اختلفت آراء الشبان الفلسطينيون حول ما يحدث في تركيا من انقلاب فاشل والتداعيات التي تبعته في ذلك البلد المسلم، والذي يتابع ويدعم بشكل كبير القضية الفلسطينية خصوصا أبناء قطاع غزة المحاصرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ففي حين رأى البعض أن الانقلاب جيد ويجب ان يقود لإنهاء الإسلام السياسي في ذلك البلد، قال آخرون إن ما جرى هو انقلاب على الشعب والديمقراطية.

في هذا السياق يقول الشاب محمد أبو سمية إن محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في تركيا لو حدثت في بلد عربي لرأينا سلطته السياسية تنهار. في دولنا خرج الناس لازاحة الطغاة وفي تركيا خرج الناس لحماية البلد. لانهم لا اسباب حقيقية لديهم للثورة على نظام حكم ديكتاتوري.

من جانبه، يقول الشاب عمران الشرق: يظهر الموقف من الانقلاب في تركيا، مدى النفاق الذي يتمتع به الاخوان المسلمون في فلسطين، فهؤلاء الذين طالما تغنوا بامجاد "الخليفة المسلم" اردوغان، وصوروه محررا للقدس وغزة، صمتوا صمت القبور عندما ابرم اتفاقية مع اسرائيل، كان اقل ما يمكن وصفها انها نظرت الى القضية الفلسطينية من منظور الامن الاسرائيلي، يومها كان بامكان الاخوان نقد الاتفاق التركي -الاسرائيلي، ولو من باب لوم ومعاتبة الاصدقاء، لكنهم اثروا عدم التطرق للموضوع من قريب أو بعيد وكأن امرا لم يحدث، وهو امر لا يمكن وصفه الا بالخوف على مصالحهم الشخصية، بعد ان غدت تركيا محجا ومصدرا للدعم المالي لهم. والان مع فشل الانقلاب في تركيا عاد الاخوان ليظهروا دعمهم الكامل لاردوغان، وكأنه لم يتنكر للقضية الفلسطينية، وهو ما يطرح عدة اسئلة عن مواقف الاخوان والرياء الشديد الذي يتمتعون به، علما ان هذا النفاق، بل الاستعداد للتحالف مع الشيطان ليس امر مستجدا في تاريخهم، اذ طالما وقفوا مع الانظمة الرجعية بل مع الاحتلال نفسه (انظر تجربة المجمع الاسلامي في غزة) تحقيقا لمصالحهم الفئوية الضيقة ولو كانت على حساب الكل الفلسطيني.

إلى ذلك تقول الشابة يارا علي يعيش إن تركيا من أيام الأب الأول أتاتورك مرت بـ5 انقلابات عسكرية كلها "بطريقة شرعية" مكفولة بمادة في اللوائح التنظيمية الداخلية في الجيش بحيث أنه إذا تعرضت العلمانية في البلد للخطر والسياسيين ابتعدوا عن المسار الحقيقي المؤسسة العسكرية بالمرصاد...هذه المرة المؤسسة بسبب تدخل تركيا بالوضع السياسي الداخلي للبلاد المجاورة واستنزاف قوة الجيش وابتعادها عن الحدود صارت هذه المحاولة وايضا المؤسسة فيها ترهل للأسف واردوغان يجب ان نعترف بأن له أغلبية أصوات الشعب.

إلى ذلك يرى جورج قنواتي أنه عندما نزل الشعب التركي إلى الميدان لم يرفعوا إلا العلم التركي في المظاهرات، أما الثوار الفيسبوكيون الفلسطينيون فوضعوا صور اردوغان في منشوراتهم و كصور شخصية لحساباتهم، فليس غريبا في الموضوع، فنحن اعتدنا تقديس الأشخاص لا الأوطان ولكن تعلموا من شعوب العالم المتحضر، فهم يقدسون الأوطان الباقية لا الأشخاص المتغيرون.

من جانبه، يرى ناصر عياد أن من اهم الاستخلاصات للانقلاب الفاشل..ان اردوغان اصبح الملك المتوج على عرش تركيا دون منازع..وان الشعب كان صاحب الكلمة العليا وحسم الامر..انه النموذج التركي الذي اتمنى ان يستفيد منه الجميع، فسفك الدماء وتدمير البلاد وقتل العباد وقهرهم، هو نموذجنا العربي الذي بدأته حماس في غزة، ويستمر مسلسله في ارجاء الدول العربية، متى نتعلم ان لدمائنا قدسية اخبرنا بها رسولنا الاكرم محمد عليه السلام حين قال..((لزوال الدنيا اهون عند الله من اراقة دم مسلم)).

إلى ذلك قال شداد العتيلي إنه بغض النظر عمن مع الانقلاب اومن هو ضده لحسابات عاطفية بالموقف من حماس او من غزة او بالموقف من سوريا ما حصل في تركيا هو درس للجميع، توحد الحزب الحاكم والمعارضة ومن هم خارج الحكم كالرئيس عبدالله غل والدفاع عن الخيار الديموقراطي واستجابة الشعب لدعوة اردوغان النزول الى الشارع ومواجهة الشعب للدبابات والمحافظة على الشرعية والخيار الديموقراطي، لم يكن هناك اعلام الاحزاب كان العلم التركي وتوحد الجميع دفاعا عنه، هي تجربة تستحق الاحترام ونبقى ضد تدخل تركيا في سوريا وضد سلب حقوق الاكراد ولكنا وبكل تأكيد نقدر كيف نقل حزب العدالة تركيا من دولة مديونة الى ماهي عليه من ازدهار وديموقراطية.

من جانبه قال الشاب الهادي احمد إنه من المفارقات العجيبة ان يساند ديمقراطيون وحداثيون انقلابا عسكريا، ومن عجب الزمان أن يصبح الاسلاميون اكبر مدافع عن الديمقراطية التي هي نتاج حداثي، المقارنة بين الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم الاخوان في مصر والتي أتت بالسيسي فيما بعد امر يختلف عما حدث البارحة في تركيا، تحرك العسكر في تركيا دون اي سند شعبي أدى الى اجهاض إرادة إسقاط رجب طيب اردغان. لن نعود الى قضية هل ما حدث في مصر ثورة او انقلاب ؟!. الاكيد انه كانت هناك ارادة شعبية لاسقاط الاخوان وحدثت، لا يعجبني حكم اردغان ولكني اعتقد انه كان يمكن اسقاطه في الانتخابات الاخيرة وهو امر لم يحدث.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com