أثارت القضية التركية ضجة واسعة في صفحات التواصل الاجتماعي في بلادنا، وفي العالم العربي عامةً، وفي بلادنا فاقت الأمور ذلك ووصلت إلى توزيع الحلوى بعد فشل الانقلاب والخروج بمسيرات احتفالية في كفر كنا وغيرها، وشهدت صفحات "الفيسبوك" جدالات بين من يؤيد النظام التركي ومن يعارضه ومنها ما وصل لحد الشتائم والتحريض للأسف، ولكن أبرز هذه المنشورات كان منشور للشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية الشق الشمالي (اتي حضرتها اسرائيل بقرار عنصري)، ورئيس لجنة "الحريات" المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، حيث كتب الشيخ كمال في صفحته اهزوجة فلسطينية، وذكر أنه ينقلها بعدما اعجبته من أحد التعليقات، ووصف فيها من لم يعجبه فشل الانقلاب "بالعرصات" الأمر الذي أثار العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والناشطين .
من علينا أن نلوم إذا كان الشيخ يكتب هكذا؟
الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي وكل الذين انتقدوا الشيخ كمال خطيب قالوا أن هذه المصطلحات مرفوضة بأن تخرج من شخص عادي، فكيف تخرج من رجل دين؟ وكيف لقيادي ورئيس لجنة "الحريات" ان يصف من يختلفون معه بالرأي وهم أبناء شعبه وبينه وبينهم العديد من الأمور المتفق عليها وأكثر بكثير من الأمور المختلف عليها، كيف يصفهم "بالعرصات"؟ حتى لو كان قد كتب أنه نقل الجملة، هل ينقل المرء جملة وينشرها في صفحته التي يتابعها الآلاف إذا لم يكن مقتنع بها ويقصدها؟ وإذا كان الشيخ يكتب كلامًا كهذا الكلام هل نستطيع أن نلوم الشباب الطائش إذا حرّض على الآخرين أو حتى فعل أكثر من ذلك فقط لاختلاف الرأي؟ يذكر أن الشيخ بعد الضجة التي حصلت قام بحذف المنشور!
غير لائق
أحد رواد الفيسبوك كتب التالي: "كمال خطيب يستعين بأهزوجة يصف معارضي أردوجان بـ العرصات،ممكن أفهم بعض المواقف المؤيدة لاردوغان. لكن نائب رئيس الحركة الاسلامية الشيخ كمال خطيب الذي يتحفنا ليل نهار بمعارضته بمظاهر اللباس التبرج والتزين والزينة، ألا يعلم حضرة الشيخ إن تركيا أردوغان هي ثاني اكبر مصدر للتايتسات الضيقة والتنانير القصيرة والاقصر من القصيرة؟ ألم يسمع بتركيا اردوغان، وفقط في فترة حكم أردوچان، التي تغرق شاشات البيوت العربية بمسلسلات تركية سخيفة هابطة عن طريق قناة فضائية سعودية MBC؟ تركيا اردوغان التي تتيح الاختلاط والخمرة والمنتجعات وحياة المجون؟ طبعا كل هذا بحسب منطقه هو. وفي النهاية أرى إنه من غير المناسب، بل من غير اللائق أن يقوم قائد سياسي ورجل دين في الداخل بإستعمال كلمة العرص" ضد الخصوم، خصوصا إنه لا يؤمن بالاهازيج التي تحمل كلاما هابطا، حد تعبيره!!! هذا كلام غير لائق على صفحته العامة، ويحرض ويحث الجمهور على استعمال هذا الخطاب."
وديع عواودة: رسالة إلى أبو معاذ الكناوي
الصحافي وديع عواودة، ابن بلدة كفر كنا كتب مقالًا وجه فيه رسالة للشيخ كمال خطيب عنونه بـ"رسالة لأبو معاذ الكناوي"، وقال عواودة في مقاله ما يلي: يملك الشيخ كمال الخطيب الحق الكبير بالفرح بفشل الانقلاب ع الشرعية في تركيا بقيادة أردوغان بصرف النظر عن الأسباب : رؤيته الاسلامية للحياة أو الدعم السياسي والمالي السخي لجمعيات الحركة الإسلامية وموظفيها أو بسبب البحث عما يفرج الكرب والغضب المتراكم نتيجة ما جرى بسوريا ومصر ومع حركته الإسلامية المحظورة. التعبير عن هذا الفرح بكل الأشكال طبيعي ومشروع جدا لكن بأسلوب لا يمس بالآخرين ممن لهم موقف مغاير ومنهم المخطئون بتأييدهم الانقلاب المرفوض. يعبر الشيخ رائد صلاح عن ذات المواقف والمضامين الإسلامية عادة لكن بوجه بشوش وأسلوب موزون ومعقول يبقي للنقاش مجالا داخل البيت الواحد. أما أسلوب التوتير والهجوم الحاد والتخوين والتكفير فهو لا ينسجم مع الإسلام ولا الديموقراطية. استخدامك قالبا تراثيا ( مهاهاة) أمر جميل خاصة أن المهاهاة اعتبرت حراما من قبل شيوخ لكن استخدام مصطلح "عرص " و "دق الراس بالحجر " فهذا عنف كلامي من شانه أن يزيد طينتا بلة. ثم ألا يكفينا الشقاق والخلاف بكل بيت حول سوريا حتى نكررها حول تركيا ؟؟؟
