أظهرت جلسة عقدتها اللجنة البرلمانية لتطوير مكانة المرأة والمساواة ، مؤخرا، انه في عام 2015 كانت نسبة تشغيل النساء اللواتي تتراوح اعمارهن بين 25 - 64 عاما كانت %31.5 ورغم الارتفاع التدريجي في نسبة تشغيل النساء العربيات، يبقى الحديث يدور عن نسبة منخفضة مقارنة بالنساء اليهوديات - %79.7 وبالرجال العرب - %74.2، في حين انه في عام 2014 كان معدل الاجر (غير صاف) للنساء اليهوديات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 25 - 64 عاما، أعلى بحوالي %45 من النساء العربيات.
وفي سياق متصل عرض المحامي سامح عراقي، من مركز مساواة، بحثا عن تشغيل النساء العربيات واعلن انهم سيخرجون بحملة جديدة لزيادة الوعي حول ارادة النساء العربيات بالعمل.
"بكرا" توجه الى نساء اكاديميات وغير اكاديميات يعانين بسبب انعدام وجود أماكن عمل تناسب قدراتهن المهنية او امكانيتهن العلمية، وتحدث اليهن حول معاناتهن.. ودعم البيئة المحيطة لهن والعقبات التي يواجهنها كما تحدثن عن طموحهن..
هيا دفراوي: حركة نشطة في تعلم النساء مقابل شح وانعدام أماكن عمل لهن..
هيا دفراوي حاصلة على اللّقب الأوّل بتفوّق في تدريس اللّغة العربيّة وآدابها، تدرس حاليّا اللّقب الثّاني من جامعة تل أبيب تخصّص لغة عربيّة وإسلام، وتخطّط لإكمال مسيرتها الأكاديميّة لنيل الدّكتوراه في دراسة اللّغة العربيّة.
قالت دفراوي ل"بكرا": تلقّى الدّعم من العائلة ومن الأصدقاء ويمكنني القول إني ألمس تشجيعًا منهم لإكمال دراستي الأكاديميّة والاستمرار في مشوار طموحي، وأعتقد أنّ ذلك يعود لكونهم يؤمنون أنّ التّعليم لا يعود بالفائدة فقط على نفسي كامرأة بل على مجتمعي بشكلٍ عامٍ، وثقةً منهم بمقولة الشّاعر أنّ "العلم يبني بيوتًا لا عماد لها"، وعملا بأنّ تغير المجتمع نحو الأفضل يبدأ بخطواته الأولى من خلال العلم.
وتابعت: لم أواجه عقبات في مشوار تعليميّ الأكاديميّ وذلك لإيمان عائلتي بأهميّة التّعليم وتشجيعهم الدّائم لي، ولكن التّحدّي الأكبر كان نفسانيّا إذ أنّ الدّراسة تتطلّب ثقة بالنّفس وإدارة على تقسيم الوقت وإيمانًا منّي بأهميّة إكمال الدّراسة لألقاب أعلى كان عليّ تحمّل هذا العبء النّفسيّ وإيجاد الوقت وإدارته للتّوفيق ما بين الدّراسة والعمل بشكل جيّد من أجل تحقيق هذا الطّموح.
حالة مقلقة
وأشارت منوهة: الحالة القلقة الّتي يمرّ فيها المجتمع وواقعنا الّذي يواجه صعوبات ومشاكل جمّة منها السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، إذ لا يمكن تجاهلها كما وأنّني أدعم أنّ أبرزها هي "أنماط التّفكير المعيقة لنهضة المجتمع العربيّ"، إنّنا نحيا في مجتمع لا يحترم الرّأي الآخر ولا يتقبّل النّظرة المخالفة له، هذا يعني أنّنا نواجه مجتمعًا لا يرى إلّا من منظورِهِ الشّخصيّ ومن زاويتِهِ الوحيدة وهذا بحدّ ذاته يخلّف تحدّيًا كبيرًا. ولأنّه يرى من زوايته معناه أنّه لا يتقبّل الآخر، ولا الحضارات الأخرى؛ إذن لا يحاول أن يقتبس من الآخر ليطوّر نفسه، وهذه النّظرة سبب لعدّة ظواهر ومشاكل اجتماعيّة، وعلى سبيل المثال: رغم كلّ المحاولات لتقليص ظاهرة العنف بأنواعها أو ظواهر أخرى فإنّها تبوء بالفشل.
