اظهرت محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة من الجيش التركي على النظام في تركيا، والتي باءت بالفشل، انقساما واختلافا واضحا في الآراء في الداخل الفلسطيني بين مؤيد بشدة للانقلاب وبين معارض بشدة أيضًا.

الشعب التركي خرج الى الشوارع دفاعًا عن ديمقراطيته وعلمانيته ودستوره
عبد المحسن نعامنه بدوره عقب لـ"بـُكرا" قائلا: بما ان أردوغان منتخب شرعي من المفروض ان يدعمه كل حر بغض النظر عن رأيه بسياساته، وموقف الشعب كان مقياساً لشعبيته التي ثبتت، وفرضها عبر ردة الفعل الشعبية العارمة بخروج الناس لنصرته.

وتابع: بالمقابل فإن دوافع الإقلابيين شوفانية، يريدون تدمير انجازات الشعب التركي في العشرين سنة الاخيرة، لذلك وجبت نصرة اردوغان، اما الممانعين فان مواقفهم تفتقر لأدنى حدود التفكير المنطقي

صفوت عواودة عقب قائلا: مؤامرة غامضه للاستيلاء على حكم ديمقراطي كان للشعب وقوة الديمقراطية الكلمة الفاصلة في تحديد مصير تركيا لإتمام مسيرة النمو في دوله أصبحت في سنوات قليله من الدول العظمى في العالم.

غانم غنومة اكتفى بالقول: شعب راق جدا وما اعجبني انه لم يكن هناك دماء او حرب أهلية.


غسان منير بدوره قال لـ"بـُكرا": الانقلاب الناجح تكون له عادةً حاضنة شعبية وتيار سياسي ، مثل انقلاب السيسي والذي دُعم من قبل ملايين خافوا ورفضوا حكم الاخوان بالرغم من الانتخابات وغيره من الامثلة ، الانقلاب الذي ينتهي خلال ٣-٤ ساعات اقل ما يقال عنه ان هناك ما هو غير صحيح او غير حقيقي.

ونوه: بأية حال الشعب التركي خرج الى الشوارع ليس دفاعاً عن اردوغان الشخص ولا رافعاً صور الرئيس ومهللاً لشخصه ولا حزبه بل خرج دفاعاً عن ديموقراطيته وعلمانيته ودستوره وطريقه حياته رافعاً اعلام دولته الوطنية وشعبة . هذا لا يقلل من دور اردوغان الهدام والاجرامي في سورية والعراق، علينا نحن كفلسطينيين ، نصف شعبنا مشرد وقسمة محتل وقسم مضطهد ، علينا ان نكون دائماً مع حق الشعوب في تقرير مصيرها وضد الدكتاتوريات على انواعها وضد حكم العسكر والانقلابات العسكرية التي تطيح باي شخص منتخب ديموقراطيًا .

على الجميع ان يحترم إرادة الشعب، لان الشعب هو سيد القرار
وأشار اسامة محاميد قائلا: إن ما حصل في تركيا كما هو معروف محاولة انقلاب عسكرية لا ادري ما هي الدوافع لهذه المحاولة، ومن يقف ورائها، لا شك ان هناك خلاف بين العلمانيين والإسلاميين ان هذه المحاولة فشلت بفضل الشعب التركي الذي تصدى للمحاولة. وافشلها، على الجميع ان يحترم إرادة الشعب، لان الشعب هو سيد القرار.

وتابع: الحكام تزول لكن الشعوب ستبقى، الاقتصاد التركي جيد وتركيا دولة متقدمة بكافة المجالات، لكن سياسة تركيا الخارجيצ مرفوضة خاصه وأنها تدعم ألإرهاب الإخواني وتتدخل بشؤون دول الجوار وتتحالف مع أعداء العرب والإسلام ضد العرب والإسلام وتشترك بتدمير دول الجوار وقتل ابرياء وتشريد وتهجير شعوب هذه الدول.

قيس قادري عقب قائلا: حسب متابعتي لما جرى بالأمس واليوم في تركيا أن الانقلاب قد فشل والفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى للشارع التركي الذي خرج في كل المدن رافعا العلم التركي ( وليس صور أردوغان) دفاعا عن الديمقراطية . لذا لا يسعنا الا أن نحترم الشعب التركي الذي أظهر نضوجا سياسيا وكل المظاهرات التي خرجت لم تشهد أي تعد أو عبث بالممتلكات العامة .أيضا لا بد من الاشادة بكافة الأحزاب السياسية ( العدالة والتنمية وأحزاب المعارضة ) على موقفهم الصارم في رفض الانقلاب .

ادم مناصرة أشار لـ"بـُكرا": ما حدث في تركيا اتَّسَمَ بمحاولةِ انقلاب عسكرية، على الشرعية المؤسساتية الدستورية المُنتخبة بتركيا، هذه المُحاولة باءت بالفشل كون الشعب التف حول قيادتهِ وبالأساس حول الدفاع عن شرعيتهُ المُتمثلة بالحكومة التركية الحالية ورئاستها.

وتابع: نقطة هامة ومفصلية جداً في تاريخ الدولة التركية الحديثة، هي نقطة التحوّل الإستراتيجية في وظيفة المؤسسة العسكرية التركية، إذ رأينا بمحاولة الانقلاب الأخيرة، وضوح تام لانتقال المؤسسة العسكرية التركية، لحالة الخضوع التام للنخبة السياسية، المُمَثِّلة للشعب وخياراتهِ، اي ان الجيش عاد تماماً للمربع الطبيعي في الدول الراقية؛ عاد للشعب، وكأداة حامية لشرعية وحق الشعب، بممارسة شرعيته وقوته.

واردف: نقطة ثالثة يمكن نقرأها على أنَّها رسالة للعالم ان الحصانة السياسية للحكومة التركية نابعة من قوة ارتباطها بالشعب وما حققتهُ للشعب والاقتصاد التركيين، اذ نقلت هذه الحكومات المتعاقبة من حزب العدالة والتنمية، تركيا الى اول عشرين دولة من دول المتطورة اقتصادياً بالعالم، ودخلت تركيا لنادي الدول العظمى مجدداً، بعد ان كانت رهينة الانقلابات العسكرية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ولذلك التف الشعب حول قيادته المنتخبة، واعاد لها شرعيتها بالالتحام مع قطاعات الاركان العسكرية الرئيسية، خلال مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة.
واختتم: أخيراً، العالم ايقن تماماً انهُ لا يمكن قهر ارادة شعب، اعطى الشرعية لقيادته، او استردها منها، كما في الحالة السورية، وانَّ القرار اولاً وآخراً هو لمصدر الشرعيات والقوة؛ الشعب.

في تركيا انتصرت الدولة الديمقراطية على "بساطير" العسكر او جزء منه
مصطفى ريناوي عقب لـ"بـُكرا" بدوره: المشكلة الاولى والاساسية في تحليلنا ورؤيتنا لما يحدث في تركيا، هو واقعنا، وهي شرعية بالمناسبة، ولكنها ليست بالضرورة حالة تحليلية ذات سياق مناسب، بمعنى اننا نلائم وصف الاحداث بما يناسب أزماتنا ومن الممكن ان نقول ايضا: رغبتنا.
وتابع: في تركيا انتصرت الدولة الديمقراطية على بساطير العسكر او جزء منه، هناك: المعارضة وجمهورها وقفت مع مؤيدي حزب العدالة والتنمية لايقاف خطوة كان من الممكن أن تعيد تركيا لزمن الحكم العسكري وأزماته، رفع الاتراك هَم بلادهم ومسارها الصحي الديمقراطي، لا ننسى مثلا ان النتائج الاخيرة لفوز العدالة والتنمية كان ٤٠،٨٪ وفوز اردوغان بالانتخابات الرئاسية كانت ٥٢٪ اي ان نصف الشعب تقريبا لم يصوت له او لحزبه، ومع ذلك لم يكن شريكا في الانقلاب لا هو ولا احزابه ومؤسساتها ،بل العكس.

وأوضح: اما هنا فتحدث الاغلب حول شخص اردوغان نفسه، والحديث كان اما عن "قائد اسلامي" يجب حمايته، رغم حكم النظام العلماني، او "متعاون لخراب سوريا" يجب معاقبته، السياق التركي والهم هناك اختلف عن توجهنا، وهذا يوضح الفرق في الثقافة السياسية والوطنية وأزمتها لدى شعوب عربية اما تعيش تحت احتلال او تحت وطأة انظمة استبدادية.

