لا يكاد المجتمع العربي ينسى قضية تعامل عنصري ضد أحد أفراده في المطارات الإسرائيلية وشركات الطيران، حتى تحصل قصة أخرى شبيهة، والعنصرية في المطارات صارت جزء من عنصرية كبيرة وممنهجة تجاه العرب في هذه البلاد، هذه المرة قصة جديدة من قصص شركة "إل عال" للطيران، تعامل عنصري جديد يعبر عن استمرار نهج ليس بجديد.
ماريا جمل: طلبوا مني خلع ملابسي التحتية ورفضت
المحامية ماريا جمال ناشطة في جمعية داعمة للاجئين السوريين في اليونان واجهت تفتيشا عنصريا من قبل "إل عال"، قالت لـ"بـُكرا": كنت في اليونان كمتطوعة في "سالونيكي" وكان من المفروض ان أتوجه الى إسطنبول الا ان طيارتي تغيّر موعدها بسبب الأوضاع وقاموا بحجز طيارة أخرى لي في اليوم الثاني من "سالونيكي" الى أثينا، ومن أثينا الى تل ابيب عن طريق شركة "إل عال" علما انني لا اسافر عن طريق هذه الشركة منذ فترة ولكنني اضطررت، وبعد ان وصلت الى أثينا قبل ساعتين من اقلاع طيارة العال الى تل ابيب، واثناء تواجدي في مطار أثينا قاموا بمناداتي عن طريق الميكروفونات في المطار باسمي وطلبوا مني التوجه الى منطقة التفتيش، حيث وجهوني الى المسؤولين الذين يعملون مع العال ولفت نظري انهم يقومون بمحادثات عني، وقام احدهم باستجوابي وقالوا لي ان حقيبة السفر لن تعود معي على متن الطيارة بل ستصلني في اليوم الثاني، ومن هنا بدأت الرفض واستغربت لماذا لا تسافر حقيبتي معي علما انها مرت تفتيشا اكثر من مرة.
وتابعت: بعدها طلبوا مني ان أتوجه للتفتيش مع امرأة بهدف فحصي وفحص حقيبة يدي، عندها قلت لهم بان ما يقومون به هو عنصري، حيث انه لم يتم تفتيش أي مسافر غيري، حيث ادخلوني الى غرفة مع مفتشة حيث طلبت مني بخلع ملابسي وبدأت بفحصي عن طريق الجهاز، وبعدها طلبت مني خلع ملابسي الداخلية ولكنني رفضت ذلك وبالتالي لم امر الفحص الأمني ولم يسمحوا لي بالصعود الى الطيارة حتى انهم طلبوا ان يتحدثوا الي جانبا ولكنني رفضت ذلك، واخذت حقائبي، ولم اسافر مع العال.
وأضافت: حتى اللحظة لم اقم باي شيء ولم أتوجه حتى لإدارة الشركة حيث انني امس فقط عدت من السفر، فقط تحدثت مع المفتش في المطار وأكدت له بان هذا لم يكن مقبول علي وكانت اجابته الوحيدة بان هذه هي القواعد والقوانين.
وقالت: كما ان اسالتهم كانت عنصرية جدا وتوجههم سياسي بحت، حيث سألوني عن عائلتي واذا كنت قد قمت بالخدمة العسكرية، كما سألوني عن فعاليات جمعيتنا التي تعمل مع اللاجئين السوريين في اليونان حيث ركزوا على هذا الجانب، وكنت قد سافرت مع عدة شرك ولم يفتشوني بهذه الطريقة فقط العال، وانا افكر الان بتقديم دعوى ضدهم بسبب توجههم العنصري.
