يظهر يومًا بعد يوم أن التعامل العنصري في هذه البلاد ضد المواطنين العرب لم يعد مجرد حوادث عابرة، بل نهج يومي وعادي، ولا حدود له حتى في التصرفات العادية والأعمال اليومية، فلطالما ان الاذى يطال المواطن العربي حيثما كان ، فلا مشكلة لدى المؤسسة ، بل وكأنها غير موجودة لمعالجة قضاياه ، كذلك الحال في قرية عرب العرامشة الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ، والتي يعاني أهلها الويلات والامرين من قبل المستوطنة المحاذية لها " مستوطنة أدميت " وبتجاهل المجلس الإقليمي " ماطيه أشير" التي تعتبر عرب العرامشة قرية تابعه له كما مستوطنة ادميت .

حول التفاصيل تحدث مراسلنا الى المواطن والنشاط الشبابي من قرية عرب العرامشة الشاب أديب مزعل والذي توجه وأهل القرية الى موقع "بـُكرا" بعد ان أغلقت جميع الأبواب أمامهم لإيجاد حلول للمشاكل التي تعيشها قرية العرامشة ، فقال : من عدة أعوام وقريتنا تعاني من مشاكل عديدة ومنها خطيرة، وكان من اخطر تلك المشاكل هي قيام افراد وعمال كيبوتس ادميت برش مبيدات سامة ومواد كيماوية خطيرة عبر الطائرات الزراعية فوق الأراضي الزراعة التابعة للكيبوتس الامر الذي يتسبب بأضرار وامراض وروائح كريهة للسكان في قرية العرامشة التي تبعت امتار قليلة عن كيبوتس ادميت .

نعيش الأمرين 
وقال: نحن نعاني ونعيش الأمرين منذ سنين وطرقنا جميع الأبواب الممكن طرقها والمؤسسات الرسمية التي تعنى بقضايا البيئة والصحة ، ولكن لا حياة لمن تنادي، لان المتضرر بتالي الأمر هو عربي لذلك لم نجد من يقف ويتحدث ويعالج ، خاصة ونحن قرية عربية وحيدة في مجمع ومجلس إقليمي يهودي وتقع القرية على الحدود بعيدة عن الأنظار لذلك ما نعيشه اليوم أيضا بعيدا عن الأنظار الامر الذي يقوي حدة العنصرية تجاهنا وممارسة كيبوتس ادميتن كل هوياته العنصرية والمؤذية بحقنا .

وأضاف مزعل : تتعدد المشاكل وتتكاثر العنصرية يوما بعد يوم، ولا نجد من يسمع صوتنا او يقف الى جانبنا حتى ضاقت بنا الحال ، فقريتنا أيضا تعيش أنواع من التمييز مقارنة مع السكان اليهود والبلدات اليهودية المجاورة ، فنحن نعيش بقرية ذات بنى تحتية ضعيفة ، الخطر يحدق بنا من كل اتجاه وصوب ، يهدد أطفال قريتنا الذين لم يجدوا مكان يلعبون فيه سوى الشارع الذي يبعث رائحة الخطر والموت من كل اتجاه ، بينما أطفال المستوطنات المجاورة يتمتعون ويلعبون في أماكن مخصصة لهم وملاعب وحدائق واسعة ، وكذلك الامر مع حال الشباب المتعلم في قرانا الذين لم يجدوا لهم مكانا للعمل في مرافق ومؤسسات المجلس الإقليمي كونهم من العرب ، وحكايات العنصرية ما زالت تتكاثر وتنتشر كالوباء وتتفشى دون من يسأل او يحاسب .

حياة المواطن اليهودي أثمن وأغلى
وقال : كنا منذ سنوات نتوجه الى المجلس الإقليمي "ماطيه أشير" ونشكوه ونطالبه بان يساعد ، ولكن لأننا عرب الضحية فلم نلقى أي اهتمام ، واليوم نفاجأ بأن حضرة المجلس يشارك وينظم تظاهرة احتجاجية على بناة مصنع لتكرير المياه قرب المستوطنات اليهودية الامر الذي يتسبب بتلويث البيئة ، ولان حياة المواطن اليهودي أثمن وأغلى قاموا وانتفضوا ، وهنا بتنا نرى حجم الكارثة والعنصرية تجاه مواطنين عرب .

وتابع مزعل :" لا ندري ما هو المصير المنتظر ، ولا نعلم ما هو الحال القادم ، رغم اننا نرى بأم العين ونعيش ما لا نحسد عليه من القهر والخطر والعنصرية ، لكن سنطرق الأبواب ولن نيأس ، وخطواتنا القادمة ستكون توجهنا الى القيادات العربية وأعضاء الكنيست العرب للوقوف الى جانبنا ومساندتنا ودعمنا من اجل حل القضايا ، ونأمل بأن نجد لنا حلا نهائيا .


هذا وقد توجهنا للمجلس الإقليمي "ماطيه أشير" وطلبنا تعقيبًا، وفي حال وصوله سينشر فورًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com