نظمت جامعة القدس المفتوحة ومفوضية العلاقات العربية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، يوم الثلاثاء الموافق 12/07/2016م، الملحمة الشعبية التاريخية للنضال الوطني الفلسطيني "باقون كأشجار الزيتون"، تكريماً لأرواح شهدائنا وتقديراً لأسرانا البواسل، وذلك في قصر رام الله الثقافي.

قدمت في الملحمة لوحات تراثية وغنائية تركزت حول مرور مائة عام على الكفاح الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، وحول النضال الوطني الفلسطيني من جيل إلى جيل، وملحمة شعبية حول روح الشهيد المؤسس الزعيم ياسر عرفات، وغيرها.

و"باقون كأشجار الزيتون" ملحمة شعبية تاريخية ترصد النضال الوطني الفلسطيني وتوثقه عبر الأجيال منذ عشرينات القرن الماضي حتى الآن. وفي هذه الملحمة كان ياسر عرفات هو الفصل الأطول في حياتنا، وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، ثم إلى فكرة الدولة وصولاً إلى واقع تأسيسها المتعثر، لكن للأبطال التراجيديين قدر يشاكسهم، يتربص بخطواتهم الأخيرة نحو باب الوصول، ليحرمهم من الاحتفال بالنهاية السعيدة بعد عمر من الشقاء والتضحية، ذلك أن زراع الحقل الوعر لا يكونون غالباً حصاده.

وتولى رواية الحكاية الفنانان: مثنى شعبان ومعزوز البزاري، وشارك في الملحمة الفنانون: نجيب صبري، وأبو الناجي، وبلال الفطيمي، وصهيب الجماعيني، ومفيد الحنتولي، وأحمد الشاعر، وأحمد الفحماوي، وعمر قوصنة، ومحمود الجلماوي.

من جانبه، قال أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، إن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الوطن الفلسطيني التي تمثل الوجه الأكاديمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، بل الوجه النضالي في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد جامعات ومعاهد التعليم العالي الفلسطيني بوجه عام. ومن هنا فإن "القدس المفتوحة" بما أوكل لها من دور أكاديمي كان لها دور وطني نضالي في تبني الشرائح النضالية من الأسرى المحررين وأبناء الشهداء وعائلاتهم والجرحى والمصابين والمعاقين ليتلقوا تعليمهم العالي في رحاب الجامعة، بالإضافة إلى شرائح المجتمع الفلسطيني الأخرى.

وقال إن الجامعة أوكل لها دور آخر وهو المسؤولية الوطنية التعليمية والتثقيفية والمجتمعية والسياسية من أجل رفعة وجه النضال الفلسطيني وإبرازه بصورته الحقيقية، بحيث واكبت وجوه النضال الفلسطيني وأحداثه منذ نشأتها حتى الآن. واستكمالاً لدورها النضالي فقد تطرقت إلى ماضي رحلة النضال الفلسطيني منذ بدايتها في صراعها مع الحركة الصهيونية في ظل الانتداب البريطاني وفترات الحكم المتعاقبة على هذه الأرض، فكان هذا المشروع الذي تبنته الجامعة بالتعاون مع مفوضية العلاقات العربية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح . فالجامعة اليوم لم تقف عند هذا النشاط فحسب، بل نراها تسعى إلى التوثيق وإبراز صور النضال المتواصل لشعبنا ضد الاحتلال في الماضي والحاضر والمستقبل، مع التركيز بصورة خاصة على رحلة القيادة الفلسطينية التاريخية وعلى رأسها الرمز الخالد الشهيد ياسر عرفات، لأن رحلته تشكل المرحلة الأوسع من مراحل صراع شعبنا ضد الاحتلال، وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وتابع أ. د. عمرو يقول: "باستشهاد الخالد ياسر عرفات يكون قد أسلم الراية إلى صحبه من أولئك الذين بدأوا الرحلة معاً، فواصل الخلف رحلة سلفهم، ونأمل من الله أن تتحقق جهودهم وأن ينجحوا بإعلان الدولة وعاصمتها القدس بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس حفظه الله".

من جانبه، قال إسماعيل التلاوي مستشار مفوضية العلاقات العربية في حركة فتح، المشرف العام على النشاط: "كان من المقرر أن تقام هذه الملحمة الشعبية التاريخية العام الماضي في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الزعيم المؤسس ياسر عرفات، لترصد وتوثق النضال والكفاح الوطني للشعب الفلسطيني على مدى (100) عام ضمن مراحله النضالية التاريخية قبل عام 1948م وما بعد ذلك، في منطقة جنين وتحديداً ببلدة برقين. وكنا قد بنينا قرية فلسطينية بحجارتها القديمة وأزقتها تصور الحياة في أربعينات القرن الماضي لنقدم فيها هذه الملحمة التي قادها ثوار الثلاثينات والأربعينات، حيث يظهرون بخيولهم ولباسهم وأسلحتهم، بما في ذلك المراحل التاريخية الأخرى التي تلت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة الزعيم ياسر عرفات، وكنا قد أعددنا لدخول أبو عمار ورفاقه من الفدائيين ضمن مشاهد درامية لتصل الفكرة إلى جماهير شعبنا، ونقول إن المقاومة مستمرة من جيل إلى جيل حتى زوال الاحتلال".

وقال التلاوي إن هذه القرية التي شيدت لتصور تلك الحقبة الزمنية قد دمرها شتاء العام المنصرم، لذا قررنا أن نقدم الملحمة الشعبية اليوم على مسرح قصر رام الله الثقافي بطريقة مصغرة قد لا تختلف كثيراً. وفي هذه الليلة (ليلة عرض الملحمة) شاهدنا ثوارنا في الأربعينات وأبو عمار ورفاقه الفدائيين، وكم كانت حياة شعبنا الفلسطيني جميلة قبل مجيء العصابات الصهيونية التي شوهت هذا الجمال ودمرته، لذلك كان لا بد من مقاومة الاحتلال بكل أشكاله، وكان لا بد من أن نعرّف أجيالنا بأن راية النضال لن تسقط وإنما تنتقل من جيل إلى جيل ما دام هذا الاحتلال جاثماً على أرضنا.

وقال إن الملحمة تستهدف جيل الشباب ليتعرف إلى تاريخنا عبر مشاهد توثق نضال شعبنا، وتستهدف أيضاً إحياء هذا التراث العظيم بكل أشكاله، لهذا بنينا القرية الفلسطينية التي تشهد بأننا باقون هنا منذ آلاف السنين، وتثبت أن لهذا الشعب عاداته وتقاليده وأغانيه، وتراثه الشعبي الذي يؤكد الهوية الثقافية لشعب يستحق الحياة.

ولفت التلاوي إلى أن هذه الملحمة الشعبية تُقدَّم تقديراً لشهدائنا وتكريماً لأسرانا البواسل القابعين في سجون الاحتلال، بحضور روح الشهيد الزعيم المؤسس ياسر عرفات.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com