واردف: حتى عند الحديث عن اهمية الديمقراطية، كان هناك توجه بارز حول أهمية الديمقراطية واستلام السلطة عن طريق قرار الشعب، واحيانا تكلمنا عنها كقيمة مطلقة منعزلة بفضاء معين عن فضاءات هم الناس وحقوقها وتفاصيل حياتها، وهذا يدل على شيئين، اولا: اننا نتوق لنموذج مشابه نعيشه في بلادنا، وثانيا: أدلجة تعاطفنا مع الاتراك ونظامهم. وليس تماما عن تحليل قيّمي مطلق الثبات، فمثلا لو كان هناك انقلاب ضد جورج بوش الابن او توني بلير ايام غزو العراق، لما كان هناك حديث حول قيمة الديمقراطية واختيار الشعب، بل سيكون حينها عن سقوط بغداد وعدد الضحايا فيها!

واختتم: في النهاية، يدل فشل الانقلاب على قوة الديمقراطية كثقافة وعلى قوة دولة المؤسسات والحكم المدني، كمشهد احتجاز الشرطة للجنود مثلا، ويدل عندنا على العسر السياسي وانعدام الافق، بتوجهيّن مختلفين وواقع واحد، بدءا من التضامن مع المشهد التركي بصد الانقلاب، أي اننا لا نرغب للأتراك بحال اوطاننا ونزاعاتنا، وانتهاء بتوجه من هلل للعسكر في اولى ساعاته، والذي يرى اردوغان سببا في حال امتنا! لا بد من التذكير بأهمية صد هذا الانقلاب وما يحمله من رسائل تدل على نموذج شعبي ومؤسساتي ناجح، وهو فخر للأتراك أنفسهم، ولكن أيضا هناك منافذ للديمقراطية مزدوجة المعايير في قيّمها وأسلوبها لنفسها! فالآن (وهذا تحليل حول إمكانية وليس تبصير وتأكيد!)

واكد: من الممكن أن تتضرر ديمقراطية الشارع والمؤسسات بسبب الخوف على ديمقراطية الصندوق، فحديث السلطة التركية وبالأساس وزارة العدل حول عدم انتهاء الازمة وامكانية وجود الخطر لفترات لاحقة، من الممكن ان يكون مبررا لقمع الشارع اذا عارض سياسة الحكومة كما حصل في ٢٠١٣، والنفوذ اكثر لأردوغان في مؤسسات الدولة وقمع وحصار المعارضين حتى الذين وقفوا لصد الانقلاب العسكري ضد حكومته، بحجة هذا الانقلاب ومبررات التصدي له، وهذا ما لا يخدم الديمقراطية إن حصل، والتي كانت رافعة ومفصل في حماية الاتراك لدولتهم، وكانت مفصلا لموقف جزء من المعارضين للانقلاب في بلادنا.

انقلاب مزيف..

معمر ياسين: ما يسمى بمحاولة الانقلاب العسكري في تركيا من خلال قيادة سلاح الجو والبر والسرعة التي انتهت بها تلك المحاولة تلقي الضوء على عدة نقاط وأهمها: كيف يعقل ان يقوم القيادة البرية والجوية بانقلاب عسكري وأم تحدد اهم المراكز والمؤسسات للاستيلاء عليها(عدا مبنى التلفزيون الرسمي). كيف يعقل ان قيادة محاولة الانقلاب لم تقم بتحديد مواقع رموز الدولة ومن ثم اعتقالها؟ كيف يعقل ان القيادات العسكرية لم توقف عمل شبكات الانترنت والبث الاذاعي والتلفزيوني والتي اصلا ظهر اردوغان من خلالها الى جماهيره ودفعهم للخروج الى الشارع.
وتابع: كل تلك النقاط تستدعي البحث معمقا في صدقية الحدث، حتى الوصول الى القناعة بان كل ما جرى لا يتعدى مخطط مبرمج من قبل اردوغان واجهزته الأمنية الخاصة والمخابرات، لأهداف عديدة يمكن ايجاز أهمها بما يلي: من المعروف ان تركيا كان يحكمها مجلسا عسكريا فرض سيطرته وهيبته على كافة البلاد من أسفل هرمها الى أعلاه ،وحين وصول اردوغان الى الحكم سعى لأجل تقويض تلك السيطرة والهيبة، سياسة اتبعها على مدار سنوات طويلة، نجح اخيراً بتقويض دور العسكر في تركيا، وعلى ما يبدو ان عملية التقويض فشلت في بعض المواقع مما استدعى الرئيس الى اخراج هذا الفيلم بهذه السذاجة.

واردف موضحا: الدور التركي في العراق وسوريا خاصة، وحالة الصدام التي وقعت بين تركيا وروسيا والقطيعة التي فرضتها الاخيرة على تركيا بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، أضر كثيرا بالاقتصاد التركي وهذا يعود للحجم التجاري الكبير بين البلدين، أضف الى ذلك المعارك الدائرة في حلب وضواحيها والتي تتمتع بقرب جغرافي مع تركيا، وشدة المعارك وتقدم الجيش السوري يدفع بالتنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك للهرب نحو تركيا التي سهلت عملية دخولهم الى سوريا وتمويلهم بالمال والسلاح.

وأوضح: ما شهدته تركيا من تفجيرات على يد تنظيم داعش، وحالة الرعب التي سادت البلاد التركية، أضر اولا بالسياحة التي تدر عشرات مليارات الدولارات لخزينة الدولة اضافة لعدد الضحايا الكبير، دفع باردوغان الى إقصاء الرأس المدبر والمفكر لحزب الحرية والعدالة داوود اوغلو الذي اشغل منصب رئيس الوزراء حتى فارة قصيرة، ونصب مكانه يلدرين الذي خرج بتصريحات ادل على تغيير في نهج تركيا مستقبلا من خلال الإعلان عن نية تركيا فتح علاقات جديدة مع سوريا ومصر.

وتابع قائلا: الخطوات المستقبلية لأردوغان ربما لم ترق للغرب ومخططاته الرامية الى الإطاحة بالنظام السوري ،فعملوا على تجنيد عدد من قيادات الجيش لتنفيذ عملية انقلاب، وهذا الامر يمكن ملاحظته من خلال وقوف الغرب وأوروبا موقف المتفرج مما يحدث، رغم كون تركيا عضوا في حلف الناتو وحليفا للغرب على مدار سنوات طويلة.

ونوه: ما حدث في تركيا لم يكن انقلابا، لوجود ثغرات كبيرة ومصيرية في عملية التخطيط والتنفيذ كما ذكر أعلاه، وبالتالي ما حدث سيقوم اردوغان باستغلاله الى ابعد الحدود من خلال تجبير التعاطف الشعبي معه لإجراء تغييرات دستورية تهدف الى منح الرئيس صلاحيات واسعة والتي يمتلكها رئيس الحكومة. اردوغان يرى بنفسه خليفة الدولة العثمانية ويرى نفسه سلطانا لا يقهر، فخطواته القادمة ستوضح الصورة اكثر، لتبين لنا أسباب ودوافع ما سمي بالانقلاب العسكري.

اقبل بالشرعية وليس بتدخل اردوغان بسوريا..
من ناحيته د. زيدان محاميد قال: في كل كيان سياسي توجد صراعات وتركيا لا تختلف عن الكيانات الاخرى. سياسه اردوغان وحزبه خلقت صراعات مع قوى أخرى، القوى الاخرى المرتبطة بمصالح معينه قررت الانقلاب العسكري. ونجحت باتمامه حتى لحظات حاسمه. نحن لا نعرف الحقيقه كلها. هناك اخبار عن تدخل امريكي بطائرات اف 16 قامت بانقاذ اردوغان...وهناك اخبار انه طلب اللجوء لالمانيا واذربيجان...نحن لا نعرف بعد الكثر عن حقيقه الشائعات.

وتابع: يبدو ان المنقلبون لم يتوقعوا صدام مع الجماهير التي نزلت للشارع لتمنع الانقلاب لأنه لعنه الانقلابات دمرت تركيا سابقا واحتمال مجازر دموية، انا شخصيا ضد الانقلابات العسكرية لأنها انتصار للطغمة ويمكن ان تكون دموية. (الا في حالات قصوى تكون الدولة فيها قد بلغت من الفساد والظلم قدرا كبيرا ).والحل للتغيير هو اما الانتخابات او الثورات الشعبية، العسكريون الاتراك هم إحباء الناتو وتوقعوا دعمهم ، العسكريون الاتراك احباء امريكا واسرائيل.

ونوه: التغيير في تركيا يجب ان يمر في انتخابات ديمقراطية ومن خلال الصناديق، انا لا اقبل بتدخل اردوغان في الازمه السورية ودعمه للدواعش..ولا اوافق على علاقته مع اسرائيل وهو صاحب الشعارات الداعمة للقضية الفلسطينية. وهو الموافق على القواعد الامريكية في تركيا وفي الناتو العسكري...تناقضات كبيره في سياسته. ولا ارى به خليفة، انه ظاهره مثيره في تركيا في زمن تصاعد التيارات الاسلامية وبعد الثورة الايرانية في الثمانينات..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com