ابتكر علماء إسرائيليون جهازاً أسموه "غلوكوتراك" (Glucotrack) لقياس مستوى السكر في الجسم – وهذا أول جهاز "غير اجتياحي" (أو "غير اقتحامي" أو "غير متغلغل") لفحص مرضى السكري، في العالم، وهو بذلك يجنّب ملايين المرضى الحاجة الى فحصهم بواسطة غرز الإبرة . لكن هذا الجهاز غير مهيأ لفحص الأطفال !

وقد تم تجريب هذا الجهاز بنجاح، على مئات المرضى  وحصل على التراخيص والتصاريح اللازمة، وبدأ تسويقه وبيعه رسمياً .

ولضرورات الفحص بواسطة هذا الجهاز – يتم ربطه بشحمة الأذن بواسطة ملقط (أو – مقبض)، وتظهر نتيجة الفحص بسرعه وبدقة – دون غرز، ودون ألم، ودون نقطة دم واحدة، يؤكد مستخدموه ان نتيجة فحص مستوى السكر في الجسم دقيقة بنسبة تزيد عن 97% .

ولهذا الجهاز مجسّات قادرة على اجراء ثلاثة فحوصات في نفس الوقت ، وعلى اعداد وتقييم المعطيات بواسطة منظومة عّد حسابي مميز ، وتنجز المهمة وتعطي النتيجة خلال دقيقة (ستين ثانية) ، على شاشة ملحقة بالجهاز .

ويشار في هذا السياق إلى أن مرض السكري قد أٌعلن عنه بصفته "وباء القرن الحادي والعشرين" ، وقد تقرر تكريس المؤتمر الذي ستعقده منظومة الصحة العالمية في "جنيف" بعد بضعة شهور – لمواضيع هذا المرض .

وفي إسرائيل مليون مريض بالسكري أو من لديهم أعراض الإصابة بهذا المرض . وفي هذا السياق ، قال البروفيسور خوليو فاينشتاين ، مدير قسم أمراض السكري في مستشفى "وولفسون" (في حولون، جنوب تل ابيب) ان الأداء السليم كفيل بتجنّب مضاعفات مرض السكري وتداعياته واثاره الخطيرة – من قطع للأرجل او العمى ، وحتى الإصابة بالنوبات القلبية والدماغية – كما يؤكد ، مضيفاً ان غالبية مرضى السكري في إسرائيل ليسوا متوازنين من جهة مستوى السكر ولذلك فإنهم غير محميين من تداعيات واثار المرض .

وقال موضحاً ، ان اكثر من 80% مرضى السكري من النوع الثاني يراقبون او يتابعون ويفحصون مستوى السكر في دمهم أقل من ثلاث مرات في الشهر ، بل ان بعضهم لا يفعلون هذا بالمرة ، لان المتابعة والفحص مقرونان بالغرز وسيلان الدم ، كما ان البعض يمتنعون عن هذا الأمر بسبب الأوجاع المصاحبة ، وحتى بسبب الحرج من البيئة المجتمعية المحيطة !

بإعتراف الاتحاد الأوروبي

ويشار الى ان الشركة التي ابتكر خبراؤها هذا الجهاز ، هي شركة "انتيغريتي ابليكيشنز" ومقرّها في مدينة "اشكلون" (عسقلان) ، وهو معدّ بالأساس لمرضى السكري من "الفئة -2" (النوع الثاني) . وقد حصل الجهاز على اعتراف من الاتحاد الأوروبي ، وعلى تصديق وترخيص من وزارة الصحة الإسرائيلية ، وأصبحت إسرائيل واحدة من أوائل الدول التي يباع فيها الجهاز ، لكن اللافت ان سعره ليس زهيداً ، إذ يبلغ تسعة الاف شيكل (2300 دولار) ، فيما تطالب الشركة المنتجة بشمله ضمن "سلّة الأدوية" المدعومة من الحكومة ، وضمن نظام التأمينات الصحية المكمّلة لصناديق المرضى ، لضمان أوسع رواج (وربح) !
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com