اشترت والدة الطفل شادي فراح، 12 عاما، وهو أصغر أسير فلسطيني يقبع في السجون الإسرائيلية ملابس عيده الأول الذي يقضيه بعيدا عن الأسرة.

حزن

تقول أم شادي إن الأجواء في المنزل في العيد حزن وتوتر من أولادي الذين يسألون دائما "كيف شادي راح يعيد .. وكيف سترسلي له الملابس .. احنا راح نعيد بدونه".

وتضيف "كل عام أقوم بإعداد معمول العيد وشادي يساعدني، ولكن هذا العام لم نعمل رغم انني اشتريت مكوناته ولكن ما قدرت عمله".

وتقول أم شادي "توجهت للسوق لأشتري ملابس العيد لشادي وبينما كنت أمشي في السوق شاهدت كل الناس مسرورة وفرحانة مع أودلاها وهم يشترون .. دخلت عالمحل لشراء ملابس لشادي.. قلت للبائع بدي قميص وبنطلون لولد عمره 12 عاما بحكيلي خالتي كان جبتيه معك لأنه ما في تبديل. كان في ولد من جيله قلتله بحجم هالولد فعاد علي السؤال ليه ما جبيته معك كان أحسن".

وتابعت تقول "اشتريت الملابس وعيدان البخور، كان شادي يحب وجودها في المنزل، رجعت عالبيت وكل مظاهر العيد أمامي وكنت بفكر وأنا أمشي يا الله قديش مؤلم الشعور الحالي لأمهات الشهداء والأسرى.. كيف ما كنت أنا اشعر فيهم زي هلا .. مزبوط كنت ازعل بس الاحساس بختلف لما تكون أنت تعاني من نفس الظروف .. كنت بفكر بأهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم .. يا الله كيف احنا مقصرين معهم.. كان بودي اروح على بيوتهم واحضن امهاتهم".

وتشير أم شادي إلى أن "العيد أتى ومعه الذكريات والألم والمرارة".

وتستذكر العيد الماضي قائلة "بالعيد السابق لبسته بيدي القميص والكرافة (ربطة العنق). كان يحمل معه صورته ويتفقد معالم وجهه وشعره".

التهمة: طعن!

وكان شادي اعتقل بتاريخ 29 كانون الثاني الماضي، لحظة عودته من مدرسته في كفر عقب شمال القدس، وإخضع لجلسات تحقيق قاسية، بحجة نيته تنفيذ عملية طعن، برفقة زميله أحمد الزعتري.

وأجّلت المحكمة المركزية بالقدس محاكمة شادي، ومدّدت توقيفه حتى الـ 7 من كانون الأول القادم. وأكدت أم شادي أن نجلها أصرّ على إنكار التهم التي وجّهت له.

وأقدمت السلطات الاسرائيلية بعد الانتهاء من فترة التحقيق وحجزه بالمسكوبية لمدة ٥ أيام، على نقله إلى مؤسسة خاصة بالمعتقلين القاصرين في مدينة طمرة بالجليل الأعلى، تضم مجموعة من المعتقلين بتهم جنائية وأخلاقية.

وتقول أم شادي "مخاوفنا عليه تزداد يومًا بعد يوم، ومكوثه هناك يشكل خطراً على حياته"، مشيرة إلى أن جلسات المحاكمة تعقد بفترات متفاوتة، وبلغ مجموعها ١٥ جلسة، في كل مرة يتم تأجيلها.

وتشير الوالدة إلى أنه خلال زيارة شادي تلاحظ أنه دائم الابتسامة، رغم ظروف الاعتقال القاسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com