قامت شركة "همشبير لتسرخان" مؤخرًا ببث دعاية جديدة تتوجه من خلالها المواطنين العرب، ورغم أنّ هذا الأمر طبيعًيا إلى أنّ التجديد كان ببث الدعاية في ساعات المشاهدة القصوى، أو ما يسمى بالـ Prime Time، في القنوات التجارية الإسرائيلية.

وأختار القيّمون على الدعاية يوم الأحد لبثها، وتحديدًا في ساعات مشاهدة مباراة نهائي اليورو، ورجّح القيمون على الدعاية أنّ في هذا الوقت يقدّر عدد العرب المشاهدين بالآلاف، نظرًا وأنّ المباراة لا تبث في قنوات أخرى.

وبغض النظر عن عددِ العرب المشاهدين للمباراة او بلغة تجارية المُنكشفين على الإعلان، لاقت الدعاية سخطًا كبيًرا وهجومًا في المجتمع الإسرائيليّ، الذي تفاجىء من دعاية باللغة العربية على الشاشة العبرية، ورد على ذلك بعنصرية مدعيًا أنها "هدية لأسرى حماس"، الذين خاضوا نضالا قضائيًا من أجل متابعة مباريات اليورو.

ورأى عددٌ من الحقوقيين أنّ الإعلان "كسر حالة الجمود الثقافي" ما بين المجتمعين اليهوديّ والعربيّ، كما وأكد الحقوقيون على أحقية 20% من سكان البلاد في دعاية أو برنامج تلفزيوني يتحدث بلغتهم على شاشات التلفاز العبرية.

ما بين هذا وذاك، انتقدت عددٌ من النسويات الدعاية بشكل كبير، حيث أكدت عددٌ من النسويات لموقع "بكرا" أنّ الدعاية أخطأت من حيث المضمون وكانت إستشراقيّة من حيث التوجه.

وفي ذات السياق تحدث مراسلنا الى فنانين محليين عرب، لسماع رأيهم مهنيًا بدور الفنانة رنين بشارات والدعايّ، حيث اختلفت ارائهم بين مؤيد ومنتقد.

المصري: دعاية مناسبة وذكية 

الفنان والإعلامي أسامة مصري قال لـ "بكرا" معقبًا: أعتقد بأن الشكل الذي تم عرضه هو الشكل الأنسب والأذكى، والاعلان يخاطب الناس محدودي الدخل وليس هؤلاء الذين يرفضون أن يشتروا إلا بالاثمان الغالية، فعندما قامت الفنانة اليهودية حانا لاسلو والفنانة تسيبي شبيط بتقديم اعلانات مشابهة جدًا، لم ينتقد الجمهور اليهودي الشكل نفسه، وبرايي أن الذي صمم الإعلان هو إنسان ذكي جدًا.

وقال المصري: لم يكن بالإمكان عرضها بصورة أخرى، وإلا كان الإعلان فاشل، وسيخاطب بعض المتثاقفات والمدعيات، ونحن نعرف أن الاعلانات تريد أن تخاطب الجمهور الواسع، والطريقة التي تم عرض الاعلان بها هي الطريقة الأنسب، خاصة ان المعلن استغل شخصية كوميدية تؤديها رنين بشارات وهي ناجحة بذلك. ولو كان بشكل آخر، لكان من الممكن أن يسيء وكان سيكون لنا حديث آخر، وهنا لم أعتبره مسيء.

وأضاف المصري: أعتقد أن هذا السؤال مكرر، لكن أريد ان اقدم ملاحظة بالنسبة للجمهور اليهودي الذي رفض الاعلان من منطلق عنصري، نحن الآن في زمن العنصرية المتأجّجة، ففي المونديال الأخير، قام التلفزيون ببث اعلان لسمير طنوي من قرية جديدة المكر، خلال المباراة النهائية للكأس ولم يعترض في حينه أحد.

مبالغة في اختيار النمط، لكن شرعي 

اما الفنان المسرحي والمخرج هشام سلمان فقال: اعتقد ان فكرة احضار ممثلة التي تقوم بعرض ستاند اب كوميدي من خلال شخصية متعارف عليها مسبقا هو امر شرعي. وليس فيه اي تعميم للمرأة العربية وهو امر ومتعارف عليه عالميا. اختيار الشركة باستخدام هذه الشخصية لم يكن صدفة، فهذا النمط والاسلوب يستخدم كثيرا، وبراي علينا عدم خلط الامرين ببعضهما. بالنسبة للمرأة العربية لا شك بان هناك مبالغة ولكن مرة اخرى، الهدف هو ليس عكس صورة المرأة العربية، انما استخدام الكوميديا الساخرة من اجل الترويج وهذا امر مقبول.

وقال سليمان: ان الاعلام بشكل عام لا ينصف كثيرا الوسط العربي وخاصة المرأة. وذلك يأتي بسبب عدم معرفة والمام اصحاب شركات الانتاج بثقافة المجتمع العربي، وكثيرا ما يكون المشرفين على الاعلام من خلفية مختلفة وقد يخلق هذا الامر البعض من السطحية في طرح المواضيع.

لا ارى أي اساءة

الفنانة المسرحية هيام ذياب قالت بدورها: باعتقادي أننا مجتمع متطرف، قد نحكم على عدة أمور بتطرف، بعيدين عن الاعتدال، وذلك نتيجة الأوضاع العامة التي نعيشها، التطرّف من الطرف، او القطب، بعيدا عن الوسط في التعامل مع الامور بموضوعية، لم يستفزني الإعلان الذي عرضته رنين بشارات، كما فعل للمعظم، فهي كممثلة، اشتهرت في الي الفترة الأخيرة بشخصية "تيتا فوزية" من برنامج الأطفال (فوزي وموزي) مع تحفظي الشديد تجاه البرنامج، اختيارها للشخصية على المستوى المهني مقبول، كما يفعل العديدون على مستوى العالم، اختيار شخصية المرأة بهذا الشكل باعتقادي مرتبط بدورها في مسلسلها الأخير الذي تعرضه للأطفال، لذلك لم أجد به إساءة لأحد، صحيح أن هناك مسؤولية مجتمعية تقع على الفنان بما يعرض، ولكن على المستوى المهني لا إساءة بنظري.

وقالت ذياب: الموضوع أكبر وأعمق من تمثيل المرأة العربية بشكل أفضل، كلنا مدركون تواجد المرأة العربية المشرّف في عدة منصات وعلى عدة أصعدة، الموضوع ليس المرأة وكيف تظهر، الإشكالية هنا بالعنصرية المتفشية في أوساط المجتمع اليهودي، الذي أثار القضية على أساس قومي، الوضع مؤلم، ونحن الفنانون ضحايا لهذا الإعلام الذي ينظر إلى المجتمع العربي وكأنه درجة ثانية، على سبيل المثال أقوم بتقديم برنامج رأينا مهم على القناة الثانية لمدة نصف ساعة، ويوجد برنامج إخر أيضا لنصف ساعة بث، من كل الأسبوع ساعة بث واحدة للمجتمع العربي، وللمرة الأولى إعلان باللغة العربية تزيل عن وجوههم قناع الديموقراطية، متناسين أن هذه الأقلية العربية هي زنبرك اقتصادهم، ودودنهم سيُضرب اقتصادهم، ونحن كالكرة بينهم وبين المتطرفين في مجتمعنا العربي المنتقد بدون موضوعية برأيي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com