في السنوات الأخيرة ومع تطور عالم التكنولوجي ودخوله الساحق في عالمنا وخاصة عالم أطفالنا باتت التربية السليمة من أصعب وظائف الوالدين وخاصة الأم ، وسائل تكنولوجية باتت الوسيلة الأسهل لمشاهدة أفلام الكرتون فما تأثير ذلك على أطفالنا؟ وهل أفلام الكرتون رسالتها هي الترفيه والتعليم أم العنف والرسائل الجنسية هي الوجه الأخر؟

غياب الرقابة والتوجيه من الأهل من الممكن أن ينعكس الأمر سلباً

في حديث أجرته مراسلة بكرا مع الدكتورة وأخصائية التربية سهراب مصري حدثتنا عن تأثير أفلام الكرتون على تربية أطفالنا قائلة:" بداية حديثنا يدور عن تأثير أفلام الكرتون على تربية الطفل، وما هي القيم والأخلاقيات التي توججها هذه الأفلام الكرتونية لأطفالنا؟، في ظل غياب الرقابة والتوجيه من الأهل من الممكن أن ينعكس الأمر سلباً، وفي كثير من الأحيان الأفلام الكرتونية التي يشاهدها أطفالنا، والتي يكون على ما يبدو شعارها إعطاء القيمة والأخلاقيات لأطفالنا، الا انها تكون بعيدة كل البعد عن أخلاقيات وعادات مجتمعنا العربي، فلذلك من الممكن أن يؤثر سلباً على أطفالنا، خاصة في موضوع اللغة، فالكثير من الأفلام الكرتونية تحتوي على لغة بسيطة، وبذلك يترجم تأثيرها بالسلبي على طفل وتكسبه لغة غير صحيحة".

 التأثير هو تأثير تراكمي

وتابعت مصري:" في ما يخص تأثيرات منهجية، أو ما يسمى بالتصرفات السلوكية اليومية، فالكثير من أطفال يرون الشخصيات في أفلام الكرتون ويبدأون بتقليدها، فمثلاً بتنا نرى كل الأمور التي تخص الطفل أصبحت على شخصيات الدمى في أفلام الكرتون، مثلا ديزني لاند، سبونج بوب، سندريلا، وحتى أفلام الكرتونية التابعة للأطفال الذكور خاصة، التي تحمل كل معاني العنف، فيبدأ الطفل بالتصرف بشكل عنيف مع من حوله، أما التأثير على الفتيات فيبدأ بلبس الكعب العالي أو وضع المكياج وأمور أخرى غيرها تجعل من فتاه بعمر الخامسة تبدو وكأنها في الثامنة عشر من عمرها".

وأضافت:" ما يقلق هو أن الأضرار أو التأثير هو تأثير تراكمي، ويعني أنه لا يظهر في الفترة الأنية، أنما يظهر في فترات مستقبلية وغالباً ما تكون نتائجه خطيرة، والسبب هو تذويت واشباع ابناءنا بعادات وتقاليد وسلوكيات خاطئة، والمعالجة تكون نوعا ما صعبة والسبب أن التربية للطفل يجب أن تكون من بداية عمره".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com