لاقى اعلان قامت بتصويره الفنانة النصراوية الكوميدية رنين بشارات مؤخرا هجوما لاذعا من المجتمع الإسرائيلي لأنه بالعربية، بالمقابل فقد هاجم الإعلان أيضا افراد من المجتمع العربي متهمين رنين بانها تعرض الصورة النمطية عن المرأة العربية، مع منديل، ومتخلفة، ولا يعرض المرأة العربية كامرأة عصرية ، علما أن المرأة العربية وصلت إلى كافة المناصب وبجدارة.
مكتب الإعلانات مكان اريكسون يدعي أنه قام بدمج امرأة عربية في البرايم تايم، وعرض امرأة اصلية ليست عارضة ازياء كباقي الدعايات، وقد ظهرت المرأة العربية بصورة دونية كل ما يهمها هو البيت والرجل والمطبخ وبمظهر غير لائق وغير عصري.
"بكرا" توجه الى نساء نسويات وناشطات وحاورهن حول الموضوع..

عايدة توما: الحالة العنصرية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي لا مكان فيها للعرب أو للغة العربية على ساعات ال"برايم تايم"
النائبة عايدة توما عقبت على الموضوع قائلة: السؤال الأساسي في هذه القضية هو لم أثارت هذه الدعاية التجارية تحديدًا حفيظة بعض الأوساط في المجتمع الإسرائيلي؟ الإجابة ليست بحاجة لمحلل سياسي- إن الحالة العنصرية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي لا مكان فيها للعرب أو للغة العربية على ساعات ال"برايم تايم" او ساعات ذروة المشاهدة وهذا ما ظهر في ردود الفعل العنصرية ضد رنين وضد الشركة التجارية.

وتابعت: إن الفنانة رنين بشارات-إسكندر معروفة بشخصية أم منى التي تقدمها منذ سنوات، وهي تقدم فن ساخر وناقد من خلال هذه الشخصية والتي غالبًا ما تضحكني أنا شخصيًا.
واختتمت منوهة: أقترح عدم إخراج الأمور عن نصابها، وتسليط الضوء على العنصرية التي نتعرض لها جميعنا كمواطنين ومواطنات عرب - وردود الفعل العنصرية هذه ما هي إلا استمرار للهجمة القائمة اصلا

ديانا قاسم: الشخصية تعكس لغتنا وهي شخصية بسيطة من مجتمعنا ،بعكس اعلاناتهم التي تحوي جميعها عارضات أزياء يعرضن الجمال بمقاييس معينة ومحدودة
وبدورها النسوية الناشطة ديانا قاسم قالت في هذا السياق: اعلان مضحك ومسلي لمن يعرف شخصية الفنانة رنين بشارات، فهي فنانة تنتقد السيئات الاجتماعية ولا تسكت عن الخطأ، والاعلان عبارة عن توظيف رائع لأمر معين جسدته رنين بدقة لا متناهية.
وتابعت: الشخصية تعكس لغتنا وهي شخصية بسيطة من مجتمعنا، بعكس اعلاناتهم التي تحوي جميعها عارضات أزياء يعرضن الجمال بمقاييس معينة ومحدودة مرفقة بإيحاءات جنسية وكأن المرأة خلقت فقط للجنس. والذي يعبر عن تخلف الشعوب وليس تطورها، الصحوة الثقافية والعلمية في مجتمعنا النسائي خاصة وسيطرتنا على سوق العمل في جميع المجالات الطبية، التكنولوجية ،التسويق، الصحافة لا تحتاج الى تبرير او رد على تعليقاتهم العنصرية.
وأضافت منوهة: كما انني في مجال عملي كصيدلانية اتلقى دائما المدح من اليهود بسبب تعليمي وخروجي الى العمل اما بالنسبة للعنصريين فنعقب بان العربية هي لغة رسمية وان هذه بلادنا ويحق لنا ان نتحدث بلغتنا في كل مكان.

سماح سلايمة: حساسيتنا المفرطة لما يظن "اليهود " عن المرأة العربية هو الذي اثار حمّيتنا وغضبنا
سماح سلايمة -ناشطة نسويةً، مدونة ومديرة جمعية "نعم" قالت لـ"بـُكرا" معقبة: اتفهم عدم تقبل المجتمع العربي للإعلان لأنه يعزز الصورة النمطية للمرأة العربية في ذهن المجتمع الاسرائيلي البعيد كليا عن واقع المرأة العربية، فَلَو كان المجتمع الإسرائيلي يألف حقيقة المرأة العربية وأشكالها المختلفة من المرأة العالمة والباحثة مروراً بالمرأة العاملة المثقفة حتى ربة المنزل البسيطة لما جرحت مشاعرنا من صورة ام منى المشهورة التي تعرضها رنين بشارات منذ سنوات طويلة، ونضحك عليها كل الوقت، ولكن حساسيتنا المفرطة لما يظن "اليهود " عن المرأة العربية هو الذي اثار حمّيتنا وغضبنا.
وتابعت: من جهة اخرى لو كان المشاهد الإسرائيلي متعود على رؤيتنا كل الوقت وسماع اللغة العربية تماما كما العبرية لما كانت ردة فعله عنصرية وعنيفة هكذا، بطاقاتنا الائتمانية جيدة للدفع ولكن الأعين لا تريد أن ترى من يحملها واي لغة يتحدث، لقد استوعبت الشركات الاسرائيلية الطاقة الاقتصادية الشرائية للمواطنين العرب قبل سنوات من قيادته السياسة، التي تحرض ضد خمس المواطنين ليلا نهارا كأن العنصرية اصبحت الرياضة الصباحية لليهود في هذه البلاد، فعندما يحرض الممثلين المنتخبين ضد العرب لماذا نستغرب ردود عنصرية وكراهية لا متناهية لعامة الشعب الذي اجبر على التعامل مع امراه عربيه من النوع الذي يرعب العقلية والوعي المشوه للرأس اليهودي المليء بالخوف والأفكار النمطية والفوقية القومية التي تغذى عليها لعقود. لو كنا بمكان منطقي وغير مشحون لما اثار هاذ الإعلان حفيظة اي جهة ، بل كنا ضحكنا عليه وحسب.

سمر سمارة: القضية ليست قضية رنين بشارات او اعلان بل القضية هي طمس هويتنا ولغتنا
وقالت الناشطة النسوية والاجتماعية سمر سمارة: العنصرية اصبحت متأصله ومتجذره في المجتمع الاسرائيلي وحكومة نتنياهو مما يدل على الازمه السياسية الاجتماعية التي يمر بها الشارع الاسرائيلي وحكومته العنصرية بسبب ممارستهم العنصرية التي اصبحت مشروعه اجتماعياً وقانونياً وتمارس بدرجات متفاوتة ويوميه وواقع نعيشه وكأن ما يحدث هي احداث طبيعية بمجتمع طبيعي، الجو العنصري واجواء التحريض العنصرية الذي وصلت درجه القتل ببعض الاحيان والاعتداءات الجسدية والكلامية التي تستهدف الجمهور العربي بكل شرائحه واطيافه في البلاد وقياداته بازدياد مخيف، والقضية ليست قضية رنين بشارات او اعلان بل القضية اكبر من ذلك هي قضية يومية ومحاولة لطمس هويتنا ولغتنا، واكثر ما يزعجهم هي اللغة العربية التي تزيدنا قوة وانتماء لشعبنا ووطننا ومن خلال هذا الإعلان ستدخل الى منازلهم رغما عنهم، وكأنها السلاح القاتل لأولادهم.
واختتمت: علينا الحذر نحن كأقلية عربية فلسطينية تعيش في هذه البلاد التي تترعرع فيها العنصرية والكراهية لنا كشعب ومجتمع يحاولون بكل الطرق طمسه بل ابادته ومحو ثقافته وقوميته وتاريخه وان نتجند جميعاً لمواجهه العنصرية والتصدي للمحرضين اينما تواجدوا قبل فوات الاوان ، وفضحهم عالمياً ومحاكمتهم ومعاقبتهم كحكومة وشعب.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com