واستمرت: لا يمكن إنكار أهمّيّة عمل المرأة في تطوير المجتمع، ولكن المشكلة هي أماكن العمل المُتاحة لشريحة النّساء، فقد شهدنا حركة نشطة في تعلّم النّساء وحصولهنّ على شهادات جامعيّة بغية نيل أماكن وظروف عمل أفضل، ولكن أكثر من 50% من النّساء الأكاديميّات محرومات من العمل، وذلك بسبب نقص أماكن العمل فالآلاف من المعلّمات لا يجدن مكان عمل، ولا يمكن غضّ البصر عن معاناة النّساء العربيّات في إسرائيل سياسيًّا وجندريًّا أيضًا.
واما عن طموحها فحدثتنا قائلة: على الصّعيد الشّخصيّ يبدأ طموحي الأوّل في مواصلة تعليميّ الأكاديمي من أجل تحقيق هدفي الأسمى في دراسة اللّغة العربيّة والغوص في شغفي، فاختيار موضوع الدّراسة جاء نظرًا لأهميّة مكانتها، إذ أنّها أهم مركّب في هُويّتنا الثّقافيّة والقوميّة، وكلّنا مدرك فيما تعانيه اللّغة العربيّة من تهميش، لذا من المهمّ التّمسّك باللّغة والمحافظة عليها من هيمنة اللّغات الأخرى عليها، فالمحافظة على اللّغة يعني محافظة على ثقافة، حضارة وتراث شعب كامل، فعلى دارس اللّغة أن يعي أنّه سفير لها ولثقافتها؛ وبالتّالي عليه أن يتداولها وينقلها بانفتاح وبوعي عميقين.
واستمرت: على الصّعيد العامّ أبدأ بمقولة غاندي: "كن أنتَ التّغيير الّذي تريد أن تراه في العالم"، محاولة التّغير في مجتمعنا مركّبة ومعقّدة على سبيل المثال: محاولة تغير الصّورة النّمطيّة عن النّساء في المجتمع العربيّ الّتي لاتزال تعاني من تمييز، فعلّني أكون نموذجًا يُحتذى به لتشجيع فتيات أخريات على إكمال دراستهنّ نحو ألقابٍ عُليا تفيد الجميع، وتغيّر الواقع للأفضل.56كما سأحاول عمل النّظر للمستقبل بنظرة تفاؤليّة، في غرس قيم الفكر الحضاريّ باحترام الآخر، وتقبّل المختلف من خلال مبدأ التّسامح الفكريّ، وذلك من أجل بناء مجتمع عربيّ يعمل بوعي ومسؤوليّة تجاه أبنائه من خلال توزيع المسؤوليّة الفرديّة ونقلها لمسؤوليّة جماعيّة تسعى للنّهوض بالمجتمع وترتقي به.
سلام شحادة:"طموحي يدفعني للمتابعة في الدراسات العليا"
سلام شحادة: ليس من السهل أبدًا أن ينتهي بها المطاف بعد كل هذا العناء للعمل كمندوبة خدمات/مبيعات أو أيّ عمل آخر غير منوط بشهادة
سلام شحادة طالبة أكاديمية للقب الثاني في علوم اللغة العربية والإسلام في جامعة تل-أبيب. حاصلة عل اللقب الأول في علم الاجتماع والتربية. طموحي يدفعني للمتابعة في الدراسات العليا ونيّل لقب الدكتوراه.
