يحيى شمالي، هو فلسطيني مقيم في المانيا منذ (27) عاماً، وهو من أسرة هجرت عام النكبة من عكا الى سوريا (مخيم اليرموك)، وله من الأخوة تسعة، وهو مولود في دمشق، ومتزوج من فلسطينية حيفاوية الأصل، ولهما خمسة أولاد، وتقيم الاسرة في بون، عاصمة ألمانيا الغربية قبل الوحدة، ويعمل في تجارة السيارات .

التقيناه في الناصرة، مشاركاً مستمعاً لمناقشات المؤتمر الدولي الثالث تحت عنوان "الناصرة – آثار ، تاريخ، وموروث حضاري "، ووجدناه فرحاً جداً لأن هذه أول زيارة له الى وطنه فلسطين، وحزيناً متألماً من لجوء ما بعد اللجوء، ومن اوضاع الأهل في مخيم اليرموك، واللاجئين العرب والأجانب في المانيا وأوروبا، بعدما أصابهم من تعتير وتمييز وتنكيل، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم بعد اجتياح الارهاب الداعشي لأوروبا والعالم، فأصبحوا موضع شبهات وشكوك، الى درجة ان الكثيرين، وهو منهم، يفكرون بالهجرة من المهجر، لكن الى أين – كما يقول يحيى، المتألم من ظلم دول العرب، اكثر من ألمه من عبوس الاوروبيين "فأنا ذقت على جلدي عنصرية الأنظمة العربية ونبذها لنا نحن الفلسطينيين ، فلا كرامة لنا في اوطان العرب " .

في هذه الأثناء ما زال قلب يحيى يخفق حزناً وقلقاً على بضعة آلاف من الأهل الذين بقوا عالقين في مخيم اليرموك، وسط برك الدماء، وتحت القصف والذل والرعب والارهاب، بعد ان كان عددهم "في أيام العزّ" يقارب المئة وخمسين ألف لاجئ يحلمون بالعودة الى فلسطين فاذا بمعظمهم يتشتت مجدداً ، داخل الأوطان وخارجها ، في غربة أليمة قاسية .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com