لم ينم طوال شهر رمضان سوى سويعات قليلة كل يوم، فيما اضطر وفرق المتطوعين لديه للعمل ليل نهار خلال وقفة العيد، معتبرا أن فرحته وعيده مع كل بسمة يرسمها على شفاه المحرومين.

وفوق أكوام من الصحف وبين جنبات ملفات لأسر متعففة امتزجت مع أوراق عمله الصحفي في مكبته بجنين، يكد الصحفي علي السمودي الذي تغيرت حياته في السنوات الخمس الأخيرة دونما تخطيط مسبق، متنقلا بين قطبي الصحافة والعمل الخيري الإنساني.

وتعد حكاية الصحفي السمودي - الذي يعمل مراسلا لصحيفة القدس منذ نحو عقدين إضافة إلى عمله في عديد وسائل إعلام - مع العمل الخيري لافتة ومثيرة، سيما وأنه اليوم يشرف عبر رجال الخير على توفير أقساط جامعية بشكل دوري ل300 طالب في مختلف الجامعات، عدا عشرات الأسر المتعففة التي تتلقى رواتب شهرية، وغير ذلك من الأرقام التي تعجز عنها مؤسسات إغاثة عريقة.

ولذكريات انطلاقة حملة الأمل التي أسسها السمودي ومتطوعو الحملة لتكون عنوان عملهم الخيري من خلال الإعلام، نكهة خاصة لديه، وهو يروي كيف بدأت الحكاية، بتوجه طلبة ذوي إعاقة إليه لنشر قصصهم في صحيفة القدس بعد إنهائهم الثانوية العامة بنجاح، وما أعقب نشرها من استجابة سريعة من أهل الخير، ما تسبب بتوفير منح دراسية لهم.

وهنا استشعر السمودي عظم المسئولية الملقاة على قلمه الذي كان حتى ذلك الحين يركز على فضح جرائم الاحتلال سيما في ملف الأسرى وقصص الشهداء، ليجد أن للقلم مدخلا آخر ومسئولي،ة لا تقل أهمية وهي مد شريان الحياة للمهمشين.

مسارعة في عمل الخير

كانت حكاية الشبان ذوي الإعاقة بمثابة قرع الخزان، ليبدأ بعدها مشوار حملة الأمل، عبر نشر مئات القصص في صحيفة القدس تبناها خيرون داخل فلسطين وخارجها، واحتفلت حملة الأمل قبيل رمضان من العام الجاري بعيد ميلادها الخامس وسط حفاوة من المستفيدين والداعمين عبر سنوات عمرها الأولى.

ويفاخر السمودي وفريق المتطوعين من حملة الأمل بكل طالب حققوا حلمه بدخول الجامعة .. وبكل بيت بنوه لأرملة.. وبكل أسرة متعففة كفوها عناء السؤال، ويقول: غالبية المتبرعين لدينا من أهالي مدينة القدس، فكلما قلنا إنهم يقدمون الكثير قدموا أكثر فأكثر.. عطاؤهم لأهل الضفة وغزة لا ينضب.. لا يمكن أن تتخيل حماسهم رجالا ونساء وأطفالا في التسابق لتبني الحالات التي ننشرها.

ويشعر متطوعو حملة الأمل بالفخر لتوسع دائرة داعمي حملة الأمل، حيث وصل المتبرعون إلى الجاليات الفلسطينية في أمريكا وأوروبا والخليج.

ويشيد السمودي بالأسرى الذين لم يقصروا عن دعم حملة الأمل، فقد تبرع أسرى بمخصصاتهم لصالح أقساط طلبة وعائلات متعففة وكانوا سباقين في الخير.

خطوة غير مألوفة

وحول الصحافة وحملة الأمل يعلق السمودي: ما نقوم به في حملة الأمل ليس مألوفا في العمل الصحفي، وكانت خطوة جريئة من رئيس تحرير صحيفة القدس حينها المرحوم محمود أبو الزلف، الذي منحنا المساحة التي نريد في الصحيفة لنشر القصص الإنسانية، وكان يتابع وفريق التحرير والإدارة النتائج التي يحققها ذلك.

عديد مستفيدين من حملة الأمل التقيناهم وشرحوا لنا كيف تغيرت حياتهم بمداد قلم الصحفي السمودي، وكان أخرها عائلة متعففة من مدينة جنين بنت لها حملة الأمل بيتا، وللمفارقة فقد باشر متطوعو حملة الأمل ببناء المنزل في اليوم الأول من رمضان، وتم تسليم المنزل ليلة العيد في آخر أيام رمضان، وفي زمن قياسي.

( 14 منزلا ) تم بناؤها لأرامل، و(300 طالب جامعي) يدرسون على نفقة محسني حملة الأمل، و(20) عائلة متعففة تتقاضى رواتب شهرية، وعشرات الكراسي الكهربائية سلمت لذوي إعاقة، وتغطية تكاليف علاج لمئات الحالات، آلاف الطرود الغذائية واللحوم، وماكينات خياطة ومليون شيقل وزعت خلال رمضان من العام الماضي.. حصيلة أولية لبصمات حملة الأمل التي غدت قصة نجاح نثرت الخير في ربوع الوطن.

#شهر رمضان #

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com