شيعت اليوم الأحد جماهير غفيرة جثمان المخرج والكاتب القدير رياض مصاروة ( أبو عدي)، حيث شيّع جثمانه الطاهر من بيته في حي بئر الأمير الى جامع النبي سعين ومن ثم الى مثواه الأخير في المقبرة الجديدة . ويشار الى ان الفنان رياض مصاروة ولد عام 1948 في يافا قبل ان ترحل اسرته بعد ولادته الى مدينة الطيبة (قرية – آنذاك) في منطقة المثلث والتي درس فيها مرحلته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة زراعية ثم غادر البلاد صوب المانيا الشرقية ودرس هناك موضوع الإخراج المسرحي بحيث حصل على لقب الماجستير في هذا الموضوع.
كما يذكر ان المرحوم عمل مديرًا للمركز الثقافي البلدي في مدينة الناصرة كما كان مديرًا عامًا لمسرح الميدان وادار مسارح ومراكز ثقافية عدة اخرى، وألّف خلال عمله هناك العديد من المسرحيات واخرجها، وكان من ابرز انتاجاته: مسرحية "رجال في الشمس عام 1979، ومسرحية الطفل الضائع" عام 1982، ومسرحية "محطة اسمها بيروت" عام 1983، ومسرحية "جيفارا أو دولة الشمس" المترجمة عن مسرحية للكاتب الألماني فولكر براون عام 1983، بينما أنتج أغاني غجرية مترجمة عن الألمانية بعنوان “أفعى الحب، العام 1983، كما كان له العديد من الأعمال المسرحية والمؤلفات في تسعينيات القرن الماضي من أبرزها “سرحان والسنيورة”، ومع دخول الألفي الثالثة كان له المزيد من الأعمال.
خسارة لنا وللثقافة الفلسطينية
وفي حديثٍ لمراسلة "بكرا" مع صديق المرحوم، المخرج سعيد سلامة، عبّر عن حزنه في فقدان صديقهِ قائلاً: رياض مصاروة خسارة كبيرة بالنسبة لي على المستوى الشخصي وهو خسارة للعائلة الثقافية والفنية أجمع، رياض مصاروة كان يملك حسأ مسرحياً مغايراً عن زملائه في هذا المجال فهو لم يمشي في التيار القائم بل خلق له تياراً خاصاً به، من الصعب جدأ أن تضع لقباً للمرحوم رياض مصاروة فهو موسوعة كاملة وقائمة فنية كبيرة، فهو ترك لنا إرث مسرحي مخضرم أهم بكثير من الإرث المادي، نعزي أنفسنا وتعازينا الحارة لعائلته وذويه.
أما محمود نصار مدير الدائرة الثقافية في بلدية الناصرة قال: المجتمع الفلسطيني بأكملة خسر رياض مصاروة الذي قدم للحياة الثقافية، فالمرحوم حاز على جائزة الشخصية الثقافية لعام 2015، لقد عملت مع المرحوم وتعلمت منه الكثير فهو معلم لنا جميعاً وقبل أن يكون كاتب ومخرج مسرحي فهو كان انساناً طيب السمعة وطيب الخلق، فكان شعاره دائماً هو أن الثقافة هي لغة حضارية ولغة للإنسانية.
أما المخرج والممثل محمد منادرة قال: لقد عملت مع المرحوم في عده مسرحيات وأعمال ثقافية ومسرحية، شخص كرياض مصاروة ترك بصمة في المحيط الفني الفلسطيني، كان مميزاً في أعماله ولديه طريقته الخاصة في التفكير وفي العمل وهذا سر كل فنان صادق، نعم انها خسارة فادحة الأضرار لنا جميعاً العائلة الفنية ولأهله وذويه خاصةً فلهم من بعده طول البقاء.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق