أصبحت العنصرية في اسرائيل، ورغم أننا في القرن الـ21، أصبحت ظاهرة علنية، لدرجة أنها صارت تمثل الشارع العام، بعدما كانت في الماضي ورغم تواجدها، مخفية تحت السياسات المجاملات.
"بكرا" بدوره طرح الظاهرة من جوانبها المختلفة حيث تحدث الى محللين سياسيين واجتماعيين، وحقوقيين مختصين في هذه القضايا، ورأى بانه من المهم ان يستمر في إعطاء المنبر لمناهضي هذه الظاهرة على صفحته الرئيسية وان يكون هذا الطرح وهو محاربة العنصرية والتطرف جزء من رسالته الإعلامية والصحفية السامية، لذا توجه الى الجماهير العربية وتحدث اليها حول معاناتها من انتشار وتفاقم الظاهرة...
منذ بداية القرن الحالي ازداد الخطاب الإسرائيلي تطرفا والتنافس واضح بين القياديين الحكوميين من الذي يكون اكثر تطرفا ضد العرب
اياد سليمان من الناصرة لخص الوضع لـ"بـُكرا" قائلًا: هنالك اربعة فئات في المجتمع الاسرائيلي تتصرف معنا كل بطريقته عند سماعنا نتحدث العربية، يصاب بصدمة ويتعمد ان يتجاهلنا تماما، وهناك فئة عند سماعها لنا تبتعد وتحاول ان لا تبقى بالجوار، اما الفئة الثالثة تلك التي تقبل العرب ولا تخافهم وقد تكون فرصة بالنسبة لهم أن يبدأوا حديثا شيقا والفئة الرابعة وهي الاخطر والتي قد تغتنم أي فرصة لمضايقتنا كعرب وتقديم شكاوي ضدنا فقط بذريعة اننا عرب مثل الاحداث التي شهدناها مؤخرا، حيث ان هناك اشخاص قدموا شكاوي لجنود او شرطيين في أماكن عامة ضد عرب بحجة الخوف، من الطرف الاخر فقط مونه عربي يتواجد في مكان عام.
وتابع: اما رجال السياسة فهناك ثلاثة انواع، الاول، يستغل الفرص ولا يرى فينا مشكلة الا اذا احس ان اليهود تضايقوا من وجودنا عندها سيتهجم علينا دون أي مبرر، والنوع الثاني يتعامل معنا كمواطنين ولكن بحذر، يقدم لنا الخدمات ولا يحاول ان يسبب المضايقة لنا، الثالث، الذي لا يهتم بالرأي العام وما يهمه الناخبين ويراها فرصة للتهجم علينا والتضييق علينا بشكل مكشوف.
بدوره عبد كسواني قال لـ"بـُكرا": منذ بداية القرن الحالي ازداد الخطاب الإسرائيلي تطرفا والتنافس واضح بين القياديين الحكوميين من الذي يكون اكثر تطرفا ضد العرب، وترافق ذلك مع الانحطاط الأخلاقي للمجتمع الإسرائيلي ومع المزاودة السياسية ضد كل ما هو فلسطيني ازداد عنف الشارع الصهيوني بمختلف فئاته وخاصه قطعان المستوطنين ضد الفلسطينيين بحماية مطلقة من جيش الاحتلال وتصاعد العنف وعمليات الإعدام الميدانية من طرف الجيش نفسه. كل ذالك بقسوة ليس لها حدود ولا مبرر .
وتابع موضحا: والأسباب عدة اولها تخاذل عربي متواطئ مع الاحتلال الى جانب سلطة تشبه الدول العربية تقدس التنسيق الأمني لخدمة إسرائيل، اما الاحتمال الثالث الانقسام الفلسطيني الذي جسد عزل غزة وعزل حماس، والرابع دخول حماس مرحلة فوضى سياسية دون موقف واضح مما زاد في ضعفها عسكريا وسياسيا. وخامسا، عدم وجود رادع للغطرسة الإسرائيلية فهم يقتلون ويحرقون وينتهكون دون اي رد ودون خسائر.
وتابع كسواني مفصلا: الإعلام المنحاز كليا الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا حسب الطرح الإسرائيلي، الى جانب شلالات الدم التي تغرق العالم العربي والإسلامي، والاعلام العربي الرخيص (مصري وخليجي وسعودي ) الذي يساعد في التعتيم ويشعل الفتنة الطائفية ومتجانس مع إسرائيل.
ولخص القول مختتما: هكذا أصبح شعبنا الأعزل يحمل على كاهله عبء الانقسام الذي جسد سلطة متخاذلة وحماس دون عزيمة ودون رؤيا واضحة وممارسات استبدادية، وسكوت عالمي.
ان السبب الرئيسي لتفشي العنصرية هو القناعة العمياء عند شريحة معينة بانها ارقى وافضل من الشريحة الاخرى المجاورة
حسين جيرجاوي اكتفى بقوله: أولا علينا كعرب أبناء مجتمع واحد ان نحترم بعضنا وان لا نتهجم على بعضنا البعض، عندها فقط يحق لنا ان نطالب الطرف الاخر ان لا يمارس عنصريته ضدنا، كما ان ارتفاع وتيرة العنصرية نابع من الاختلاف الديني الذي لن ينتهي.
جودة صليح قال لـ"بـُكرا": العنصرية هي نظرية استعلاء الذات على حساب الغير استنادا لتفرقة نابعة من القومية او الديانة وهذا يعتبر بمثابة اخطر الآفات الاجتماعية خاصة عندما يأخذ هذا المرض دوره ويتفشى بين شرائح اجتماعية متقاربة من حيث مكان السكن او العمل او اللقاءات داخل المؤسسات المختلفة.
