعامل اتباع اقصى درجات الأمان للحيلولة دون وصول أغذية خطرة او غير صالحة للاستهلاك لجمهور المواطنين، وعلى السلطات ذات العلاقة مراقبة عمل هذه المصانع والتأكد من التزامها بمعايير السلامة واتخاذ التدابير اللازمة لضمان ذلك. إلا أن تعامل السلطات مع مصنع "طحينة الأمير" بالذات والمسارعة بإصدار أمر بإغلاقه - بينما لم تتخذ نفس الإجراء مع مصانع أخرى وجدت لديها نفس الجرثومة "السلمونيلا" - يشتم منه رائحة العنصرية واستسهال الضغط على زناد الإغلاق في حال كان المصنع بملكية عربية. ولذلك حسب رأيي يجب الوقوف ضد قرار الإغلاق وذلك بالتوازي مع الحصول على تعهدات والتزامات من ادارة مصنع الأمير بالتعامل الجدي مع الخطأ الذي وقع لديهم وبالحصول على ضمانات لعدم حدوث مثل هذا الخطأ مجددًا.

الحكومة مصابة بالسلمونيلا 

اما الناشط نسيم بدارنة فقال لـ "بكرا": هذه ليست المرة الاولى التي يتم الكشف فيها عن عيوب في خطوط الانتاج للمواد الغذائية في المصانع الإسرائيلية، فسبق وان كانت الجرثومة في عددٍ من المصانع، ولكن لم نسمع عن اغلاق مصنع الا عندما وجد العيب في المصنع العربي فتم إغلاقه مباشرة. انا شخصيا لم أتفاجأ في هذا القرار الظالم لان حتى على صعيد المحاكم فان الاحكام لمخالفة العربي في نفس التهمة مقارنة باليهودي تزيد بنسبة الى حد الضعف أحيانا . هذه من ثمار العنصرية المتفشية في هذه الحكومة وهي أخطر من تفشي جرثومة السلمونيلا فلذلك انصح بفك هذا الحكومة وإغلاقها .

الناشط السياسي سليم سعدي قال بدوره: صحة الجمهور هي الاهم، إلا أن العنصرية تفوح من هذا القرار، فلا يعقل ان يتم الكيل بمكيالين ويطبق القانون على المصنع العربي ويتم التغاضي عن الاهمال والتقصير عند المصانع اليهودية ، أنا مع فحص الامور بتروي وان تتم مراقبة كل المصانع الغذائية والعمل على ان تكون ابسط المقومات متوفرة للحفاظ على سلامة وصحة الجمهور.

طحينة الأمير تجاهلت المستهلك العربي

المربية رنا فاهوم قالت مختتمة: طحينة الأمير اسم لامع وغني عن التعريف، إلا أنّ تعامله مع المستهلك العربي علی أثر اكتشاف جرثومة السلمونيلا بعدم اصدار اي بيان باللغة العربية، بل سارعت الشركة الی عقد مؤتمر في تل ابيب واصدار بيان باللغة العبرية لم يرق لي بتاتا، وانا لا اعفيهم من المسؤولية، ولكن ان تتعامل الدولة بعنصرية بحته فهذا الامر لم يروق لي اكثر وامتعض غضبا منه فلماذا يحلل لشركات يهودية اكتشفت فيها الجرثومة مثل تلما او شمير ان تواصل نشاطها أما طحينة الأمير يصدر قرار بوقف نشاطها، اذا الدولة تتعامل بمكيالين غير متوافقين .. التمييز واضح في التعامل . كل الشركات التي اكتشفت فيها جرثومة السلمونيلا يجب ان تعامل بنفس التعامل ونفس النهج وان لا تميز الحكومة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com