لَم يَخطُر عَلى بَال بَطَلة فيلم " مَفرق 48 "، الشَابة سَمر قُبطي ابنَة مَدينَة النَاصرة، أَنّ فَرحَتها بالمشَاركة في مَهرَجانِ الأفلامِ في كُولومبيا، ستُفسدها إجراءات التَفتيش فِي مَطار اللِد (" بِن غوريونْ")، حِين تَم اخضاعِها للتفتيشِ قَبلَ عِدة أيامٍ، مِن قِبل رِجَالِ أَمن المَطَار لمدةِ سَاعتين، والنَبش بِشكلٍ عَبثي بِكُلِ مَا تَملُكه مِنْ مُحتَويَات، وخَاصةً حَقيبة الظَهر التي أُجبِرتْ عَلى تَركِها بالمطَار بِدعوى أن هُنَاك ثَمة شُبهات تَحتَوي بِداخِلها عَلى مَوادٍ مُتفجرة، أو بداخل حِذائها!

وَفي حَديثٍ خَاص مَع الفَنانة سَمَر قُبطي، المُتواجدة حاليًا في كُولومبيا قالتْ: طَلبَ رِجالُ الأمن مني، أن أقومَ بتفريغ حقيبةِ الظَهر التي كَانتْ بِحوزتي، وَمِنْ ثُم قاموا بتفتيشِ هاتفي، بالإضافةِ إلى تصفحهم كتاب باللغةِ العَربية كنتُ أَحمله، وبعد ذلك، استمرت عملية التفتيش لمدة ساعتين.

"وخِلال فترة الانتظار، كنتُ قَد تَوجهتُ إلىَ أَحَد المسؤولين في المَطارِ، وقلت له، إنهُ يَتَوجَب عَليّ المُغادرةِ عَلى متن الطائرةِ وأني مُرتبطَةٌ بِبَرنامِج عَملٍ، مُشيرةً لَهُم إلى دَعوَةِ السَفرِ إلى كولومبيا من قبل القيمين عَلى المهرجان، وذلك بِهَدف تمثيل فيلم " مَفرَق 48 "، فكان ردُ المسؤولين- لا داعي للقلق، فكُل شيءٍ على ما يُرام، وعدتُ للجُلوس مرةً أخرى"- اضافت.

طُلبَ مني التَنازُل عَن حَقيبةِ الظَهر!

وَتَابعتْ، الفَنانة سَمَر قُبطي، في حديثها: لقد طُلبَ مني مُقابل السَماح لي بالصعودِ على متن الطائرةِ وإتمام رِحلَتي إلى كُولومبيا، أن أتَخَلىَ عَنْ حَقِيبَةِ الظَهر! على الرغم من أنهم ادعوا أن المواد المتفجرة تتواجد داخل الحِذاء! وهذا ما يُؤكد أن التصرف كان تعسُفي، وأن الأمر لا علاقة لها بوجودِ أي موادٍ مُتفجرة، وهو ليسَ أكثر من إدعاءٍ كاذبٍ وإفتراءٍ مِن قِبَل أمنِ المطارِ.

وأكدتْ: " لم يَكُن من السَهلِ عليّ التَنازُلِ عَن الحقيبة، وبعدَ مُفاوضاتٍ طَويلة معَهُم، سمحوا لها بأخذ ثلاثة محتويات كانتْ تَتواجد بداخلها، وهي، ( كتاب، وجاكيت، وبطاقة الهاتِف)، وقاموا بوضع هذه المحتوياتْ، دَاخِل حَقيبة مصنوعة من النايلون كُتبَ عليها " Bon Voyage" (" رحلةٌ سَعيدة ")!

وردًا على سُؤالنا، حول توجهها إلى جِهاتٍ حقوقية أو قانونية، قالتْ، أنها لم تتوجه بعدْ، لكن أمر التوجه القانوني واردًا لديها!

المُحَامي عَوني بَنّا: المُسافر العَربيّ هُو أخطَرُ مَن بَاقي المُسافرين

وَحَولَ المُوضوع، وَقَضيَة التَفتيش المُذِل للمُسافِرينْ العَرب والفنَانة سَمَر قُبطي كَنَمُوذَج، أَجرينا حَديثًا مَع المُحَامي عَونِي بَنا، الذي قَام بتقديم الالتماس المَبدئي ضِد التَفتيش المُذل للعربِ في المَطارات، بالإضافة إلى مُتَابعتهِ المَوضوع فِي المَحكَمَةِ العُليا لسَنواتٍ طويلةٍ، قَال:  إنّ مَنظومَةَ التفتيش الامني في المَطاراتِ تَستَند إلى طَريقةِ تَفتيشٍ تَفتَرض مسبقا ان المُسافر العَربي هُو أخطرُ مِن بَاقي المُسافرين، وبالتالي يجب اخضَاعه إلى تفتيشٍ دَقيق، الذي عَادة مَا يُنَفذ بِطَريقة مُذلة.

مُشيرًا، بعد التوجه لمَحكمة العَدل العُليا في الخصوص أُدخلت العديد مِن التغييرات على طريقةِ التفتيش، ومن أبرزها البدء باستعمال أجهزةٍ حديثةٍ لفحصِ حقائب جَميع المُسافرين على حدٍ سواء، وإلغاء التفتيش العَلني في صالة المُسافرين والذي كان يتم أمام أعيُن الجميع وبِطريقةٍ مُستفزةٍ ومذلةٍ.

وتَابع المُحامي بَنا: المَحكمة في هذهِ المَرحلة لَم تَستَجب للمطلب بإقرار عَدم قانونية التصنيف بحد ذاته، أي الافتراض المسبق بأن العربي أكثر خطورة من باقي المسافرين العربي، لا لشيءٍ أو لعملٍ قام به وفقط لكونه عربيًا، وذلك لإعطاءِ مهلةٍ زمنيةٍ لمتابعةِ نتائج التغييرات التي أُدخلت عَلى طريقةِ التفتيش على أرضِ الواقع.

وأشَار أيضًا، أن المَحكمة انتقدت سياسة التصنيف القومي بشدة ولكنها اعتقدت أن تغيير طريقة التفتيش ستفضي الى تغيير جذري في المعاملة التي يلقاها العربي في المطار، ومن هنا قرارها بعدم البت في السؤال المركزي المُتعلق بِمدى قانونية هذا التصنيف.

عَلى المُتعَرض للتفتيش المُذل المُطَالبة بالتعويض..

وأوضح: في هذهِ المرحلة يجب تَوثيق حَالات الاذلال في المطارات للتوجه في مَرحلة لاحقة للمَحكمةِ العُليا ومُطالبتها باتخاذ قرار وموقفٍ واضح من التصنيف. حَاليا كل شخص تَعرض لتفتيشٍ مُذل يُمكنه التوجه للقضاءِ للمُطالبة بتعويضٍ، وهنالك حَالاتٍ تم بالفعل الحكم فيها بتعويض مادي لمسافرين تعرضوا لتفتيش مذل وغير مبرر ونتج عنه ضررٌ مَادي أو مَعنوي. وهنا كل حالة يَجب فَحصها عَلى حَدة حسب التفاصيلِ العينيةِ الخاصة بها.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com