وتابع: ان السبب الرئيسي لتفشي العنصرية هو القناعة العمياء عند شريحة معينة بانها ارقى وافضل من الشريحة الاخرى المجاورة او المقابلة .. واحيانا تنبع العنصرية من منافسة باماكن العمل المختلفة او بالحصول على مناصب مرموقة من قبل شريحة ينظر اليها بقناعة عمياء بانها لا تستحق مناصب من هذا القبيل، وان هناك اسباب اخرى لا يمكن تجاهلها تنمو مع شريحة مجتمعية وترافقها داخل مدارس ومؤسسات تعليمية تنهج بتفضيل الذات على الغير وهذا النهج ما هو الا الاساس الذي يبنى عليه هرم العنصرية والتمييز .
العنصرية كانت خجولة نوعاً ما، تختبيْ وراء كلام مبطن، ثم كلما أخذت شرعيتها في ومن الشارع الإسرائيلي
فرحات فرحات قال: العنصرية كتعريف، هي معاملة الأفراد والمجموعات على أساس تعميم نمطي وتلفيق علمي وثقافي واجتماعي تستند إلى شرعيتها من الشعور بالفوقية والطبقية مما يؤدي إلى تهميش الجماعات المستهدفة، لوناً وعرقاً وانتماء مذهبيا الخ.. العنصرية في الشارع الاسرائيلي لم تبدأ اليوم، انها حالة تطور، لها خلفيات سياسية واجتماعية على مدى العقود الأخيرة.
وتابع: في البداية، كانت خجولة نوعاً ما، تختبيْ وراء كلام مبطن، ثم كلما أخذت شرعيتها في ومن الشارع الإسرائيلي، أصبحت صارخة وعلنية، الناس كأفراد في كل المجتمعات يميلون إلى تبني الفكرة الجماعية( ثقافة القطيع) فهي تحميهم وتشعرهم بالانتماء. ومع ازدياد حدة الصراع السياسي في البلاد وارتفاع وتيرة التوتر الأمني ومع بروز خطاب سياسي معادٍ من أعلى المستويات انهارت آخر السدود التي منعت تدفق شلال العنصرية بشكل يومي وعلني وأصبحت شعارات "الموت للعرب"، أمراً عادياً لا يقف عنده أحد من السياسيين. عادةً ما يكون العنصري، صاحب شخصية مهزوزة ضعيفة تشتكي من عقدة النقص فتأتي عنصريته المتمثلة بالفوقية لتشكل له غطاءً للدونية التي يعاني منها.
امير سابا من حيفا بدوره قال: انا شخصيا اكره ما يسمى بالعنصرية في حين اننا في مدينة حيفا لا نشعر بها، العنصرية اكثر بين العرب من طوائف مختلفة مثل مسيحيين ومسلمين اكثر من عرب ويهود.
المحرضون بالأساس .. الإعلام ورجال الإعلام، الحركات الأحزاب ورجالات الدين والأحزاب الدينية
اسامة محاميد أشار لـ"بـُكرا" حول الظاهرة: أسباب تفشي العنصرية عديدة أهمها الأعلام لأن الإعلام يبث مواد تحريضية، ويستغل تصريح بعض القياديين على مستوى حركات او أحزاب عن طريق الإعلام الموجه، لزيادة الاحتقان الموجود بين العرب واليهود، خاصه وان العرب لم يعلنوا عن هويتهم الحقيقية وعن المواطنة، تارة يسمون أنفسهم عرب إسرائيل وعرب 48 وفلسطينيون. لا يعترفون انهم إسرائيليون. رغم انهم يعيشون في دولة إسرائيل ويحملون الجنسية الاسرائلية ويتمتعون بحقوق المواطنة، علما انها غير متساوية مع اليهود. بحجه ان العرب لا يخدمون الخدمة العسكرية. هذه الأسباب وغيرها تسببت بتفشي العنصرية بين العرب واليهود، ومع ذلك ان العنصرية متفشية.بين اليهود أنفسهم بين الشرقيين والأوروبين والاثيوبين والروس وهكذا، هذا يعود لتحريض اليهود على بعضهم البعض، أساس التحريض يصدر عن الإعلام ورجال الإعلام، الحركات الأحزاب ورجالات الدين والأحزاب الدينية.
احمد حازم قال في ذات السياق: لاشك أن العنصرية واضحة كل الوضوح في النهج السياسي لكافة الحكومات الاسرائيلية، ولا يمكن في يوم من الأيام أن تكون هناك مساواة حقيقية بين اليهود والعرب في إسرائيل. ما دام قادتهم يعتبرون العرب "صراصير"، فستتنامى العنصرية باستمرار.
وأضاف: رئيسة الحكومة الاسرائيلية السابقة جولدا مائير قالت ذات يوم: "كلما يولد طفل فلسطيني لا يغمض لي جفن" هم
يربون أطفالهم على كره العرب منذ الطفولة، وبذلك تكبر العنصرية معهم.
امين هادية من ناحيته قال: العنصرية متفشية في المجتمع الإسرائيلي منذ قيام الدولة، ولكنها تزداد وتتفاقم والملفت هو تطرف وعنصرية العرب ضد بعضهم البعض..
عماد زعبي اكتفى بالقول: العنصرية في الوسط اليهودي ضد الاقلية العربية، امر ليس جديد لأباب معروفة، تتعلق بنهجهم وعنصريتهم وفوقيتهم وتربيتهم الاستيطانية الاحتلالية
وتابع: اما بالنسبة لنا في الوسط العربي، فالعنصرية متفشية بيننا، بسبب الجهل والعصبية والتحزب لفكرة وشخص حتى لو ثبتت بطلان الفكرة وفساد الشخصية، وسوء هذا العرف...
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق