انتشر في الآونة الأخيرة خبر خاطئ في بعض الوسائل الإعلامية مفاده ان السلطات الكنسية المسؤولة عن المدارس الاهلية في إسرائيل تجري اتصالات دولية للضغط على الحكومة الاسرائيلية وحملها على التراجع عن اقتراحها القاضي بان تتنازل الكنيسة عن ملكية المدارس لتصبح بملكية رسمية حكومية. وذلك مقابل تحويل مبلغ مليون شيكل لهذه المدارس، 50 بحسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الطرفين، لانهاء الاضراب الذي استمر لاكثر من شهر في بداية السنة الدراسية الحالية.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد اشترطت تحويل الميزانيات بنقل ملكية المدارس الاهلية وادارتها الى ملكية حكومية رسمية، مما يعني تنازل المدارس الاهلية عن استقلاليتها في الادارة، وسحب سلطة الكنيسة.. وهو ما يتنافى مع الاتفاق المبرم بين الفاتيكان وبين الحكومة الاسرائيلية سنة 1933 والذي التزمت اسرائيل بموجبه منح الكنيسة السيادة على المدارس الاهلية، ويعطيها الحق في ادارتها.

ويفيد الخبر ان موقف الوزارة هذا اثار سخط المسؤولين الكنسيين، واعضاء الامانة العامة للمدارس الاهلية التي ادارت الاضراب والتفاوض مع الوزارة مطلع السنة الدراسية الجارية. وقد اعتبر بعضهم السيادة على المدارس، والاستقلالية في ادارتها اهم من الخمسين مليون شيكل التي وعدت بها الوزارة بحسب الاتفاق لكنها تراجعت عنه، ونكثت عهدها.

الوزارة تدعي انها عملية بيروقراطية وان عليهم ان يعلنوا عن تحويل المبلغ ويفحصوا إمكانية اعتراض مؤسسات أخرى!!

"بكرا" حرصا على الأمانة والمهنية الصحفية والتدقيق توجه الى الاب عبد المسيح فهيم مدير الأمانة العامة للمدارس الاهلية الذي بدوره نفى هذا الخبر نفيا قاطعا مؤكدا انه ليس هناك اقتراح بالتنازل عن ملكية المدارس الاهلية من قبل الوزارة وان هناك لبس او مصادر مشبوهة، حيث قال لـ"بكرا": هذا الكلام غير صحيح اطلاقا، نحن لم نتلقى عرضا مشابها من قبل الوزارة، وقد صرحنا اكثر من مرة اننا لم نتلقى أي عرض مشابه حديثا بعد توقيعنا على الاتفاقية، هناك امر خاطئ انا أؤكد اننا لم نتلقى أي اقتراح مشابه.

وعن السبب في عدم تحويل الخمسين مليون للمدارس الاهلية حتى اللحظة قال: الخمسين مليون هو امر يختلف تماما عن حل ازمة المدارس الاهلية بشكل جذري، حيث ان ميزانية الخمسين مليون هو بند منفرد، وهذا البند حتى اللحظة لم يتم تنفيذه ويتم تأجيله باستمرار وهو ما يضايقنا، علما ان الحكومة الإسرائيلية التزمت ادبيا اما الاعلام العالمي والمحلي لذا يجب ان يكون هناك التزام، ولكن ما يضايقنا فعلا هو التأجيل، نحن نريد هذه النقود حاليا في الوقت الحالي وليس في وقت اخر.

وعن اخر المستجدات عقب: اخر ما سمعناه من الوزارة انهم وجدوا الطريقة لتنفيذ هذا البند او الاتفاق وهو البند الأول في الاتفاقية بين المدارس الاهلية ووزارة المعارف، حيث يدعون انها عملية بيروقراطية وان عليهم ان يعلنوا عن تحويل المبلغ ويفحصوا إمكانية اعتراض مؤسسات أخرى على تحويل المبلغ، انا أؤكد انه لم يكن هناك أي اقتراح بالتنازل عن المدارس الاهلية مقابل الخمسين مليون وبالطبع في حال تواجد اقتراح مشابه فاننا لن نصمت حيال ذلك.

بينيت يتعهد بتحويل الخمسين مليون وتنفيذ الاتفاقية مع المدارس الاهلية..

وكان النائب الدكتور يوسف جبارين خلال جلسة الكنيست الماضية قد وجه استجوابًا لوزير التربية والتعليم نفتالي بينيت.

وقال جبارين في سؤاله، أن الوزارة كانت ستتقدم 50 مليون شيكل للمدارس الأهلية وفقًا للاتفاق، لماذا حتى الآن لم تقدم هذه الأموال؟ وأيضًا، تم وقتها تعيين لجنة شوشاني التي بحثت الأمر، نرى أن طلبات المدارس لم يتم تنفيذها وما صدر عن لجنة شوشاني يوافق موقف الوزارة؟

وقد أجاب الوزير بينيت بدوره: مديرة عام الوزارة ميخال كوهن مسؤولة القضية وتتابعها، وأنا شخصيًا اتعهد والوزارة تتعهد أننا سننفذ كل بنود الاتفاق الذي وقعناه مع المدارس الأهلية بشهر 10.2015، هذا المبلغ 50 مليون شيكل سيتم تحويله للمدارس بشكل تام والمبلغ موجود ولا يُمس، ما يأخر الأمر أن المبلغ سيحوّل عبر وزارة المساواة الاجتماعية، ولكن نتعهد مرة أخرى أن المبلغ سيحوّل للمدارس الأهلية المسيحية.

وتابع: لجنة شوشاني أصدرت توصياتها ونحن بحثنا الأمر، ونؤكد أن لا هدف لنا لتغيير بنية المجتمع في اسرائيل ولا لحرمان أي جهة من الميزانيات التي تستحقها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com