البير نحاس: تفتيش العال إهانة لكرامة الانسان العربي
المحامي البير نحاس الذي قد ترافع عن ملفات عديدة ومختلفة ضد العال قال بدوره: كما فهمت بانهم جروا تفتيش ماريا بطريقة غير لائقة وهي رفضت ذلك وهذا حقها، وانا كنت قد توليت ثلاثة قضايا مشابهة لعرب تعرضن لتفتيش عنصري من شركة العال خلال سفرهم، منهم دكتور عربي في يعمل في جامعة تل ابيب، حيث قامت الشركة بإذلاله بشكل كبير اثناء تواجده في فرنسا، وتم تعويضه وتقديم اعتذار له من قبل الدولة ومن قبل العال، وهناك شابة أيضا تعرض لذات الموقف في تركيا وتم الاعتذار لها واعطائها تعويض.
وأوضح: ما يحدث انه بشكل غير مدروس تقوم الشركة بتشديد الفحوصات على الأشخاص الذين يصلون من خارج البلاد عن طريق العال، حيث يكون هناك إهانة لكرامة الانسان، حيث يقومون بأخذ كل ما يملك المسافر ويفتشونه بشكل دقيق في غرفة تحت الأرض ويتعدون على حرمته فان هذا يعتبر إهانة للإنسانية والقانون، حتى ان الدولة تعتذر عما يحصل وتقوم الشركة بدفع تعويض فذلك يدل على ان هناك امر خاطئ وكان ممكن فحص الشخص دون ان يتعرض لإهانة.
هدى أبو عبيد: ان لم يعجبها ذلك فلتذهب الى غزة
بدورها الشابة هدى أو عبيد من بلدة اللقية سردت لـ"بـُكرا" عن حادثة العنصرية التي تعرضت لها قبل فترة خلال سفرها في القطار من تل ابيب الى بلدتها بعد انهاء الدوام حيث قالت: خلال سفري في القطار عائدة من عملي في تل ابيب اردت ان اجلس في مكان معين في القطار مكان فارغ الا ان امرأة يهودية طلبت مني ان لا اجلس بجانبها حيث تفاجأت وسالتها لماذا فرددت لأنني لا اريدك ان تجلسي هنا، فقلت لها بأن الكرسي فارغ ولا يوجد أي سبب سيزعجها إن جلست ولكنها صممت على موقفها، وبدوري توجهت للمسؤول في القطار الذي توجه لها وسألها عن سبب رفضها الجلوس بجانبها الا انها بقيت مصرة على رفضها بينما قمت انا بإنقاذ الموقف بطلب من الركاب وجلست في مكان اخر .
وتابعت: فجأة، جاءت امرأة شابة أخرى، وجلست في نفس المكان الذي كنت اريد الجلوس به، وبدأت محادثة بينهما عني، المحادثة لم تهمني في البداية ولكن لفت نظري ان المرأة العجوز التي رفضت جلوسي قالت للشابة "ان لم يعجبها ذلك فلتذهب الى غزة" حيث تبين ان الشابة كانت في القطار منذ البداية ودعمتها في موقفها ، وكان شعوي بالذل كبير بعدما عرضت اليه من عصرية واضحة.
ونوهت: في البداية لم أتوجه لأي شخص ولم يهمني الموضوع ولكنني بسبب الذل لذي شعرت به قمت بالتوجه الى وسائل الاعلام حتى اكشف وتيرة العنصرية والتطرف التي هي في تصاعد مستمر ضد كل ما هو عربي، علما ان هذه المرأة لا تمثل كافة اليهود في الدولة، وانا اسافر منذ سنوات في القطار وهذه المرة الأولى التي اتعرض لحادثة مشابهة.
جعفر فرح: يجب مقاطعة "إل عا"ل بسبب نهجها وتوجهها العنصري
بدوره المحامي جعفر فرح نوه الى أن شركة "إل عال" تقوم بشكل متعمد بالتعامل مع العرب بعنصرية واذلالهم وتفتيشهم، حيث انها تتلقى ميزانيات من الحكومة فقط لهذا الهدف، حيث تقوم الشركة بإذلالهم جسديا ونفسيا دون اخذ الحسبان لاعتبارات أخرى، مطالبا بمقاطعة الشركة ومقاضاتها بسبب نهجها العنصري.
توجهنا لشركة "إل عال" ولم نحصل على أي تعقيب حتى اللحظة، وفي حال وصول التعقيب سينشر فورًا.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق