شهدت الفترة الأخيرة احداثا مختلفة ومؤلمة على مستوى الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل بما يتعلق بمكانة المرأة العربية تقدمها وتطورها في المجتمع العربي بشكل خاص والإسرائيلي عامة، حيث ظهرت مؤخرا بعض الجماعات التكفيرية في عدد من البلدات العربية، التي أصبحت تهاجم نساء قياديات وناشطات نسويات باشكال مختلفة من خلال الكلام البذيء او تشويه السمعة، او والاعتداءات كلامية متكررة الى جانب التهديدات والمنشورات الفيسبوكية الظلامية وكل ذلك باسم الدين ومخافة الله.

ومن الملفت ان هذه الجماعات تهاجم بشكل مخطط ومدروس فئة محددة من النساء في مجتمعنا وهن اللواتي يشغلن مناصب رفيعة ويعملن على ادخال نشاطات ثقافية ويساهمن في ثورة فكرية من شأنها ان تجر عجلة الجماهير العربية نحو الامام، نحو غد اكثر اشراقا واكثر انفتاحا وتطورا.

وكما يبدو فان هذه الجماعات التكفيرية بدأت بتوسيع نشاطاتها وامتدت زعانفها حتى وصلت الى جمعيات تنادي بحرية المرأة وحقها في العيش بسلام والتعلم والتقدم وترفض ظاهرة قتل النساء وتحاربها وتناهضها، حيث تصل هذه الجمعيات تهديدات بالقتل وما الى ذلك، كما ولم تكتف بذلك، بل أصبحت تتهجم بشكل مباشر على شخصيات اجتماعية وسياسية داعمة للمرأة ونشاطاتها وتطورها حيث بدا من الواضح ان هذا التطور يؤثر إيجابيا على تطور البيئة المحيطة في المجتمع العربي ويبشر بمستقبل مزدهر وجديد بعيد كل البعد عن الانغلاق والتخلف والرجعية الفكرية والمجتمعية والمهنية.

وفي ظل التوتر السائد في المجتمع الذي سببته ظروف عديدة منها الاحتلال وانتشار الافات المختلفة مثل العنف، والسياسة المتطرفة والعنصرية التي تتبعها الدولة ضد الجماهير العربية في الداخل، من سن قوانين تمس بكرامتهم كمواطنين والحد من حرياتهم المختلفة بمختلف الطرق والوسائل، الى جانب منعهم من حقوقهم الأساسية وإصدار القوانين التي تمس بمعيشتهم الى جانب الازمات الاقتصادية التي يمر بها المجتمع نتيجة عدم التكافؤ في الفرص وامور أخرى، في ظل هذا كله وجدت هذه الجماعات لها بيئة خصبة لتنمو وتتكاثر دون رادع او مانع وبدعم مباشر وغير مباشر من الحكومة والشرطة التي من الواضح انها ترى ولا تفعل، وبالطبع وسط تخاذل وتجاهل القيادات العربية التي انشغلت بالقشور وتركت ظواهر سلبية منها العنف عامةً والعنف ضد النساء والتهديدات والجماعات الداعشية تنمو وتكبر وتتغلغل اكثر واكثر، حتى اصبحنا بدل ان نرى بوادر الازدهار والانتعاش باختلافها اصبحنا نرى بوادر الرجعية والتخلف والفتنة تطال كل بيت تطغى عليه ذكورية المجتمع وبساطة افراده.

ديانا قاسم: بسبب تخاذل الشرطة ساد قانون الغاب يتم الاعتداء على كل ما لا يرونه يدعم أفكارهم الرجعية دون رادع

ديانا قاسم الناشطة النسوية قالت لـ"بكرا" معقبة: للاسف ما يحدث في الاونة الاخيرة من اعتداء على نساء في مجتمعنا العربي مقلق جدا ومحزن بشدة، وهذا ليس وليد صدفة وانما ترسبات وتراكمات مفاهيم اجتماعية خاطئة، بذرائع مختلفه منها عادات والتقاليد تشبه أيام الجاهلية، ونسيان الامور الطيبه والحسنه والعلاقات الحميمه بين الناس، كان الماضي يحمل أملا ومستقبلا باهرا بعيدا عن الضغينة والعنف باشكاله المختلفة.

وتابعت: لقد تناسى المعنفون ان المرأة المعتدى عليها ممكن ان تكون اما، اختا او صديقة، هذا التفكير السلطوي الذكوري للاسف يطغى في حالات الاعتداء والقتل، فنبرر للرجل المعتدي ونتهم المرأة الضحية، ونحكم عليها من منطلق لبسها او نشاطها الاجتماعي او عملها ،لانها رفضت ان تسير وفق تعليمات المجتمع الذكوري وفكره المتعصب المتجذر من فكرة ان المرأة مكانها في البيت، ورغم التطور الذي وصلت اليه المجتمعات الا ان مجتمعنا للأسف ما زال يفرح عندما يولد الصبي ويحزن عند ولادة البنت.

كما تطرقت الى الحوادث في الفترة الأخيرة حيث قالت: الحوادث التي نشهدها مؤخرا علينا تحمل كامل مسؤوليتها، علينا الاخذ على عاتقنا احداث التغيير وايجاد بدائل بعيدا عن العنف اللفظي الكلامي، الجسدي ،النفسي وغيره، والبدء من ترسيخ التربية على المساواة بين الجنسين في كل منزل، والتعليم على تقبل الاخر مهما اختلف عنا.

وتابعت فكرتها قائلة: علينا تعلم ثقافة الحوار لانها الطريقة الوحيدة للعيش بامن وامان ، فالعنف على اختلافه يهدد النسيج الاجتماعي ويشعل الفتنة وإمكانية الحرب الاهلية ،وهذا عمليا ما تنتظره سلطات الاحتلال بعدما نجحت في تفعيل وكلاء لسياستها عبارة عن اشخاص يعيشون معنا وفي مجتمعنا،لا يمتوا للديانات ولله وقدسية الديانات بصله، يتحدثون باسم الله ويكفرون من لا يحلو لهم ،ويتكلمون بامور الدين، وان تعاليم الدين بعيده عن منهجهم، الدين تسامح محبه وسلام، والانكى اننا نرى بعض الأشخاص البسيطين ينصتون لهؤلاء، وبسبب عدم وجود حماية لشعبنا وتجاهل الشرطة كليا لقضايانا وبالاخص قضايا العنف اصبح قانون الغاب سائد ويتم الاعتداء على كل ما لا يرونه يدعم أفكارهم الرجعية دون رادع.

منال شلبي: المؤسف هو انعدام خطوات عملية من القيادة لتوقف هذا الفكر والمد التكفيري

النسوية منال شلبي قالت متطرقة في حديثها الى التهجمات الكلامية التي حصلت مؤخرا للناشطة سمر سمارة من الطيرة حيث قالت: ما حصل مع رفيقتي وزميلتي سمر ومع جمعية نساء ضد العنف هو امر غاية في الخطورة وهو لا يبشر الكثير كون هذه التصريحات والتهجمات والاعتداءات الكلامية والشتائم تتكرر بوتيرة عالية، وقد تصل الى اعتداءات جسدية.

وتابعت متسائلة: من نصب هؤلاء اوصياء على النساء!؟!لماذا يسمحون لانفسهم بتحليل وتحريم تصرفات وسلوكيات الفتيات والنساء؟! اخطر ما يحصل الان في مجتمعنا هو الفكر التكفيري، تكفير كل تصرف وعمل مغاير لفكرهم، والاخطر منه الصمت المجتمعي اتجاه هذا الفكر التكفيري، وعدم الرد والقيام بفعاليات مضادة ترفض رفضا قاطعا ما يحدث من تمادي وانتهاك للحريات الشخصية والفردية للنساء.

وأضافت لـ"بكرا": تركوا كل شيء، تركوا الاحتلال والممارسات القمعية للاحتلال، تركوا هدم البيوت والبطالة والفقر وإنتهاكات اخرى واصبح لباس المراة ومشيها في ساعات المساء شغلنا الشاغل، هذا ما يشغلنا!!! تارة مغنية غنت في يوم العودة ولا نريد ان نسمعها، تارة نساء يشاركن بدبكة وتارة صبايا يتمشين في ساعات المساء. والمؤسف اكثر هو انعدام خطوات عملية من القيادة لتوقف هذا الفكر والمد التكفيري واتخاذ خطوات تتعدى البيانات والمنشورات الفيسبوكية، علينا جميعا العمل على بناء برنامج عيني بتعاون جميع القيادات النسوية والاجتماعية والسياسية لبناء خطة عمل عينية ومع اهداف واضحة لاجتثاث هذا الفكر وخلق بدائل فكرية وعملية ومجتمعية مفيدة وبناءة ، خلق قوى مجتمعية فعالة ضد تكفير النساء التي تعطي شرعية مبطنة لقتل وتعنيف النساء. نريد خلق حيزا امنا للنساء والفتيات بدل التكفير، ان نقوم بتطوير مجتمعنا وتحفيزه على النمو وتحقيق الذات والطموحات والحق في الاختيار الشخصية، لعل هذه الاحداث المتتالية تحفزنا لبناء خطة عمل عينية لمواجهة هذا الخطر

سماح اغبارية: كل الظواهر الرجعية والتهجم على نساء ومبادرات وناشطات نسويات مؤشر لفشل النهج الذكوري الذي أودى بِنَا الى هاويه اخلاقيه 

النسوية سماح سلايمة اغبارية مديرة نعم- جمعية نساء عربيات في المركز قالت في ذات السياق ل،"بكرا": في حال ضياع البوصلة المجتمعية ، تطفوا كل الشوائب على السطح وتعمي أبصارنا، ودوما تقع ضحيتها النساء والفتيات، فتنسى كل بلاوي المجتمع لتجمع وتقعد على اكتاف النساء، أعلنها هنا وبصراحة، ان نساء المجتمع الفلسطيني لم ولن يكن ابدا سبب اي مشكله اجتماعيه، سياسيه تاريخية ، لم نكن نحن معشر النساء ابدا سبب النكبة او النكسة او فشل الربيع العربي. ولن تقوم لهذا الشعب قائمة دون ان نأخد نحن زمام الامور او على الأقل نشارك بدورنا بحل الامور. فإن كل الظواهر الرجعية والتهجم على نساء ومبادرات وناشطات نسويات مؤشر لفشل النهج الذكوري الذي أودى بِنَا الى هاويه اخلاقيه اجتماعيه تدفع ثمنها النساء المستضعفات.

وتابعت: عندما تفشل قيادات المجتمع من النهوض به وتحريكه قدما تصب خيبات الامل والضغط والفشل على النساء ، نلوم الضحية بالتحرش بها، بدل علاج البطالة مثلا نتهم النساء في الشوارع بأن الشباب صايع!، بدل التربية لإحترام الغير وعدم التعرض للأملاك العامة نحاول الغاء كل نشاط فيه اختلاط وثقافة بواسطة تدمير الساحات العامة والاضاءة وحاويات الزباله . لا احب ان اسمي هؤلاء العابثين في مستنقع مجتمعي دواعش ،لانها موضه ان نقول هم دواعش متطرفين ونعفي أنفسنا من المسؤوليه ، هذا الصنف من الرجال اساسا يبحث عن السيطرة والاهتمام ولفت الانتباة بكل طريقه عنيفة او مسيئة لذلك علينا نبذ التطرّف بانواعه، ان لا نتعاون مع اي تيار تكفيري او تخويني ايا كان. فهم اوجه لعمله واحدة وبهما تدمر اقوى المجتمعات.

نائلة عواد: أساليب تهدف بالاساس لتضييق الخناق على بنات وابناء شعبنا لمنعهم من ممارسة حقهم/ن في الابداع والفن، الرياضة والتنقل والعمل!

نائلة عواد مديرة جمعية نساء ضد العنف نوهت قائلة: هذه ليست المرة الاولى التي يتم بها استعمال اساليب التحريض، القمع ، التهديد والتجريح الشخصي ضد ناشطين وناشطات والتي تهدف بالاساس لتضييق الخناق على بنات وابناء شعبنا لمنعهم من ممارسة حقهم/ن في الابداع والفن، الرياضة والتنقل والعمل ،والظهور بالحيز العام بحيث واجهنا مثل هذه الاساليب بأحداث سابقة منها ماراثون النساء وفعاليات مجتمعية ووطنية اخرى بحجة كونها مختلطة

وتابعت: نقول لهم لن تثنينا كل محاولاتكم البائسة في أن نرفع صوتنا عاليا صوت الحق والإنسانية وفي مواجهة ظلاميتكم وفكركم الداعشي هذا، وسنبقى شوكة في حلوقكم .

عهود شبيطة: محاولات محمومة ومدروسة من جماعات لديها اجندات معادية للتعددية الفكرية والانفتاح الثقافي

النسوية عهود شبيطة مديرة مركز الشبيبة في خطر قالت لـ"بكرا" بدورها: ما يحدث من هجوم على نساء ناشطات وعلى حريتهن وعلى المبادرات الثقافية والفنية والرياضية وعلى شخصيات وطنية سياسية ليس بمحض الصدفة، ووصل الى حد التحريض مما يعرض حياه الافراد الى خطر حقيقي، وانا احمل المسؤولية الكاملة لكل من لا يتورع عن الانقضاض على كل حدث ثقافي او نشاط نسوي ويستعمل كلمات تحمل في طياتها تحريض وعنف واضح مما يدفع الكثير من الزعران التي تعتد بهم الذكورية لحمل السلم بالعرض ومحاوله الايذاء، وصمت البعض يثير علامه سؤال كبيره .

وتابعت متطرقة للاعتداءات الكلامية ضد سمارة حيث قالت: وما حدث مع رفيقتنا سمر سمارة الناشطة السياسية والمبادرة لكثير من النشاطات الثقافية مع مجموعة من النساء والاصدقاء والرفاق هو امتداد لعمليه تحريض على وسائل الاتصال الاجتماعي بدأها اشخاص بأسماء معروفه لبسوا ثوب الحمل ولكنهم اثاروا فتنة بين ابناء البلد الواحد فظهرت الاسماء المستعارة وبدأ الهجوم المسعور ليطال ايضا شخصيات وطنيه اخرى وناشطة وهذا يدل على سقوط اخلاقي وحاجة ماسة لاعادة تقييم منظومه القيم والاخلاق لدينا التي تلوثت بفعل المغالاه بالافكار الظلاميه والمتطرفه والتي تعتبر دخيله على مجتمعنا.

وأضافت: اعتقد ان هناك محاولات محمومة ومدروسة من جماعات لديها اجندات معادية للتعددية الفكرية والانفتاح الثقافي . واجبنا جميعا كنساء اولا وكمؤسسات وكافراد ثانيا الصمود والوقوف ضد كل من يريد الاعتداء على حريتنا وكرامتنا وما يحدث لن يزيدنا الا اصرارا ولن نسمح بتحجيم نشاطاتنا الثقافيه باستغلال الدين لتحريك المشاعر وتهييجها ضدنا ومن لديه انتقاد ليناقش ويحاور باحترام، اما ان بتخفى كخفافيش الليل تحت اسماء مستعارة ويبدأ بالتحريض فهذا امر مرفوض ويعكس المستوى الدنيء لمرتكبي هذه الافعال الظلامية المتحجرة.

ميسم جلجولي: الحملات الشعواء ضد كل من يختلف عنهم بفكره او مظهره هي مؤشر خطير وتحمل في طياتها بوادر انقسام من نوع جديد

الناشطة النسائية ميسم جلجولي عقبت بدورها لـ"بكرا" قائلة: للاسف الشديد هناك بعض العقول المريضة في مجتمعنا والتي تتغذى على افكار متخلفه ان لم تكن داعشية. وهذه الحملات الشعواء ضد كل من يختلف عنهم بفكره او مظهره هي مؤشر خطير وتحمل في طياتها بوادر انقسام من نوع جديد، وللاسف الشديد هؤلاء الشباب المتعصبون يلقون في بعض الحالات تشجيعا من قبل بعض الفئات.

وأضافت: نحن مجتمع عليه التعايش مع الاختلاف والتنوع الثقافي والفكري. وعلينا ان لا نبدي اي نوع من التسامح تجاه هؤلاء. في المجتمع اليهودي هناك تقطب كبير بين العلمانيين والمتدينين. ولكن كل فئة من هذه الفئات تعيش في بيئة منفردة، في مدن وحارات منفردة، وليس هنالك اختلاط يومي. نحن لا نستطيع كمجتمع ان نعيش بهذه الصورة. لذلك علينا ان نكثف الجهود لايجاد طريقه للوفاق. وهنا يأتي دور القيادات والاحزاب التي يجب ان تفيق من سباتها قبل فوات الاوان

سمر سمارة: عملاء ملتحين همهم الوحيد محاربه المرأة وتشويه صورتها والطعن بشرفها

وقالت بدورها الناشطة الاجتماعية والنسائية سمر سمارة لـ"بكرا": هناك حملة تحريضية من قوى رجعية ظلامية في مجتمعنا العربي، ففي الفتره الاخيرة هناك هجمة على ما هو ثقافي فني تقدمي تحت غطاء الاخلاق والدين من قوى داعشية، بحيث اصبح الفكر الداعشي يتغلغل في بلداننا ليصل الى داخل بيوتنا في بعض الاحيان . وهنا علينا ان نكون قوى واحده للتصدي لهؤلاء الظلاميين ومنعهم من الوصول الى شبابنا واقصد هنا الجنسين للسيطره على عقولهم من خلال احاديثهم باسم الله والاسلام وكلاهما برئ منهم.

وتابعت: هولاء عملاء ملتحين همهم الوحيد محاربه المرأه وتشويه صورتها والطعن بشرفها، حتى طالت انيابهم وانتشرت سمومهم واصبح اتباعهم يتمادون باسم الله والدين ليوجهون الانظار لجسد المرأه لايجاد ما يروه مخالف لفكرهم الداعشي فيحكموا عليها بلاعدام وكأن هذا ما يريده الله والدين . وبهذا ينشغلون عن قضايا شعبهم ووطنهم ...ومره اخرى ومن خلال موقعكم اتوجه لكل القوى اصحاب الفكر النير الذي يصبو لان يكون مجتمعنا مثقف واعي يخلو من تلك الشوائب ان نعمل معاً على فرز ما بين القوى العقلانية المتنورة عن القوى الظلامية الداعشية المتحجره قبل فوات الاوان، فقد بات الهجوم والتشهير والتحريض على النساء ليس فردياً بل عملاً مخططًا ومدروسًا، وكلنا يعلم ما حدث لنا في مدينة الطيرة خلال فتره رمضان ماركت من تحريض على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل اناس لهم تاثيرهم القوي من خلال مواقعهم ومراكزهم المهنيه والاجتماعيه فهم اول من اطلق شرارة التحريض فكان لهم التاثير القوي على عقول بعض الشباب.

عربية منصور: وطني ما عاد يذكرني إلا بالجسد

بدورها اختارت النسوية عربية منصور ان تعقب بطريقتها حيث قالت: "وطني ما عاد يذكرني إلا كجسد هكذا اختارت احدى الصديقات وصف حالة مجتمعنا"، وأكملت الصديقة "ما يحدث اليوم في جميع البلدات العربية هو انفلات لشيطان الذكورة، وكأنه ذلك الشيطان حبيس الانبوبة والذي سمعنا عنه في قصص جداتنا، حين تحرر من الانبوبة احرق الاخضر واليابس باسم السلطان وقوة مكانة المنبر واثره على الناس البسطاء". كلمات هذه الصديقة ذكرتني بكلمات محمود درويش وصوت والحان مارسيل خليفة: اني اخترتك يا وطني حبا وطواعية ،اني اخترتك يا وطني سرا وعلانية ،اني اخترتك يا وطني فليتنكر لي زمني ، ما دمت ستذكرني.

وتابعت: على وقع كل ذلك اود ان أشارككم بإحساس من يعيش الغربة ببلد كان يوما وطن الجميع . وطن يطيب العيش به . وطن تسوده الطيبة والبساطة ومحبة الخير. وطن وعلى الرغم من مآسيه السياسية يسوده الاحترام والتضامن التعاضد، مما يشكل حصنا حصينا لكل فرد فيه. وطن محصن بالعزة والكرامة. واليوم ما عاد فيه غير لغة الاقصاء والتجريح والنبذ، ليس من عدو خارجي وإنما ممن كانوا بالأمس القريب اهل وأصدقاء وجيران ومعارف نلتقي بهم بكل مكان في المرافق الحياتية المختلفة. وسؤال المليون برميل بترول: ماذا حصل لنا وكيف اشتدت قرون الثيران لتناطح وتقتل وتجرح دون محاسب في دولة حسها الامني يكاد يخترق العقول لمراقبتها ؟ كيف لهذا الحس ان يختفى حين بدأنا بقتل احدنا الاخر وحين انطلقت الحناجر بالمسبات بيننا وحين بدأت الاصابع تنكش الاحرف المعدنية وتكتب ابشع الكلمات وتنعت الناس بأبشع الصفات. هل سأل احدكم كيف لدولة الامن والقانون ان تسكت على ما يجري بيننا من المؤكد ان صالوناتنا تطرح الموضوع وتتساءل حول اطلاق عنان حرية التعبير الجارحة والمسيئة بالذات للنساء بينما تعتقل وتحاكم شاعرة نصراوية تكتب وجعها حول ما يجري في القدس وأيضا اطلاق عنان الرصاص بحرية طالما هو بيد فتية مأجورين من ابنائنا وموجه لأبنائنا ؟ من من اصحاب المنابر يمكنه ان يعطي تحليلا لهذا لوضع؟

وأضافت منصور: وطن يقتل فيه النساء والرجال على اثر خلافات اغلبها اما مادية او أسرية. وطن ناسه ادمنت الكتابة والتشهير بالآخرين من خلف شاشات معدنية , مستغله بذلك قوة اثر لغة الدين على القارئ والمصغي. وطن تقمع فيه الحريات الشخصية في ظل دولة " ديمقراطيه يثير التساؤل حول العلاقة بين تردي اوضاعنا الداخلية وانشغالنا بنشاطات المرآة ( لباسها ,تحركاتها , نشاطاتها ومواقفها الاجتماعية او السياسية والثقافية) وبين رضى المؤسسة وسكوتها تجاه ما يحصل. بقضايا القتل لدي تصور كما للكثيرين منا بان الدولة لها موقف :" طالما القتل بينهم فهذا افضل لنا. لينشغلوا ببعض وللنهش بالأرض ما طاب لنا, لنهدم العراقيب للمرة المائة ولنرحل اهل ام الحيران ولنعطيهم مسارات للصلاة في مسجد الاقصى ولينشغلوا بالثأر من بعضهم البعض. ولكن اذا تعدوا حدود بلداتهم سنقف لهم بالمرصاد وسيعاقبون على ذلك اشد العقاب ".

ونوهت: وطن باتت اراضيه الزراعية مكبا للنفايات دون سائل لإعادة خضرتها , لا يمكن إلا ان يكون وطنا تنكر اهله له وأعلو فيه المآذن دون مؤذن. وبنوا فيه المعابد ولكن دون مصلين واعتلوا منابر معابده شخوصا احسوا عظمة المكانة خطبهم مليئة بالكراهية دون رحمة او انسانية او وعظة لمحبة الانسان لأخيه. منابر مشغولة بالذم والقدح والتهديد . منابر لحناجر مبحوحة مهووسة بذكورتها وأكثر هوسا بأنوثة النساء , لا يمكن ان تبني او تساهم في تطور مجتمع انساني مبني على الاخلاق الحميدة وعلى الانسانية. لا يمكن لهذه الحناجر ان تخلق روح الانتماء لا للأرض ولا لعرض الارض.

وأشارت قائلة لـ"بكرا": ما يحصل اليوم بشوارعنا وبلداتنا من عنف كلامي وجسدي وما يحدث بالشبكات العنكبوتية من كتابات محرضة وجارحة ومغرضة تجاه بعضنا لا ينم إلا عن حالة انحطاط ليس لها مثيل في التاريخ. وان دلت على شيء فهي عنوان لمرحلة احباط فردي واجتماعي على حد السواء. بطالة وفقر معيشة وفقر فكر ومؤشرات عديدة لحالة عدم الانتماء , جميعها مؤشرات لحالة احباط فردية واجتماعية اضاعت الطريق بفقدان البوصلة ما بين الخير والشر بين ما هو خاص والعام , بين الاحساس بالانتماء والاحتواء . ولتصويب البوصلة هناك حاجة لفتح الموازنات ما بين الشخصي والاجتماعي. هناك حاجة لملئ الفراغ ألفكري وهناك عجز كبير في الانتاج مقابل حالة تخمة في الاستهلاك. واستدركت: العنف في البيت والمدرسة والشارع جميعها مؤشرات لهذه الحالة وهناك من يستغل هذا الفراغ للتحشيد والالتفاف حول اجندات عقائدية. لا يمكن ان تكون حمية ذكور البلد وبجميع البلدات العربية , على فتيات البلد ونساءها عنوان الساعة والساحة العامة. النساء لسن اداة لاشفاء من يعيش حالة الاحباط. النساء لسن مشاعا لأحد كما هم الشباب والرجال ليسوا مشاعا لأحد. ليس فينا احدا مشاعا لأحد. تستغل منابر المساجد لتثوير حمية الشباب على الفتيات وهي لغة تلاعب بعقولهم وتوهمهم بسلطان وقوة تغطي لديهم على عدم تقديرهم لذواتهم. والأجدى لمن يحرضهم على الزعرنه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي او في الشوارع , ان يزرع فيهم التقدير الذاتي وان يساعدهم على مواجهة مصاعب الحياة وعقباتها بشكل بناء مبني على احترام ذواتهم واحترام الاخرين .

واختتمت منصور قائلة: بالنهاية لن استجدي عطف القيادات جمعاء بيسارها ويمينها لوضع حد لجميع التجاوزات والانتهاكات لحقوق الافراد وتحديدا حقوق النساء. الجميع مشارك في تثبيت حالة الاحباط الفردي والجمعي ولن اعفي احد من ذلك. حيث ان لحسابات السياسية الذكورية والضيقة لليسار قبل اليمين ساهمت بوصولنا لهذا الحال حتى وان ظهرت بقشورها وكأنها تقدمية، جرائم قتل النساء مواسم حزبية للدعاية والإعلان , جرائم القتل بشكل عام وإطلاق النار اليومي على البيوت الامنة في البلدات العربية ايضا مواسم للزعامات القيادات ألحزبية. دون رؤية استراتيجية عينية مقترحة للحد من حالة الاحباط ستبقى الاجندات السياسية الدينية حاضنه رحبة الصدر لتقضي على ما تبقى إنسانية الفرد.

كما ووجهت كلمة اخيرة لأحزاب اليسار حيث قالت: النساء تدفع ثمن اجنداتكم بذكورتها حتى وان ادخلتم نساءا بين القياداتها والدليل على ذلك شراكاتكم مع نظام العائلية التقليدي في السلطات المحلية وتحالفكم مع الحركات الاسلامية في بعض البلدات. هبوط الثقافة وانحصارها بأرداف المرأة وسيقانها لم يأت بالصدفة وحاضنته الاولى كانت قاعات البلديات. سهولة تجريح المرأة والتشهير بها لم تأت بالصدفة .الوطن ليس بناء حجري وانما بناء انساني فيه محبة وتسامح وتكاتف واحترام متبادل وحق لكل فرد فيه بالعيش الحر الكريم دون فرق بالجنس او العقيدة . وطني فاقد للوطن ومعنى الوطن ما عاد يذكر اهله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com