يقف والد الشهيد ثائر أبو غزالة رافعا لافتة تحمل أسماء وصور 9 من شهداء القدس والضفة الغربية المحتجين لدى الاحتلال بعد أن نفذوا عمليات فدائية في القدس المحتلة وأرجاء إسرائيل ماطلبا العالم بالتدخل من أجل وضع حد لمعاناة عائلته وعائلات الشهداء، في مسيرة نظمت وسط رام الله قبيل العيد.

يقول والد الشهيد أبو غزالة إن جثمان إبنه محتجز منذ تشرين ثاني الماضي وأن حياة العائلة لا تعد كما كانت في السابق فهو حاضر في كل شيء منها وقد مر رمضان بصعوبة بالغة على والدته التي تعاني من نوبات عصبية جراء الحز الشديد الذي تعيشه في انتظار السماح لها برؤية إبنها ودفنه وفق الشريعة الإسلامية.

وتنقضي أيام الشهر الفضيل سريعًا ويقترب العيد إلا عند عائلة أبو غزالة، فهي تقول إنه يمر عليها "كأنه دهر أو أكثر"، "فهذه السنة الأولى التي لم أستيقظ على صوت إغلاقه باب المنزل وهو خارج لإيقاظ الناس إلى السحور" يقول والده.

ويقول والد ثائر يقول، بصوت يعتريه البكاء، إن العائلة لم تكن تجتمع على المائدة مطلقًا بداية شهر رمضان، بل يجلس كل واحد منهم في ركن من أركان المنزل دون حراك.

والشهيد ثائر هو الأكبر بين أشقائه وقد نفّذ عملية طعن في مدينة "تل أبيب"، وأصاب خلالها أربعة إسرائيليين.

كان الشاب (19 عامًا)، والذي يحتجز الاحتلال جثمانه منذ نحو تسعة أشهر، يعود من عمله قبيل الافطار بقليل، فتوسّع لها العائلة مائدتها وترص المقاعد ليجلس بينهم لكن رصاصات الاحتلال غيّبت ذلك كله.

ورغم مرور أشهر كأنها سنوات على عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم، إلا أنها تترقب في كل ساعة خبرًا تتمناه بتسليم جثامين أبنائهم، لتكريمهم بدفنهم.

ويحتجز الاحتلال جثامين تسعة شهداء وهم: وبهاء عليان، وعبد المحسن حسونة، ومحمد أبو خلف، ومحمد الكالوتي، وعبد المالك أبو خروب من القدس، وعبد الحميد أبو سرور من بيت لحم، الشهيدة أنصار هرشة من طولكم، والشهيدة مجد الخضور من الخليل، والشهداء الذي سقطوا نهاية رمضان الجاري.

شعور لا يوصف لعائلات الشهداء

وبنظرات شوق تملؤها الدموع، تطوف والدة الشهيد بهاء عليّان مرافقة زوجها للبحث عن جثمان ابنهما بهاء "المثقف"، والذي يحتجزه الاحتلال منذ أكثر من ثمانية أشهر، فنار الشوق تستعر كلما مر الوقت، ولن تخمدها إلا لحظة اللقاء، كما تصف.

وتقول: "مشرحة أبو كبير كانت أصعب الأماكن التي وصلت إليها وأشدها بردًا، فقد كنت قريبة منه جدًا، وتفصلني عنه بضع بوابات وثلاجة، لكن الألم كان مضاعفًا.. أن تفصلك بضعة أمتار عن قلبك، وأنت عاجز عن الوصول إليه.. إنه الشعور الأصعب على الإطلاق".

ونفّذ الشهيد عليّان والأسير بلال أبو غانم من جبل المكبر بالقدس عملية إطلاق نار وطعن داخل حافلة إسرائيلية، موقعًا ثلاثة قتلى إسرائيليين وإصابة آخرين.

ليست عائلة عليان وحدها من تفتقد فلدة كبدها في هذا الشهر الفضيل، فهناك ثماني عائلات أخرى ما زالت تنتظر أبناءها على مائدة الإفطار.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com