ألم تدعو تعاليم الإسلام للجدل بالتي هي أحسن ؟ ما تقترحه حضرتك هو اجتهاد ربما يصيب وهو ليس بالضرورة الإسلام الحنيف الوسطي المعتدل. الإسراع في الضغط ع زناد اللسان والكلام فيه ضرر وندم ولم ننسى بعد انتقادك اللاذع ع الشيخ محمد دهامشة وآخرين بآخر رمضان الفضيل وعشية ليلة القدر وسرعان ما تبين ان الوزير درعي لم يقدم حافلات لتسير للأقصى ولا يحزنون. وقتها فرحنا لتدخل أهل الخير بينك وبين الشيخ محمد وتم تسوية الأمر ووقف التراشق لكننا كنا سنفرح أكثر لو أن المشكلة الوهمية لم تحصل من أصله ، وهذا مجرد مثال. مولاي الشيخ أنت اليوم رئيس لجنة الحريات في المتابعة فلا تشارك بما يمس مضمونها وهيبتها وسلامتها فهي لك ولنا ونحن شركاء فيها. أقول هذا لأن غول العنف يهدد المجتمع العربي بخطورة تتجاوز التحديات الخارجية كلها ؛ والشباب يقتدون بالكبار بأقوالهم وأفعالهم وهذا ما تحدث عنه(أهمية الاقتداء) ابن خلدون مطولا في مقدمته. فلتكن قدوة حسنة وندير خلافاتنا دون أن نجعلها تمزقنا إربا إربا. يكفينا أن اليمن يمنين وسوريا سوريتين والعراق عراقين والحركة الإسلامية حركتين الخ الخ فالتراشق والاصطفافات بين سنة وشيعة وإسلامي وعلماني وبدوي وفلاح ومسلم مسيحي تقتلنا !
هناك قواسم مشتركة تجمعنا لا يفرط بها ولنتذكر أن التناقض المركزي ينبغي أن يكون مع الخصم الظالم والمعتدي.. الطرف الإسرائيلي. كما تذكر مولانا الشيخ أن أهم أسباب عدم التفاف المجتمع العربي حول الحركة الإسلامية الشمالية حينما مررت إسرائيل قرار حظر حركتك الإسلامية كان هو هذا النقاش العنيف وإقصاء الآخرين ممن هم ليسوا من أتباعك وهتك وشائج الصلات مع مكونات المجتمع المختلفة. هذه عبرة هامة لك وللحركة ولكل الحركات والأحزاب.
كانت تقول جدتي الله يرحمها." " اللي فينا بكفينا "// إلى هنا ما كتبه الصحافي وديع عواودة.
عيد عدوي: عقبى لـ"زعوردة" القدس
بدوره الناشط عيد عدوي أكد أن هذه الأقوال تسيء للدين كونها خرجت عن رجل دين وعقب على "ستاتوس" الشيخ بما يلي: "رجل دين يصف قسم من مجتمعه بالعرصات، لنقف بضعة ثواني ولنفتكر ماذا سيحدث لو التساؤل عكسي، بمعنى: مجتمع\شخص يصف رجل دين بالعرص, وعلى الملأ. طبعاً ستخرج فئة تشجب تستنكر تهدد وتتوعد. و"الشرعية" معهم ومن أجلهم وجدت, لكن يحق لرجل الدين ما لا يحق لغيره, يحق له فجأة ان يهلل و ينشد, يستهزىء و يستعمل كلمة غير موضوعية, كلمة ممكن ان تستعمل بالعامية, بين اصدقاء, او بجلسات مصغره بصيغة المزاح, لكن لا يجوز استعمالها من رجل دين محترم, من منطلق بسيط, احتراماً للعمامة على رأسه , ولأنه قدوة ومثل اعلى لجمهور هدفه. لكن تبقى كلمة " عرصات " لطيفة بدرجات من مضمون مخزي استعمله شيخ اخر فرحاً بفشل الانقلاب المشبوه, حيث قال " مؤيدو الانقلاب يبحثون عن الحناء .. فهمكوا كفاي ". وانا اقول له, نبحث عن الاحترام التفاهم والأخلاق. ختاماً, لو لم تكن هذه " الاهزوجة و الزغروته " خادشة ومغلوطة, لما حذفها من صفحته الرسمية في موقع التواصل فيسبوك, ف كل الاحترام لك شيخي على الشجاعة. وعقبى لـ"زغرودة" القدس.
الشيخ كمال خطيب: لا أعقب، وقد تم حذف المنشور!
مراسلة موقع "بـُكرا" توجهت للشيخ كمال خطيب وسألته إذا ما أراد أن يعقب على ما حدث وقال الشيخ كمال أنه لا يريد أن يعقب وأن المنشور قد حذف وأنه لم يكن أٌقواله ولكنه نشر في الصفحة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق