استنكار من مشاركة عودة في مؤتمر هرتسليا، وغنايم: نبحث الموضوع!

خلفت مشاركة النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، في مؤتمر هرتسليا السنويّ، والذي خصص هذا العام لمناقشة خطاب "الأسباط الأربعة" الذي ألقاه رئيس الدولة في مؤتمر هرتسليا السابق، خلفت مشاركة عودة اثرًا كبيرًا واستهجانا واستنكارًا واسعين لدى بعض الأطراف والافراد الذين انتقدوا هذه المشاركة بإدعاء انّ هناك مبالغة بطرح قضايا الجماهير العربية من خلال منبر قومي إسرائيلي.

"بكرا" توجه بدوره للنائب ايمن عودة واستفسر منه حول النّقد الّذي يوجّه له بسبب مشاركته في مؤتمر هرتسليّا من مختلف أطياف شعبنا ومجتمعه السّياسيّ، كما تحدث "بكرا" مع المكتب السياسي للجبهة والشيوعية حول موقفهم من مشاركة عودة، وتوجه أيضا الى المشتركة من منطلق المهنية وسألها أيضا عن موقفها من مشاركة عودة وحول صمت نوابها وغياب موقفهم..

ايمن عودة: نحن لسنا سلطة فلسطينية نحن مواطنون في إسرائيل ونحن نشارك في الكنيست الإسرائيلي

وفي تعقيبه لـ "بكرا" قال النائب  ايمن عودة: شاركت السنة الماضية في نفس المؤتمر وقمت بالقاء كلمة، كما شارك في سنوات ماضية حنا سويد، وشوقي خطيب، وكان رئيس المتابعة حينها، ود. احمد الطيبي وعايدة توما، جميعنا نشارك، نحن لسنا سلطة فلسطينية نحن مواطنون في إسرائيل ونحن نشارك في الكنيست الإسرائيلي، الذي يحمل الشمعدان وعلم إسرائيل، لذا لم ار جدية في الانتقاد حيث انه لم يصدر أي حزب سياسي او جمعية بيان استنكاري او استهجاني، وانا لم ار ان هناك حزب سياسي واحد تكلم او صرح أي تصريح.

وتساءل عودة قائلا: ما الفرق بين وجودنا في الكنيست كنواب عرب وبين مشاركتنا في هذا المؤتمر، اين يكمن الاختلاف الجوهري بين مشاركتي في البرلمان الإسرائيلي وبين المؤتمر، النقد الذي جاء من طرف السلطة الفلسطينية لم يكن موجها ضدنا بل ضد احمد مجدلاني حيث ان جماعة المقاطعة لا تتدخل بنا نحن كمواطنين في الدولة، لأننا اذا قاطعنا اقتصاد إسرائيل لن نستطيع ان نستمر، كما اننا ندفع ضرائب لإسرائيل ونحن خارج هذه المعادلة.

كلمته وطرحه خلال مؤتمر هرتسليا لصالح الجماهير العربية..

وحول مشاركته في المؤتمر واهم النقاط التي قام بطرحها خلال هذه المشاركة قال النائب عودة في كلمته بأنه يوافق على أقوال رئيس الدولة بضرورة التقريب بين مجموعات مختلفة من المجتمع وضرورة العمل للصالح العام وعلى أهمية بناء المواطنة المشتركة. ولكن خطاب الرئيس ريفلين يقفز عن قضيتين رئيسيتين؛ نحن لسنا سبطًا وانما مجموعة قومية تستحق حقوقًا قومية الى جانب المدنية، ويتجاهل كليًا القضية المركزية وهي وجود شعب فلسطيني يناضل من أجل التحرر.

وتابع عودة: في الحديث عن المصالح المشتركة من السهل التوصّل الى امور متفق عليها، كما حدث خلال النقاشات على الخطة الاقتصادية للمجتمع العربي، ضغطنا من أجل تحصيل ميزانيات للمجتمع العربي، ولكن على ما يبدو هنالك اشخاصا يهمهم إرضاء أعضاء مركز حزبهم فقط، ولذلك يجتهدون لإفشال الخطة.

وأضاف عودة: من أجل الحديث عن المستقبل يجب إعطاء جواب لأسئلة الماضي لان الجواب على هذه الأسئلة هو طريق المستقبل. فمثلاً عندما نتحدّث عن القرى غير المعترف بها، نحن نتحدّث عن الحاضر والمستقبل، ليس صدفةً أن النقب يعتبر منطقة غير ناجحة وغير متطوّرة، فكيف يمكن لمنطقة أن تتطوّر بينما هي تحتوي على العديد القرى بدون بنى تحتية، بدون كهرباء، بدون ماء وبدون مدارس ومؤسسات.

وتابع: لدينا قصص نجاح لنتعلم منها، فالاعتراف بقرى في الجليل، كالضميدة وعين حوض وغيرها ساهم بتطوير المنطقة وعاد بالفائدة على الجميع. كذلك الأمر بخصوص القرى المهجرة، أن عودة أهالي معلول والدّامون والرويس وغيرهم الى قراهم لن يضرّ بأي شخص، على العكس تمامًا، هذا سيعود بالفائدة علينا. وهنا يجب أن نتذكّر أن دولة اسرائيل لم تقيم أي بلدة عربية بينما أقامت أكثر من 700 تجمع سكاني يهودي.

وأضاف عودة: كيف يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية (في خطاب الأسباط الأربعة)؟! الشعب الفلسطيني كسائر شعوب المعمورة يريد دولة، كما يجمع كل العالم. ولا حل الا باقامة دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل.

منصور دهامشة: المنتقدون بدلا من ان يهتموا بمشاكلهم ، يبحثون عن حل مشاكلهم بانتقادنا

منصور دهامشة مسؤول قطاع الخط في الجبهة الديمقراطية : من الطبيعي ان يكون هناك انتقادات ومعارضة ليس مهم المشاركة ولكن ما الذي نكونه حين نشارك، وان نتخذ الموقف الصحيح، بشكل مبدأي نحن لا نعارض ان نقول كلمتنا من على كل منبر بغض النظر مكان وجوده ، وندافع عن حق الشعب العربي الفلسطيني في تحقيق حقوقه الكاملة وإقامة دولته الفلسطينية وانهاء الاحتلال، لان الاحتلال هو سبب كل المشاكل وهذا يجب ان يسمعه الإسرائيلي قبل الفلسطيني لانهم أصحاب المشكلة وهم من ادوا الى هذه المشكلة باحتلالهم لفلسطين، لذلك من الضروري ان نقول هذه الكلمة امام متخذي القرار في الدولة في مؤتمرات ومناسبات مختلفة، مثل مؤتمر هرتسليا او الكنيست او الحكومة، وعبر كل منبر.

وعن النقد الذي وجهه العديدون للنائب عودة بسبب مشاركته في مؤتمر هرتسليا قال: هذا النقد ليس غريبا على من انتقدوا مشاركة ايمن في الجبهة وهذا ما يعتاشون عليه بدلا من ان يهتموا بمشاكلهم ، يبحثون عن حل مشاكلهم بانتقاد الاخرين.

عادل عامر: من الطبيعي ان تشارك قياداتنا ومن المستهجن ان تشارك القيادات الفلسطينية ويجب عدم خلط الأوراق!

بدوره عادل عامر امين عام الحزب الشيوعي عقب قائلا في ذات السياق: نحن لا نعارض ان يشارك أعضاء الكنيست العرب بضمنهم ايمن رئيس القائمة المشتركة في مؤتمر من هذا النوع وخاصة ان هذا المؤتمر رغم تحفظاتنا الكبيرة عليه الا انه يبقى منصة إسرائيلية محلية من الواجب الصعود اليها وطرح المواضيع التي تتعلق برؤيتنا بما يتعلق بمساواة الجماهير العربية والحصول على حقوقها القومية والمدنية، وكذلك بخصوص موقفنا بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس واحقاق الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، وما دامت الأمور تطرح في هذا السياق اعتقد ان لا غضاضة.

وتابع: اما عملية اسقاط ما يتعلق بالموقف من مشاركة شخصيات فلسطينية من السلطة الوطنية او منظمة التحرير على حالتنا نحن الجماهير العربية اعتقد انها تجافي الواقع السياسي الذي نعيشه كأقلية عربية فلسطينية في هذه البلاد، لان لكل ساحة خصوصيتها ولهذا يجب الفصل ما بين الموقفين بما يتعلق بالمشاركة في مؤتمر هرتسليا، حيث ان مشاركة قيادة الجماهير العربية وحتى القوى اليهودية اليسارية في هذا المؤتمر نعتقد انه واجب كما المشاركة في الكنيست وفي مؤسسات سياسية أخرى، كما ان هناك استنكار واستهجان واشمئزاز من مشاركة ممثل ما يسمى الجيش الحر وهذا يدل على عمالة هذه القوى التي تسمي نفسها معارضة في سوريا، لذلك يجب عدم خلط الأوراق بالموقف الذي يتم من مشاركة قيادة الجماهير العربية مع غيرها.

مسعود غنايم: سيتم الاثنين خلال اجتماع المشتركة مناقشة مدى صحة مشاركة النواب العرب في مؤتمرات قومية وامنية..

بدوره النائب مسعود غنايم رفض التعقيب على مشاركة عودة في المؤتمر وموقف القائمة المشتركة من هذه المشاركة ولكنها اكتفى بالتصريح لـ"بكرا" قائلا: الموضوع هو موضوع نقاش داخل المشتركة، لذلك انا انتظر ان نناقش الموضوع داخل القائمة المشتركة ولا اريد ان اصرح أي شيء للاعلام.

وحول حيثيات هذا النقاش بين نواب المشتركة عقب قائلا: سننقاشه من كل النواحي، منها ان كان هذا المكان هو مناسب لنواب عرب وهو عبارة عن اجتماع امني وقومي لإسرائيل هل يجوز التوجه اليه كاعضاء كنيست عرب، فائدته وضرره، كل هذه الأمور سيتم مناقشتها في جلسة المشتركة الاثنين القادم. ورفض غنايم الادلاء باي تصريح إضافي الا بعد طرح الموضوع الاثنين القادم خلال اجتماع المشتركة.