لاقت عريضة مناهضة للعنف وقع عليها 100 بروفيسور عربي من داخل البلاد، يعملون في جامعات محلية وعالمية، استنكارا واستهجانا واسعين من قبل البعض، حيث تم توجيه تهم مباشرة ونقد لاذع ومبالغ به للأشخاص الذين وقعوا على العريضة متهمين إياهم بالاستعلاء والتكبر، كون العريضة احتكرت على أصحاب لقب البروفيسور مستثنية أي درجات اكاديمية أخرى.
شمروا عن سواعدكم أو ابقوا في "ابراجكم العاجية"، تظهرون في المناسبات او لمصالح شخصية ليس الا!
الى ذلك، من الأشخاص الذين انتقدوا العريضة كان دكتور خالد أبو عصبة حيث كتب على صفحته ستاتوس اتهم من خلاله الأشخاص الذين وقعوا على العريضة بالتعالي مشيرا الى ان نظرة الاستعلاء او النظرة الفوقية على حد تعبيره تعتبر عنف بامتياز بيد انه لم يتطرق في حديثه الى أي فئة معينة في حين ان التعقيبات المواتية للستاتوس تطرقت الى العريضة التي احتكرت على البروفيسورات، كما وجه المربي والناشط الاجتماعي عيد جبيلي نقدا لاذعا معين عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك يتهم بها البروفيسورات بالتعالي بشكل مباشرحيث قال: بيان "100 بروفيسور"هو بيان خطابي انشائي، ليس الا! لن يقدّم هذا الخطاب أيّ شيء في مجال معالجة العنف أن شهادة "الاستاذية" لا تقول اي شيء عن قدرات هؤلاء في معالجة العنف معظمهم في مجال الطب والعلوم الطبية! كيف يمكن الاستعانة بهم؟
وتابع نقده قائلا: بتوجيه طلابنا في اختيار المواضيع التعليمية بشكل مهني، في التطرق للمأساة التي يعيشها طلابنا في رومانيا،اوكرانيا وو! في حل مشكلة اكثر من 3000 شخص بانتظار التطبيق العملي في موضوع الصيدلة بحل مشكلة فارق 110 نقاط بين الطالب العربي والطالب اليهودي، هنا عليهم العمل وايجاد الحلول، لذلك يكفي توزيع النصائح مجال لا تفقهون به "شمروا عن سواعدكم" وحاولوا اخراج طلابنا من المحنة في التعليم الجامعي او ابقوا في "ابراجكم العاجية" تظهرون في المناسبات او لمصالح شخصية ليس الا!
المخجل انهم قاموا بعملية تصنيف في قضية مجتمعية
وفي حديث خاص، قال الدكتور خالد أبو عصبه عقب على الموضوع قائلًا: هذا موضوع شامل يخص مجتمعًا كاملًا وليس فئة معينة فقط، عادة عريضات مشابهة تشمل مجموعة مثقفين وليس فئة معينة ما قاموا به هو نظرة فوقية علما انني احترمهم واقدرهم، هذه اللفتة متعارف عليها في مجتمعات مختلفة على اساس ان لا تشمل فئة معينة بل جميع فئات الاكاديميين والادباء، ما قاموا به غير مقبول علما انني احترمهم واجلهم، كان ممكن ان يظهروا ان مجتمعنا وصل الى عدد معين من البروفيسورات بشكل مباشر وليس عن طريق عريضة العنف. المخجل انهم قاموا بعملية تصنيف في قضية مجتمعية وهو امر خاطئ جدا.
"بكرا" بدوره توجه الى عدد من البروفيسورات الذين شاركوا في التوقيع على العريضة حرصا منه على المهنية الصحفية وحصل على تعقيبهم وردهم على جميع الاتهامات الموجهة اليهم.
اسعد غانم: مجتمعنا قوي جدا الا ان بعض تصرفات الاكاديميين والسياسيين تسيء لقوته وبدل ان ترفعه عاليا فأنها تسحبه للأسفل
البرفيسور اسعد غانم عقب قائلا حول الموضوع: انا لا افهم سبب هذه الاتهامات، 100 شاب حاصلين على درجة بروفيسور في مجتمعنا وهو امر يدعو للفخر، احبوا ان يبرزوا هذا الإنجاز من خلال تناول قضية مجتمعية وهي العنف.
وتابع موضحا: من ناحية، قضية العنف هي قضية مهمة ويتم تناولها من قبل قطاعات مختلفة، ومن ناحية أخرى، اعتقد البعض ان هناك انجاز كبير في مجتمعنا وعلينا ابرازه وقد توجهوا لي بهدف ابراز هذه الشريحة من المجتمع حيث اننا وصلنا الى 137 شاب حاصلين على درجة بروفيسور من مجتمعنا تخرجوا من افضل جامعات في العالم وأيضا يدرسون في افضل الجامعات وهم جزء من لجان مقيمة وهي معلومة المعظم لا يعلم بها، وارادوا ان يبرزوا هذا الجانب الإيجابي من المجتمع لذا لم يكن هناك داعي لهذا الهجوم ضدهم، لان ما قاموا به هو انه من خلال ابراز مراكزهم العلمية من جامعيات عالمية رفعوا مجتمعهم عاليا كونهم ابناءه وجزء منه.
وتابع غانم موضحا: انا استغرب من هؤلاء الذي طالبوا بان يقوم البروفيسورات ببرامج مناهضة للعنف وهذا الامر ليس وظيفتهم، هناك جهات معينة وظيفتها ان تحارب وتناهض العنف، نحن مطلوب منا فقط ان نتخذ موقف مناهض لهذه الظاهرة ونساهم في محاربتها، كلمة "نخبة" التي ادعاها البعض كانتقاد لهذه المجموعة ليست عيبا كما يعتقدون لان النخب هم من يقومون ببرامج التغيير الاجتماعي ونحن بحاجة اليهم، لأنه من يقودون عملية التغيير، ومن المهم ام يتم ابرازهم واعطائهم ما يستحقونه، لذا علينا ان نبرز قدرات اكاديمية ومجتمعية موجودة في مجتمعنا وهو امر يدعو للفخر وليس امر مخجل او استعلاء، بل هم متميزين ويستحقون ذلك، هم عقبوا على قضية اجتماعية اتعبتهم واتعبت مجتمعهم وليس مطلوب منهم ان يقوموا ببرامج، هناك مؤسسات مختصة عليها ان تقوم بذلك.
واردف: ما يؤسفني ان هناك ثقافة سلبية منتشرة في قرانا وهو تفكير سلبي يمنعنا من اظهار الإيجابيات والطاقات الإيجابية والدرجات العالية في المجتمع، بيد انه علينا ان نظهرها ونفتخر بها، حتى انه بسبب هذه النخبة نستطيع الان المطالبة بإقامة جامعة للعرب، لان هناك كم هائل من الاكاديميين العرب حصلوا على درجات عالية، الان بعد ان برزت هذه النخبة لا نستطيع ان نستثنيها، وعندما يتم بناء جامعة في الناصرة علينا ان نستغل هذه القدرات وليس ان نستثنيها. انجازاتهم العلمية ليست قليلة وهم جزء يدعو الى الفخر وعلى المجتمع ان يفخر بهم.
واختتم قائلا: للأسف مجتمعنا قوي جدا الا ان بعض تصرفات الاكاديميين والسياسيين تسيء لقوته وبدل ان ترفعه عاليا فإنها تسحبه للأسفل.
رياض اغبارية: اكاديميين يعملون على نشر الأمور الإيجابية منها ان 100 بروفيسور يطالبون القيادات ورجال الدين ان يتجندوا ضد العنف وهو امر ليس مخجل بتاتا كما ادعى البعض
البروفيسور رياض اغبارية بدوره عقب قائلا: ما قام به عدد من البروفيسورات العرب في البلاد هو امر مقبول عالميا، وهو كان البيان الأول من سلسلة بيانات سيتم التوقيع عليها من قبل فئات مختلفة منها بيان او عريضة لاطباء اسنان وفنانين وادباء أيضا، وهكذا نذكر طيلة الوقت اننا نرفض ما يسمى العنف وانتشاره في مجتمعنا، وهي خطوة مميزة.
ونوه قائلا: بصراحة انا لم أتوقع ان ينظر البعض الى هذه الخطوة كاستعلاء، انا شخصيا لا أرى بها أي نظرة استعلاء، فقط 100 بروفيسور عربي من مختلف المجالات من خارج وداخل البلاد قاموا بالتوقيع على عريضة مناهضة لاستفحال وشرعنة ظاهرة العنف، وهو امر يدعوا للفخر وليس مخجل، انا شخصيا تفاجأت كثيرا من النقد الذي تم توجيهه الى العريضة والاتهامات الباطلة التي اتهموها بها، فقد غطوا عن هدفها الرئيسي وتحدثوا عن أمور غير مجدية.
وأوضح لـ"بـُكرا": في المجتمعات الأخرى ما قمنا به هو مشروع جدا، وجود 100 بروفيسور عربي من الداخل قاموا بالتوقيع على عريضة مشابهة هو مصدر فخر واعتزاز لمجتمعنا وليس هناك ما يدعو للخجل، ولكن للأسف تعودنا كعرب ان نعرض فقط طاقاتنا السلبية ونصور انفسنا على اننا مجتمع عنيف يقتل وفوضوي، وهو امر غير صحيح، هناك فئات في المجتمع تدعو للفخر والاعتزاز هناك اكاديميين يعملون على نشر الأمور الإيجابية منها ان 100 بروفيسور يطالبون القيادات ورجال الدين ان يتجندوا ضد العنف وهو امر ليس مخجل بتاتا كما ادعى البعض.
واختتم قائلا: انا لست ضد النقد البناء ولكن علينا أيضا ان نظهر الإيجابيات في مجتمعنا وليس فقط السلبيات من اجل الموازنة، وكون 100 بروفيسور قاموا بالتوقيع على عريضة تناهض العنف هو امر يدعو للفخر وليس مخجل
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق