رمضان شهر الروحانيات والحنين إلى الماضي بعراقته وأصالته، مما يدفع الكثيرين لصناعة ديكور الخيمة الرمضانية أو بيت الشعر في منازلهم لاسترجاع تراث الأجداد والبداوة بشكل متطور يحمل الطابع التراثي الرمضاني بشكل متجدد، وتتنافس السيدات في شراء العديد من القطع التراثية المعبرة عن رمضان مثل المخدات الصغيرة والفوانيس والمفارش واستخدام قماش التيراز الرمضاني الأحمر الذي ارتبط بشهر رمضان خلال السنوات الأخيرة كما خصص العديد من السعوديين مواقع في منازلهم لاستقبال الضيوف في بيوت الشعر.
قماش رمضان
يقول علي القحطاني صاحب محل خرداوات في مدينة أبها: الإقبال كبير على القطع الرمضانية من الفوانيس والأدوات المنزلية، وعزز ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وتنتشر حالة تنافس لخلق الأجواء الرمضانية في المنازل خاصة الأقمشة المزينة للحوائط والجدران، وهناك العديد من الخيارات للمرأة لتتمكن من خلق جو رمضاني مثير وسط تعددية الأشكال والموديلات، وتقبل السيدات على شرائه وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم، ويعرف بقماش رمضان، ويختلف السعر من مكان لآخر، ففي الأسواق الشعبية يباع السعر بدءًا من 10 ريالات للقماش المصري، وبعض الأماكن تبيعه بـ20 ريالًا، كما يأتي منقوشًا بعبارات ترحيبية عن رمضان، بينما النوع الصيني سعره 8 ريالات للمتر الواحد.
شعبية مصغرة
وأشار فهد الشهراني أحد المهتمين بالمجالس التراثية إلى أن المجالس الخاصة الصغيرة في الملحق الخارجي تحولت إلى شعبية مصغرة، فيها الجلسة التقليدية المعتادة خلال شهر رمضان، بل إنها عززت من قيمة جلسة الأسرة والأبناء في مكان واحد، مضيفًا أنها تُعد بديلة عن إطار أركان البيت الداخلي، مبينًا أن غالبية هذه المجالس جرى بناؤها بالطين وعمل ديكورات لها، وتمثل خطوة ضمن المحافظة على الموروث، فهي تملك كل عناصر الديكور القديم من الجدران وتضفي الأجواء الرمضانية على المكان.
تطور قماش التيراز
وتقول سيدة الأعمال نورة الرافعي: شهر رمضان شهر كريم وعندما يهل الشهر على العالم العربي والإسلامي تنشغل السيدات بعمل ديكورات قادمة من بعض الدول المجاورة، والتي اعتادت على أن تقيم خيمًا رمضانية وتزين مداخل منازلها بالقماش الرمضاني الذي طغى خلال هذا الشهر الفضيل على ديكورات المطاعم والمحلات والسفر الرمضانية، مبينة أن قماش التيراز تطور، ولم يعد فقط قماشًا بل تعداها إلى أن أصبح مفارش للسفرة ومفارش جلسات وخداديات، كذلك أصبحت الإكسسوارات المنزلية تتخذ من نقوشاته طابعًا لها، وأبانت الرافعي أن معظم الأسر السعودية أصبحت تهتم بإيجاد هذه الأجواء الرمضانية في منازلها وإدخال البهجة والسرور على نفوس الأبناء منتقدة البهرجة وحب الظهور في مبالغة البعض في صرف نفقات ضخمة على مثل هذه المناسبة التي يجب أن تظل روحانية بعيدًا عن التنافس والتباهي والغيرة النسائية.
بث عبر وسائل التواصل
وتشير خبيرة الديكور آلاء الحريري إلى أن العديد من السيدات يرغبن في استعراض اهتمامهن بمنازلهن بصناعة أجواء رمضانية وبث الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تعددت الصور والأشكال للديكور الرمضاني الذي تفننت السعوديات في تقديمه ويجري عرضه على برامج السناب شات والإنستجرام، محذرة من زيادة الاهتمام بالمظاهر والتكلف الذي قد يلغي الهدف من الشهر، وأضافت الحريري أن الديكور الرمضاني يمكن أن ينفّذ بوضع قطع تعطي إيحاءات رمضانية مثل الشموع والفوانيس والمصابيح ولا شيء يضاهي جمال ديكور المصابيح في هذا الشهر بكل ما تحمله من رموز ومعاني خاصة، تجعل زوايا المنزل معتّقة ومشعّة بالأشكال المتنوعة والفريدة.
طرق بسيطة ومبتكرة
وقالت الحريري: القماش الرمضاني قريب من الجلسة العربية بكل ما فيها من ملامح عربية وشرقية، والتغيير فقط في أنواع القماش والمفارش، وهذا ما يضفي الشعور بالتميز، وتوجد طرق بسيطة ومبتكرة لا تستغرق كثيرًا من الوقت لتضفي على ديكور المنزل حلة رمضانية، من خلال استخدام إكسسوارات مكملة من أوان قديمة وفوانيس وأباريق وقطع من نوعيات محددة للأقمشة، يجري توزيعها بطرق فنية وذوقيات مختلفة يتحكم فيه ذوق كل سيدة.
شموع وقت السحور
وأضافت أن الشموع تمنح جوًا رمضانيًا ولها حصة في الديكور الرمضاني الخاص بالمنزل، ومن خلال القطع الكلاسيكية والمميّزة، حيث يمكن تزيين أرجاء المنزل بالشموع الطويلة التي تعكس أجواءً خاصة بالشهر الفضيل، خصوصًا عندما تضاء في وقت السحور لجو رمضاني كما يمكن اختيار قطع تعطي انطباعًا إيجابيًا في رمضان من خلال التحف الموضوعة على الطاولات الجانبية أو استخدام تحف خزفية على الجدران أو إطارات خشبية معتّقة لإضفاء جو قديم على المنزل بشكل عام مع هذه اللمسات الرمضانية أما الكراسي الخشبية المزخرفة فتشكّل من خلال الخشب والأقمشة، زينة الديكور المنزلي لما تضفيه من فخامة وترف على الديكور العصري الذي يحقّق التوازن بين عناصر الديكور الرمضانية المختلفة، ويمكن تزيين الزوايا بجانب المرآة الفخمة والطاولات الجانبية البسيطة بأشكال رمضانية مميزة، ووجود هذه الأجواء الرمضانية تعتبر مهمة لتجديد الحياة الأسرية.
نوع من التجديد
قالت الأخصائية الاجتماعية في المستشفى السعودي الألماني صباح زهار: إيجاد أجواء رمضانية في المنزل كنوع من التجديد والاحتفائية بالشهر الفضيل تعطي أثرًا كبيرًا في نفوس الأطفال الذين يحتفون بشهر الصوم والفوانيس، منوهة إلى أهمية هذا التغيير بالنسبة للكبار والصغار من أفراد الأسرة وما يؤدي إلية من روحانيات الشهر وذكريات جميلة حول الشكل الجديد للمنزل والتجديد الذي يعم المكان، والمفروض ألا يكون الهدف منه المظاهر أو التفاخر والتأثير على ميزانية الأسرة، والمرأة يمكن أن تصنع بأبسط الأشياء ديكورًا منزليًا داخليًا من خلال بعض الشموع والفوانيس وقطع الأثاث وتحتفظ بها لاستخدامها في كل موسم رمضاني، مشددة على أهمية مثل هذه التغيرات في نفوس الأجيال الذين يشعرون من خلالها بقيمة هذا الشهر وروحانياته ويسعون للتغيير والاختلاء للعبادة بعيدًا عن البهرجة والمظاهر بل يجب أن يكون الهدف التغيير والمشاعر الروحانية من خلال تجديد شكل البيت مما يعطي الكثير من البهجة والسعادة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق