"كما كانت فرحتي كبيرة عندما أكملت المسارين المقدسين في حياتي العلم والأسرة، فأنا اليوم أتجر بتفوق من جامعة القدس المفتوحة بأريحا، بعد أن انهيت تربية أبنائي الأربعة وبناتي الأربعة، وهم يحضرون معي اليوم لمشاركتي في حفل تخرجي".

بهذه الكلمات بدأت الخريجية من جامعة القدس المفتوحة نادي عمر (60 عاما)، حديثها عن فرحتها بتخرجها من الجامعة بمعدل 88% لتكون الأولى على الفرع رغم الأعباء الكبيرة الواقعة على عاتقها في أسرتها ومنزلها وحياتها الشخصية.

جلست نادية في الصف الأمامي بين الخريجين، وسرعان ما خرجت لتلقي كلمة زملائها قالت فيها كلمات مؤثرة: (حان القطاف أحبتي، ما أجملها من لحظة لا تضاهيها كل الفرحات، ذقنا من الفرح لحظات كثيرة الا ان التخرج جملها.. هذا اليوم الذي لم نكن لنصله الا بجهد كوكبة متميزة من أساتذة لا يمكن الا ان انحني لهم شكرا وعرفانا. شكرا لكم هيئتنا الإدارية والتدريسية الفاضلة. شكرا لكم على ما قدمتم و تقدمون.. اليوم تزغرد قلوب الأمهات و تعلو بسمات الفخر على شفاه الآباء شماء .. لتقول ها هم فلذات أكبادنا قد تخرجوا وأثلجوا الصدور بنجاحهم).

وتستذكر ناديا في لحظات تخرجها زوجها محمود الحمدوني، هو واحد من كبار تجار الخضروات في محافظة أريحا والأغوار، وتقول إنه توفي السنة الماضية، وكان من أكبر الداعمين لها لتكمل مسيرتها التعليمية، وتواصل نجاحها وكانت تتمنى أن يشاركها تلك اللحظة الفارقة في حياتها، مع أبنائها الثمانية وأحفادها الأثني عشر.

تحية لزوجها

وتقول: "لا يسعني في هذا اليوم الا ان ابعث لروح رفيق دربي و صديقي و زوجي كلماتي هذه .. فالى رفيقي العزيز اهدي هذا التخرج لانه كان لي سندا و لنجاحي سببا .. فليرحم الله ابا محمد لانه كان نعم الزوج و نعم الأب و نعم الرفيق".

وتعود نادية بذاكرتها إلى لحظة تخرجها من كلية شميت في القدس المحتلة، وهي مدرسة ألمانية، حيث حصلت على شهادة باللغة الألمانية، وكما يخطر ببالها زميلاتها اللواتي أكملن دراستهن وأصبحن في مناصب عليا في الدولة، بينما هي اختارت المسار الأخر وهو المسار المقدس برعاية عائلتها وإكمال رسالتها الأسرية، واليوم ها هي تكمل المسار الثاني بالنجاح في الجامعة كما تقول.

وتضيف: " كنت أحلم دائما بالحصول على شهادة علمية، فأنا أملك قدرات كبيرة، رغم أنني اخترت الأسرة فالأسرة مقدسة بقدسية العلم، ففكرت بعد أن كبر جميع أبنائي بالدراسة في القدس المفتوحة الجامعة التي بارك الله في المجموعة التي أوجدتها، بتوفير الدراسة للحالات المماثلة لي، وكان لي ما أردت".

وتشير إلى أنه عندما قررت الدراسة في القدس المفتوحة كان لها ولدين يدرسون في الجامعات، وتقول: كان زوجي يدفع كثيرا من الأقساط الجامعة، ولم يكن أمامي خيار سوى التفوق في الثانوية العامة، وبالفعل بعد التقدم للتوجيهي نجحت بمعدل 94%، وحصلت على منحة للدراسة في جامعة القدس المفتوحة، ودرست توجيهي مع أحد أبنائي وهو إبراهيم، وتخرجت معه وهو تخرج من جامعة جورجيا في أميركا وأنا تخرجت من القدس المفتوحة".

وتخرجت نادية وحصلت على تخصص تربية/ تخصص لغة انجليزية، وكنت الأولى فرع أريحا التعليمي بجامعة القدس المفتوحة، وهي تحلم اليوم بإكمال دراسة الماجستير في الجامعة أيضا وإكمال دراسة الدكتورة أيضا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com