يمارس الفلسطينيون في محافظة الخليل شعائر عيد الفطر في أوّل أيامه عبر الحواجز العسكرية والسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية والبوابات الحديدية .

ورغم أنّ الأجواء لم تكن سعيدة، إلّا أنّ المواطنين حاولوا أن تكون حركتهم طبيعية واعتيادية كما الأعياد السابقة، بيد أنّ وتيرة الاغلاقات الراهنة لم تتكرر سوى في ذروة أحداث انتفاضة الأقصى قبل نحو خمسة عشر عاما.

ونشر بعض المواطنين صورا لتخطيهم بعض الإغلاقات لزيارة الأقرباء خاصّة في القرى والبلدات الجنوبية للمحافظة التي تعيش اشتدادا لوطأة الحصار بعد العملية الأخيرة التي قتل فيها مستوطن وأصيب ثلاثة آخرون قبل ستّة أيام.

وعبّر آخرون عن امتعاضهم من اصطفافهم في طوابير طويلة على ما تبقى من مداخل مفتوحة في محيط مدينة الخليل بانتظار السّماح لهم من جانب الجنود المنتشرين في هذه المواقع بالمرور، بعد فحص بطاقاتهم وتفتيش مركباتهم واحتجازهم مددا مختلفة من الوقت.

وفي هذه الأثناء، لم تتوقف إجراءات الاحتلال، فاقتحمت قوّة عسكرية مدرسة بنات بيت عينون شمال شرق الخليل، وكسرت أقفالها، وحوّلتها إلى ثكنة عسكرية، في الوقت الذي أعاد الاحتلال إغلاق العديد من المداخل التي فتحها المواطنين لتسهيل حركة تنقلهم في العيد، خاصّة في محيط بلدة بني نعيم المحاصرة لليوم السابع على التوالي.

كما أقام المستوطنون بحراسة أمنية مشددة خيمة على مدخل بلدة بني نعيم شرق محافظة الخليل، في محاولات لمواجهة الفلسطينيين الذين يتخطون الإغلاقات أو الذين يعيدون فتح الشوارع المغلقة التي يفارقها الجنود في بعض الأحيان.

وكان نحو خمسة عشر مواطنا فلسطينيا أصيبوا بالرصاص خلال اقتحام قوّة عسكرية كبيرة أحياء مدينة دورا جنوب الخليل، من بينهم خمسة شبّان أصيبوا بالرصاص الحي أحدهم إصابته خطرة كما أكّدت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد اختراق عيار ناري منطقة الصدر، وجرى إدخاله إلى غرفة العمليات في إحدى مستشفيات مدينة الخليل.

وأصيب العشرات بحالات اختناق في المواجهات التي أعقبت اقتحاما مفاجئا لوسط مدينة دورا حيث آلاف المتسوقين، الذين جرى تفريقهم وحصار كثير منهم لساعات طويلة داخل المحال والمجمعات التجارية.

وفي الوقت ذاته، أجرى جيش الاحتلال عمليات تفتيش في منطقة واد سود شمال شرق مدينة دورا، وأعاد اقتحام منازل عدد من المعتقلين قبل أيام، وأجرى عمليات تفتيش داخلها وعبث بمحتوياتها.

كما اعتقلت قوّة عسكرية الأسير المحرر يوسف صافي حمدان بعد اقتحام منزله في قرية خرسا جنوب دورا ونقلته إلى جهة مجهولة.

ويغلق الاحتلال كافة مداخل القرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية المطلة على الشارع الالتفافي المسمّى (خط 60) من شمال المحافظة إلى جنوبها، في الوقت الذي فتح فيه جنود الاحتلال بشكل جزئي بعض المداخل، بذريعة "التسهيلات بالعيد"، لكنّ المواطنين لا يرون في الأمر سوى شرعنة للإغلاق المتوالي، ومحاولة لتجميل صورة الإغلاق غير المسبوق منذ أعوام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com