أثارت رسالة رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو التي وجهها ليلة أمس للمواطنين العرب في اسرائيل ردود فعل عديدة، معظمها كانت ناقدة لأقوال نتنياهو الذي دعا برسالته المجتمع العربي لأن يتعلم ويتطور وأن يتعايش في إسرائيل وأن إسرائيل دولة للجميع وأمور كهذه (شاهدوا الفيديو)، وقد تجاهل نتنياهو تحريضه على المجتمع العربي وتحريض الوزراء في حكومته بالفترة الأخيرة، وقال أيضًا أنه حين خطب بالمواطنين اليهود وقال لهم أن "العرب يهرعون لصناديق الاقتراع" لم يقصد العرب كلهم، بل قصد حزبًا سياسيًا واحدة "في إشارة للقائمة المشتركة!".

نواب عرب من القائمة المشتركة، شخصيات قيادية وناشطة سياسية، عبر البيانات والتصريحات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أجمعوا كلهم أن لنتنياهو نية معينة من هذا الخطاب وانتقدوه بشدة.

المواطنون العرب يتقدمون رغمًا عن عنصرية حكومة نتنياهو وليس بفضلها!
النائب أيمن عودة قال بأن نتنياهو الذي تحدث مع المواطنين العرب باللغة الانجليزية! وهذا يؤكد أن هدفه ليس مخاطبة المواطنين العرب، وإنما تضليل الرأي العام الأجنبي الذي بدأ يعتبره من رموز العنصرية بالعالم، خاصة بعد خطاب "العرب يتدفقون بالحافلات إلى صناديق الاقتراع" وكذلك التحريض المستمر ضد المواطنين العرب. وقال عودة أن نتنياهو هو الذي عمل جاهدًا لعرقلة الخطة الاقتصادية، ولذلك فهو آخر من يحق له أخلاقيا الإشارة إلى تقدَم المواطنين العرب، هذا التقدم يتحقق رغم عنصرية حكومته وليس بفضلها.

أفعال حكومة نتياهو المتطرفة أبلغ من اقواله " وعسله
أما النائب د. احمد الطيبي فقال:: هذا التوجه " المؤثر " لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للمواطنين العرب باللغة الانجليزية يثير السخرية ويطرح علامات سؤال حول الخلفية لهكذا خطاب . 

وتابع: لا داعي للتساؤل حول سبب الهزات الخفيفة التي رافقت الفيديو، ربّما هي بسبب الضحكات الهستيرية للمُصوّر . وهذه ردة فعل متوقعة لمن يستمع الى هذا الكلام المعسول في خطاب نتنياهو ، نتنياهو لم يعتذر عن اقواله العنصرية التي اطلقها في يوم الانتخابات العام الفائت، بل " يعتذر عن الفهم الخاطئ لأقواله ،وهنا نتسائل عن الدافع وراء هذا الخطاب، هل هو الانتقادات من قبل منظمة ال OECD او انتقادات من جهات دولية اخرى .

وأضاف الطيبي: نتنياهو شخصيا وحكومته هم من يتحملون مسؤولية الفجوة الكبيرة بين البلدات العربية واليهودية وهو ذاته نتنياهو الذي يتباهى بتنفيذ اوامر الهدم بدلا من المشاركة الحقيقية والمساواة . 

وتبع: نتنياهو نفسه الذي بادر لسن قوانين عنصرية اخرها قانون طرد النواب العرب وقانون الجمعيات والتحريض على الجماهير العربيه اثر عملية ديزنكوف وشروعه بسن قانون هدم البيوت وهو نفسه رئيس الحكومة التي تشترط تنفيذ اوامر الهدم لتحويل الميزانيات للسلطات العربية وغيرها وغيرها. حتى هذه المحاولة من رئيس الحكومة للتنصل من المسؤولية والظهور بمظهر الحريص الساعي لانهاء التمييز تجاه المواطنين العرب والبلدات العربية ستفشل كسابقاتها فأفعال حكومة نتياهو المتطرفة أبلغ من اقواله " وعسله " .

"خيط بغير هالمسلة "

أما النائب عبد الحكيم حاج يحيى فقال: على نتنياهو وحكومتهً تحمل مسؤولياتهم وترجمة الاقوال الى افعال ، ان هذا الخطاب المخادع لا يقدم ولا يؤخر في تحسين الخدمات للجمهور العربي لانه لا يتعدى الكلام الفارغ من مضمونه .

وحمل النائب حاج يحيى نتنياهو وحكومته معاناة الجماهير العربية من الفقر والبطالة والاسكان واستفحال الجريمة وسلب الحقوق الفردية والجماعية للجماهير العربية من خلال سن عشرات القوانين العنصرية التي تستهدف العرب قيادة وشعباً .

وقال: آن لنتنياهو وغيره التوقف عن محولات ( استهبال ) العرب لان الجماهير العربية تملك من الوعي السياسي والاجتماعي مما يعطيهم القدرة على التمييز بين الغث والسمين ، وَيَا بيبي خيط بغير هالمسلة …


وراء الأكِمّٓةِ ما وراءه
محمد دراوشة، مسؤول ملف المساواة والمجتمع في "غفعات حبيبه"، والناشط جدًا في المجال السياسي، قال: أولًا نحن الفلسطينيون مواطنو الدولة لا نثق بك، أفضل أن يتحدث شخص آخر مكانك، وكي تكسب جزء من ثقتنا عليك على الأقل أن تقيل العنصريين من الوزراء في حكومتك، ثانيا أن تعترف بنا كأقلية قومية وبحقوقنا الجماعية، وليس فقط كأفراد ذوي حقوق شخصية.

وتابع: ثالثًا، أن تعترف وتحترم قيادتنا المنتخبة التي تمثلنا وأن تتوقف عن التحريض ضدها، التحريض الذي تستمر به في رسالتك هذه، وعندما تتحدث عن القائمة (الحزب) التي تمثلنا عليك التحدث باحترام وتقدير، وعليك أن تدعو قادتها لمحادثة مباشرة لا أن تتجاهلهم عبر طرق كهذه.
وأضاف: رابعًا، لا تبيعنا كلمات نريد أفعالًا، اسمح ببناء جامعة عربية، أعد الأراضي التي صودرت، قم بتوسيع مناطق النفوذ في البلدات العربية، اعترف باللغة العربية كلغة اجبارية في الحيّز العام، خصص منصبًا لنائب رئيس حكومة عربي، غيّر تعريف الدولة لدولة لكل مواطنيها وليس لدولة اليهود فقط.

وتابع: خامسًا، الأمن الشخصي أمر أساسي للجميع، لكن لا نريد شرطة تقهر المواطنين، نريد شرطة تخدم المواطنين، تساعد المسنين والأطفال على عبور الشارع وليس فقط تلك التي تحمي "البلودوزرات" التي تهدم البيوت، سادسًا لا تقدم لنا نصائحك بأن نتعلم ونعمل، نحن مستمرون بهذا الأمر منذ سنوات، رغم العنصرية الممنهجة. سابعًا، لا استطيع عدم الشك بك، ما هدف هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ يبدو أنك تخطط لأمر سيء، سيء جدًا، اعتقد أنه سيكون حملة هدم منازل.

وأضاف: اعط اوامرك لتربية حقيقية في مجتمع مشترك، ديمقراطي وعادل، بدل تعليم النزعة القومية، الجهل والاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي، هكذا تُحارب العنصرية. تاسعًا، اذا كنت صادقًا، عليك الآن أن تصدر أوامرك لإحقاق المساواة في مجال التعليم، الآن، أن تحل كافة المشاكل وخصوصًا الميزانيات في المدارس الحكومية والخاصة.

وقال دراوشة: عاشرًا، إذا كنت صادقًا، اعط اوامرك لاستقلال ذاتي ثقافي وديني، أن تخدم أموال الوقف الإسلامي المجتمع الإسلامي، وليس منظومة السلب المكونة من دائرة أراضي إسرائيل، الوصي على أملاك الغائبين والمجالس الإقليمية.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com