حنان كيلاني، ضحية أخرى للعنصرية والتطرف الذي تعمل الحكومة الإسرائيلية على نشره بطريقة غير مباشرة بواسطة إقرار قوانين وتشريع احكام عنصرية متطرفة امام الجمهور في البلاد، كيلاني عانت الأمرين شأنها شأن الكثيرين من المواطنين العرب الذين وقعوا ضحية السياسات العنصرية والتخويفية لمجرد كونهم عربا يتواجدون في أماكن مختلطة فيها احتكاك بينهم وبين الطرف الاخر، وخاصة في وسائل النقل العامة مثل الطائرات والقطارات والباصات التي تحوي احتكاكا واختلاطا كبيرين بين الطرفين، وفي ظل شرعنة الهجوم على كل ما يتحدث اللغة العربية وارتفاع وتيرة العنصرية التي تعمل الحكومة المتطرفة سرا على نشرها واشعال نارها، واجهت كيلاني موقفا لا تحسد عليه ولم يكن لها أي ضلع فيه، فهمي مجرد شابة عادية قررت ان تسافر في القطار من القدس الى وجهتها.
حنان كيلاني: لأنني احمل حقيبة واتحدث العربية هاجموني وطلبوا مني الذهاب الى غزة!
تتحدث حنان كيلاني لـ "بـُكرا" قائلة: الثلاثاء الماضي وخلال توجهي للمحطة المركزية في القدس، كنت مستعجلة جدا حيث صعدت القطار وكنت أتحدث بالهاتف مع صديقتي باللغة العربية وبيدي حقيبتي الخاصة، فجأة توجهت الي جندية وطلبت مني ان ارافقها في المحطة القادمة وانزل معها بدون أي فضائح أو شوشرة، استغربت من طلبها وسألتها عن السبب، فبدأت بالصراخ وأكدت لي بان هناك امرأة قدمت ضدي شكوى لأنني احمل حقيبة بيدي واتحدث العربية مدعية انني اشكل خطر على حياتها، لذا نريد ان نفتشك في المحطة القادمة، سألتها باستغراب اكبر لأنني أتكلم العربية ذلك يعني انني اشكل خطر على حياة الركاب؟! وأكدت لها بانني لن انزل واذا ارادت تفتيشي ستفتشني في المحطة التي اقصدها وليس في المكان الذي ستنزل به هي، عندها بدأوا الركاب بالتهجم علي ويتهمونني بالإرهابية ويطالبونني بالذهاب الى غزة عدا عن الكلام البذيء الذي اسمعوني إياه، وفي ظل هذا كله فقط امرأتان قامتا بالدفاع عني.
وتابعت سرد ما حصل قائلة: عندما توقف القطار في المحطة الأولى قامت الجندية بالصراخ ومناداة الامن في المحطة مطالبة إياهم ان يقوموا بإنزالي وتفتيشي بذريعة انني مشبوهة، حيث أكدت لهم بانني لن انزل لأنني لم اقم بأي أمر خارج القانون وهي بدورها استمرت بكلامها البذيء واتهاماتها وصممت على موقفي ورفضت النزول، وبالطبع استمر القطار حتى وصلنا الى مركز يافة وقامت مرة أخرى بمناداة الأمن الذين توافدوا بأعداد كبيرة وطلبوا مني النزول ورفضت مرة أخرى، ثم طلب مني ضابط أمن عربي ان انزل ولكنني رفضت عندها كبل يدي، وسحبني الى خارج القطار بقسوة وقوة، ثم قامتالجندية فتفتيش جسمي واغراضي امام الجميع.
وأوضحت قائلة: هناك من حاول ان يضربني ولكنني اكدت بانني غير خائفة، وبعد تفتيشي تركوني في المحطة وحتى انهم لم يعتذروا، فقمت بالصعود الى القطار من جديد وأكملت بطريقي، وانزلت بوست على الفيسبوك حول من حصل معي وقام بعض الأصدقاء بمشاركته واتضح ان المرأة التي دافعت عني في القطار كتبت نفس البوست على صفحتها وصورت فيديو أيضا لكل ما حصل معي، عندها بدأ الاعلام بالتوجه لي بهدف طرح قضيتي، وقضية معظم العرب في البلاد.
ايميت يارون: من أراد الذهاب لمشاهدة الحيوانات كان عليه ان يحضر الهجوم على "كيلاني"، حديقة حيوان بشرية
بدورها ايميت يارون، الشابة التي قامت بتصوير كل ما حصل مع كيلاني وتوثيقه كما دعمتها خلال الهجوم عليها في القطار عقبت لـ"بـُكرا" قائلة: عنوان آخر: ما حصل امامي هو أمر عنصري من الدرجة الأولى وغير مقبول اطلاقا، حيث انني كنت قد سمعت سابقا عن احداث مماثلة ولكن هذه هي المرة الأولى التي اشهد امر مخزي كهذا يحصل في البلاد .