قالت ل"بكرا": بالإضافة لدعم العائلة والمقربين من الأصدقاء والذي يشكل دافعًا أساسيًا، فإن أكثر ما يشجعني على المثابرة ومتابعة مسيرتي العلمية هو رؤيتي لتقدم ثلة من النساء العربيات في مجتمعنا، اللاتي نجحن في بلوغ أهدافهن بجدارة ليشغلن مناصب وأدوار في شتى المجالات السياسية، الاقتصادية، التربوية، الإعلامية وغيرها العديد، من ضمنها مناصب كانت في زمن مضى حكرًا على الرجال وبهذا فهنّ قد استطعن التغلب على ما يسمى بعقدة "التفرقة الجندرية".
وأوضحت: إنّ أكثر العقبات التي قد تتعثر بها النساء العربيات بشكل عام والأكاديميات منهن بشكل خاص هي المحدودية في فرص العمل المتاحة في مجال تخصصهن العلمي. ليس أمرًا سهلًا على المرأة العربية خوض ثلاث سنوات أو أربع من الاجتهاد والمثابرة، علاوة على التكاليف المادّية، في سبيل الحصول على شهادة أو لقب اللذان تطمح من خلالهما في تحقيق مركز اجتماعي والانفتاح على مجتمع عمليّ ومهنيّ، وليس من السهل أبدًا أن ينتهي بها المطاف بعد كل هذا العناء للعمل كمندوبة خدمات/مبيعات أو أيّ عمل آخر غير منوط بشهادة تعليمية أو ما شابه. هذا واقع واجهته كما واجهنه غيري الكثير من النساء الأكاديميات !
ونوهت: إنّ التطلّع نحو التغيير هو الطموح والرغبة في السعي إلى الأفضل، فالجمود والنظر إلى الخلف والتمسك ببعض العادات والتقاليد البالية لن يولد لنا السبيل للتقدم والانفتاح على العوالم المتجددة ومواكبة التحولات العالمية ثقافية كانت أو سياسية أو اقتصادية أو صناعية... على كل فرد في مجتمعنا أن يعي بأن مجتمعنا غني بالطاقات البشرية التي ما إذا تلقت الدعم والتشجيع فإنّها ستنهض بالمجتمع إلى حال أفضل وأكمل مما نحن عليه اليوم، والأمر لا يتطلب أكثر من المبادرة، أما التذمر ولوم الآخرين فلن يجدي بنا نفعًا.
نواب عرب: يجب بلورة خطة شاملة، تنسق بين جميع الوزارات الحكومية حيث يتعاونون ويفتحون سوق العمل للنساء العربيات بشكل حقيقي
عضو الكنيست احمد طيبي بدوره عقب على المعطيات قائلا: طيلة الوقت يتحدثون عن دور الرعاية اليومية والمواصلات العامة من اجل توفير العمل، لكن ما السيء بخلق اماكن عمل داخل البلدات مثل المناطق الصناعية؟ نحن نريد حافلات من اجل التدفق للعمل. هنالك يهود لا يريدون العمل ويحصلون على الميزانيات، وهنالك عرب وعربيات يريدون العمل ولا توجد لهم القدرة.
رئيسة اللجنة البرلمانية عضو الكنيست عايدة توما سليمان لخصت الجلسة وقالت: تحضر في هذا الوقت الوزارات الحكومية الميزانيات والخطط للسنة المقبلة. نرى كيف ان الوزارات الحكومية لا تستغل جميع الميزانيات من اجل تعزيز تشغيل النساء العربيات. وان كانت وزارة الاقتصاد تستغل %28 فقط ووزارة الصحة فقط 7 مليون فواضه انه يوجد اخفاق هنا. يجب بلورة خطة شاملة، تنسق بين جميع الوزارات الحكومية حيث يتعاونون ويفتحون سوق العمل للنساء العربيات بشكل حقيقي. على ما يبدو فقط قرار لجنة وزارية سينجح حقا بالقيام بذلك.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق