عام 2008 أصدرت وزارة شؤون البيئة تقريراً حول تأثير التغيّرات المناخية على إسرائيل،وتضمّن توصيات تتعلق بأحد تأثيرات هذه التغيرات – وهو ارتفاع مستوى ملوحة مياه بحيرة طبريا،واصفاً هذه القضية،بأنها احدى القضايا الأشد إثارة للقلق والمخاوف،على مصير مياه الشرب والزراعة ، والنقص المحتمل في المياه، ما يعني اختلال التوازن البيئي والمناخي للبحيرة .

وفي السنوات الأخيرة تبيّن ان التأثيرات التي حذر منها التقرير المذكور – تتحقق،حيث يشير خبراء المناخ والأرصاد الجوية،الى انه في الوقت الذي ما زال فيه منسوب الأمطار وفي النقب عادياً،فان المناطق الشمالية تشهد تراجعاً في هذا المنسوب .

وهذا يعني أن المياه التي تصب في بحيرة طبريا من الأودية الكبيرة،أصبحت كمياتها تقّل تدريجياً ، بل انها أقل من الكميات التي سجلت في فترات الجفاف المستمرة في السنوات العشر الأخيرة .

نسبة الملوحة قبل ثلاثين عاماً
وعن ذلك قال الدكتور دورون مركل،المسؤول عن ملف بحيرة طبريا في سلطة المياه : "نحن اليوم نحافظ على منسوب لمياه البحيرة،ما فوق الخط الأحمر،عن طريق تخفيض كميات المياه الخارجة منها ، بحيث تستغرق فترة بقاء المياه في البحيرة حوالي عشر سنوات،بدلاً من 5-7 سنوات في الماضي،ما يؤدي الى تراكم الأملاح" .

وأضاف : قبل عشر سنوات كان مستوى الملوحة في البحيرة ما بين 250-270 ملغرام للتر المياه الواحد،بينما هو الان (280) ملغرام ، مع الإشارة الى ان المستوى بلغ قبل ثلاثين عاماً (200) ملغرام فقط .

ويفيد الخبراء بأن مستويات الملوحة الحالية في البحيرة ، والتي تضاف اليها الملوحة الناشئة من تكرير مياه الصرف الصحي تسبب مشكلة عويصة للزراعة،مشيرين الى انه توجد اليوم مشكلة في استخدام مياه البحيرة للري (وخاصة ريّ بساتين وبيارات الافوكادو) ومن المحتمل ان تتفاقم هذه المشكلة لاحقاً .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com