واستمرت يارون لـ"بـُكرا": اثناء جلوسي في القطار الى جانب امرأة جلست بجانبنا فتاة عربية تتحدث بالهاتف وبيدها حقيبة عندها قامت المرأة بإشارة الى الفتاة دون ان تنتبه وقالت لي بانها خائفة منها وانا اجبتها بانها لطيفة ولربما هي مسافرة الى مكان ما ليس اكثر وانها لا تشكل أي خطورة، ولم تمر ثلاثة دقائق حتى توجهت لها جندية وطالبتها بالنزول في المحطة القادمة بهدف تفتيشها لان المرأة ادعت بانها مشبوهة وخطيرة وهي رفضت ذلك، عندها بدأ الجدال بينها وبين الركاب والجندية حيث اظهر الركاب عنصرية وتطرف واضحين الى جانب التصريحات العنصرية الرهيبة التي كانوا ينطقون بها، والشتائم المخزية كما طالبوها بالذهاب الى غزة، وفي المحطة القادمة طالبتها الجندية بالنزول الا انها قد رفضت ذلك حيث قام احد الحراس بسحب الفتاة الى الخارج بعنف امام الحشد الكبير من الجمهور الذي حضر المكان، وقاموا بتفتيش حقيبتها والمفاجأة كانت عندما وجدوا في الحقيبة ملابس لا غير، كما ان الحضور والركاب بدأوا بإذلالي وقول كلام بذيء أيضا يمسني لأنني وقفت ودافعت عن الشابة العربية
واختتمت يارون كلامها لـ"بـُكرا" بسخرية ومرارة حيث قالت: هناك فيديو قمت بتصويره يوثق حقيقة ما حدث، وانا أؤكد اذا كان هناك اهل يريدون ان يأخذوا أبنائهم الى حديقة الحيوانات، فما حصل في القطار والمحطة هم افضل حديقة حيوانات إنسانية ممكن زيارتها.
نضال عثمان: نعمل على تأسيس حركة قطرية يهودية عربية لمناهضة العنصرية
المحامي نضال عثمان مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل قال بدوره: من الواضح ان هذه الفترة تشهد ازدياد في حالات العنصرية، حيث كان هناك عدة احداث أدت الى خلق أجواء مشحونة نتجت عنها العنصرية الموجودة الان التي تظهر من مرحلة الى أخرى عندما يقوم البعض بتحريك الأجواء، ومن تجربتنا في السنوات الأخيرة اؤمن بان هناك من يقوم بتحريك وتوتير الأجواء.
وتابع: عندما نتحدث عن العنصرية فإننا نتحدث عن العنصرية المؤسساتية وعن العنصرية الموجودة والمنتشرة بين الجمهور والمحكومة للأحداث والتصريحات العامة حيث انه يتم استعمال ما يسمى بمخدر التخويف بهدف السيطرة على الجمهور العام في البلاد ويعممون الأجواء المتوترة التي يريدونها وذلك من خلال القيادات الحكومية في إسرائيل الذين اذا ما أرادوا التغطية حول قرار او قانون معين فيقومون بتوتير الأجواء أيضا من خلال قوانين متطرفة وعنصرية، مثلا قانون الاقصاء هو قديم ولكن إصرار الحكومة على سنه واقراره في هذه المرحلة يهدف الى زيادة التوتر في البلاد، فبدل ان تحل القيادات الازمة الاقتصادية في البلاد وازمات أخرى فإنها تسن قوانين وتتحدث حول احداث من شأنها ان ترفع نسبة التوتر اكثر، بهدف اخافة الجمهور وبالتالي هذا الامر يؤثر عليه سلبيا ويؤدي به الى اظهار العنصرية وشرعنتها التي هي بالأساس من القيادات السياسية ومن المؤسسات التي من المفروض ان تقوم بملاحقة العنصريين او ان تسن قوانين تمنع العنصرية، الشرعة موجودة في التحريض وفي عدم الملاحقة القضائية من قبل هذه المؤسسات. وأيضا العطل الصيفية هي بيئة خصبة جدا لزيادة العنصرية خاصة في الأماكن المختلطة بين العرب واليهود.
وكشف قائلا: في العام والنيف الأخيرين نقوم بالعمل امام الجمهور اكثر من امام الكنيست حيث نقوم بالعمل على تأسيس حركة قطرية يهودية عربية لمناهضة العنصرية، بما انه هناك سهولة باختلاق الأجواء العنصرية في البلاد، فان هناك حاجة لناشطين في كل البلدات يعملون علة خلق أجواء تحارب الأجواء العنصرية وعملية تعميم العنصرية والتطرف وتحريكها، حيث الهدف ان تعمل هذه المجموعة على نشر أجواء إيجابية خلال مجموعات شريكة لعمل مشترك في أماكن ومناطق مختلفة يشمل ناشطين من مدن عربية ويهودية. من خلال نشاطات تناهض العنصرية في البلاد وبناء منتديات وبالتالي تشكيل حركة مدنية قطرية في البلاد لمناهضة العنصرية، تأتي من قبل الجمهور اليهودي والعربي ضد كل من يحاول تعميم العنصرية في البلاد.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق