يخلق عيد الفطر منافسة كبيرة بين الفسيخ المُنتج محليًا في قطاع غزة بكميات كبيرة، ونظيره من الكميات المستورد من خارج القطاع عبر المعابر.

وبدأت صناعة الفسيخ تزدهر بكثرة في قطاع غزة بالسنوات القليلة الماضية، سواء فسيخ "البراميل" أو "الرنقا" كما تُشتهر به في السوق المحلية، لما لذلك من عائد مادي، وفرص عمل لشريحة من العمال، في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

ورغم الظروف الصعبة لا يكاد يخلو منزل من الفسيخ على مائدة الإفطار في أول أيام عيد الفطر، حتى وإن كان ثمنه مرتفعا، وهناك من يتناولونه طوال العام لوفرته في الأسواق، فلا يكاد يخلو بتاتًا من الأسواق الشعبية وسط المحافظات، ولا ثلاجات بائعي اللحوم المُجمدة والأسماك.

عيسى سمور "64عامًا" من سكان بلدة بني سهيلا شرقي محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، واحد من تجار "فسيخ الرنقا"، منذ نحو خمس سنوات وهو يعمل بهذه المهنة، التي يطور من عملها سنويًا، نتيجة للطلب المتزايد.

"سمور" الذي يقوم بصناعة "الرنقا" بمعاونة عدد من أولاده طوال العام، يستقطب عمالاً إضافيين، قبيل عيد الفطر، لتجهيز كميات أكبر بكثير من الكميات التي يُنتجها قبل موسم العيد؛ فما بين "3_5طن" من الأسماك المستوردة يحولها لفسيخ.

ويأتي "سمور" بنوعين من السمك، وهما الأكثر إقبالاً في قطاع غزة، "السردينة المصرية"، وسمك "التونة" المعروف باسم " ماكريل" الذي يمتاز بطوله ونضارة مظهره، وهو الأكثر رغبةً وشراء من قبل أصحاب المتاجر، لوجود إقبال عليه أكثر.

طريق صناعة الفسيخ

ما إن تصل كميات السمك المطلوبة له، داخل ثلاجات، عبر معبر كرم أبو سالم، تضمن عدم تعرضه للتلف، يبدأ بإنزالها وتنظيفها جيدًا، واستخراج ما بداخلها، ووضعها في مياه نظفيه، ويحرص على تنظيفها وهي باردة، حتى لا تتلف أثناء التنظيف.

بعد ذلك يضع الملح عليها مدة يوم إلى ثلاثة، بعدها يُعلقها على قضبان حديدية مُعلقة، داخل أفران تتسع لحوالي "200كجم" للفرن الواحد، وأسفل يُشعل الفحم "والنجارة"، وتبقى تحت تأثير التدخين داخل الفرن مُحكم الإغلاق من 6 ساعات ليوم.

وما إن يتم إخراجها تبقى حوالي ساعتين خارج ثلاجة التبريد، التي تكون تحت الصفر، حتى تذهب الحرارة من داخلها، ويتم بعد ذلك وضعها داخل كراتين بشكل ومظهر جذاب، ووضعها داخل الثلاجات، وإرسالها للمحال، وعرضها للبيع.

وحول طريق تناولها "حسب سمور" تكون إما عبر قليها في المقلى، أو شواء على النار، أو داخل الفرن وحلة الكهرباء؛ أما الرنقا المصرية، فلا يتم تنظيفها من الداخل، سوى من الخارج فقط، وتُحضر بنفس الطريقة، والإقبال عليها كبير، لانخفاض سعرها.

يقول "سمور" لمراسل وكالة "صفا": "كنت أعمل داخل (إسرائيل) في هذه المهنة، ومنذ أن توقف عملنا، طبقتها هنا في غزة، وما زلت، وتزاد سنويًا، حتى أصبحت أحد أكبر المصدرين للفسيخ على مستوى قطاع غزة طوال العام، خاصة في موسم العيد".

ويضيف خلال إشرافه على عمل العمل "ننتج خلال فترة العيد ما قبل وبعده حوالي (3_5طن)، والطلب يزداد سنويًا، لأنه الجودة عالية، تضاهي مواصفات المستورد، والثمن أقل، فالذي نصنعه كيلو "رنقا التونة/ ماكريل" لا يزيد عن 25 شيقل للمُستهلك، وأقل أحيانًا، أما المستورد فلا يقل عن 45 شيقل".

ويتابع "أما المصرية فتُباع بـ 15 شيقلا، والمستورد أكثر تصل لـ18 شيقلا"؛ مُشيرًا "الرنقا" لدينا أفضل من المستوردة، وطازجة، ولا يمضي على أقدم كمية تُباع في السوق على صناعتها أسبوع، فهناك كميات حال الطلب ننجزها في يوم واحد، من خلال إضافة كميات أكثر من الملح، وتنزل السوق طازجة للتو تم تحضريها".

ويستطرد "المستورد يكون مصنع قبل أشهر، أما المحلي فيُنتج وينزل السوق مباشرة؛ كثير من المحال الكبيرة تأخذ منا سنويًا، ويفضلون منتجنا المحلي عن المستورد؛ وسعره في متناول الجميع"؛ لافتًا إلى أنه يستوعب عمالاً إضافيين خلال موسم العيد، ويُشكل ذلك مصدر رزق لهم.

العامل صبري سمور في العشرينات من عمره، ينتظر سنويًا موسم العيد كي يلتحق بالعمل مع أقربائه، مقابل نحو "50شيقلا" يحصلها يوميًا على مدار كثر من عشرة أيام عمل في صناعة الفسيخ، ويقول لمراسل "صفا": "كل سنة أعمل هنا؛ فرصة جيدة لكسب الرزق، خاصة أن العمل يزداد سنويًا ولا ينقُص رغم الظروف".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com