مع تقدم السنوات استطاعت المرأة الفلسطينية في الداخل ان تثبت نفسها وقدراتها العلمية الفكرية والمهنية وان تنافس الرجل في مجالات ومهن احتكرها هو، في حين ان جدارة المرأة الفلسطينية ظهرت بشكل اكبر وأوضح، فهي التي واجهت من جهة ذكورية المجتمع ومن جهة أخرى سياسة الدولة العنصرية ضدها كفلسطينية أولا وكامرأة ثانيا، كما ربت أبنائها وحافظت على موقعها كربة اسرة، ولم تجد صعوبة في تحمل أبنائها وتربيتهم بل على العكس وضعت امامها هدف التقدم والوصول الى الهدف من اجل ان تبرهن انها ليست اقل قدرة من الرجل بل لديها القدرة على التحمل والصبر والوصول بالإرادة والمثابرة وتخطي العقبات المجتمعة عن طريق محبتها لعائلتها ومجتمعها ومستقبلها في آن.

الحياة لا تتوقف عند الطلاق هناك حياة اجمل بعد الطلاق خاصة اذا كانت المرأة معنفة
حنان أبو الزلف حكواتية، كاتبة، ثائرة، صريحة وناقدة وساخرة من كل ما يؤذي مبدأ الإنسانية التي تؤمن به بشدة، وضد أي قوقعة جهل تضع المرأة في اطار وتمنعها من التطور والتقدم خاصة ما يسمى المجتمع الذكوري، ام لثلاثة أطفال، أحادية العائلة، قالت ل"بكرا": عمري 35 عامًا من مواليد 1980 ولدت في دالية الكرمل حارة الخربة وأتممت تعليمي الثانوي أيضا في دالية الكرمل، بعدها انضممت الى مدرسة جولم في تل ابيب وهناك بدأت بتعلم المسرح والمنصة الشخصية وحكاية الحكاية.

وأوضحت عن مسيرتها لـ"بـُكرا": أريد ان انوه انني قبل ان ابدأ بممارسة مهنة الحكواتي كنت كاتبة ادب أطفال ومسرح أصدرت حتى الان أربعة كتب وأربعة مسرحيات، مهنة الحكواتي عرفت عبر التاريخ انها مهنة رجالية لكن في الداخل الفلسطيني هناك خمسة نساء حكواتيات وانا من ضمنهم، وقد فاجأني الاقبال على ما يسمى بالحكواتي بشكل عام خاصة واننا في عصر التكنولوجيا المتقدمة والجميع يتعامل مع الحاسوب وكل ما هو محوسب، وقد جاء الوقت حتى نعيد مهنة الحكواتي وذلك لان مجتمعنا العربي يعاني بشكل كبير مما يسمى الاصغاء، حيث ان ثقافة الاصغاء للآخر شبه منعدمة في مجتمعنا، واعتقد ان نهضة الحكواتي جاءت في الوقت المناسب حتى تعيد حسن الاصغاء لدى الكبار والصغار.

وتابعت لـ"بـُكرا": عن حياتها والصعوبات التي واجهتها قائلة: انا امرأة أحادية العائلة مطلقة انفصلت عن زوجي السابق وواجهت نوع من الكبت الرجولي والتعنيف الكلامي والاقتصادي، حيث تزوجت صغيرة في السن ولم يكن لدي الوعي الكافي بان ما أواجهه هو نوع من العنف الاقتصادي والكلامي وجراء هذا للأسف خسرت أربعة عشر عاما من عمري وانا متزوجة، وعندما اصبح لدي استقلالية مادية وفكرية وعلمية كامرأة في المجتمع، عندها تركت كل ما هو مغلوط وما يراه المجتمع طبيعي، بالأخص العنف القليل الذي كنت أواجهه كامرأة ويعتبره المجتمع "عادي" وأيضا العنف الكلامي والاقتصادي، قررت ان اخرج من دائرة العنف وانفصلت عن زوجي وقمت بتربية اولادي لوحدي، وعندها لم اكن املك شيئا حتى انني لم استطع إعطاء النقود لأولادي .

وتابعت موضحة: الإرادة التصميم والمثابرة ساهمت في ان اكسر جميع الحواجز العقبات وان اصمد واتطور وانتج، وهذا الامر فتح امامي عدة أبواب، وهنا انوه ان الحياة لا تتوقف عند الطلاق هناك حياة اجمل بعد الطلاق خاصة اذا كانت المرأة معنفة علما انني لا احبذ فكرة الطلاق طيلة وجود إمكانية للتصليح وعدا ذلك انا افضل الانفصال التام خاصة وانني لا ارضى بان تكون المرأة ضحية تعنيف الرجل.

ونوهت: هنالك العديدين ممن شبهوني بالكاتبة العالمية كاتبة قصص هاري بوتر حيث انها بدأت فقيرة واليوم هي من اغنى اغنياء العالم، انا امرأة خرجت من معطفها واجهت العنف بكرامة ولم ارض ان استمر بالعيش مع رجل مشكك، انا امرأة لدي استقلاليتي والقدرة على التغيير.

وعن الصعوبات المجتمعية التي واجهتها قالت لـ"بكر": المجتمع بطبيعته لا يعطي فرصة للمرأة بالتقدم ولكن على المرأة ان لا تنتظر ان يقيمها المجتمع لأنه بطبيعته مجتمع ذكوري، من ناحية الأخرى اذا ما ارادت المرأة ان تصل فإنها ستصل السماء وكل ما يتم القيام به باحترام يعطى اطار الاحترام.

المرأة التي تجتهد ولديها طموح ستصل بالتأكيد، والمهم ان تعرف وتعي المرأة ما الذي تريده وان لا تتحجج بالأولاد والزوج


المحاضرة ورود جيوسي محاضرة ورئيسة قسم في كلية "بيت بيرل" قالت لـ"بـُكرا": بعد ان انهيت اللقب الثاني بدأت عملي كمرشدة تربوية في كلية "بيت بيرل"، بعدها بدأت بالعمل المستمر وأصبحت اليوم من لجنة الإدارة، واليوم انا اشغل منصب رئيسة القسم الفوق ابتدائي، وهو القسم المسؤول عن مساقات الطلاب في المسارات المختلفة مثل العلوم واللغة والرياضيات والحاسوب حتى يصبحون معلمين.

وتابعت: اليوم يشهد مجتمعنا وعي كبير وتقدم واضح لنساء عربيات في مجال الأكاديميا ومجالات أخرى، انا شخصيا في مجال التقدم لم اواجه صعوبات خاصة وانا كلية "بيت بيرل" تشجع التقدم ولا تفرق او تميز بين رجل وامرأة وانما المهنية والعمل تقرر فقط من يحق له ان يشغل مناصب متقدمة.

بدأت تعليمي اللقب الأول في جامعة "بار ايلان" بعدها اللقب الثاني "جامعة تل ابيب" اما الدكتوراه فتعلمتها في جامعة حيفا وحاليا احضر لبوست الدكتوراه، وانا اعتقد ان المرأة التي تجتهد ولديها طموح ستصل بالتأكيد، والمهم ان تعرف وتعي المرأة ما الذي تريده وان لا تتحجج بالأولاد والزوج وبالتالي ستكون البيئة داعمة ومشجعة، وانا اطمح حاليا ان انهي بوست الدكتوراه وبعدها سأستمر بالأبحاث

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com