شهد اوديتوريوم مدرسة مار يوسف في الناصرة، نهاية الاسبوع الماضي، أحد اضخم البرامج الفلكلورية الضيفة على المجتمع الفلسطيني في الداخل، حيث استضافت رابطة خريجي بلغاريا فرقة ستراندجا البلغارية العالمية للرقص والغناء والموسيقى الفلكلورية البلغارية، التي احتفلت مؤخرا بيوبيلها الخمسين، وذلك بمناسبة يوم الثقافة واللغة والابجدية البلغارية، الذي يصادف سنويا في الرابع والعشرين من ايار .
وصل عدد الحضور، من ضيوف ومن خريجين وخريجات الجامعات البلغارية في البلاد وابناء عائلاتهم ومن جمهور محبي ثقافات الشعوب وابداعاتها ما يزيد عن سبعمئة شخص جاءُوا من مختلف أنحاء البلاد.
افتتح الامسية وتحدث باسم رابطة خريجي بلغاريا الاعلامي رائد نصرالله، عضو الهيئة الادارية للرابطة مرحبا بالحضور بما فيهم الشخصيات التمثيلية والاعتبارية وفي مقدمتهم الوفد البلغاري الرسمي، برئاسة سفير بلغاريا في فلسطين السيّد سفيلين بوجانوف. وقدّم نصرالله استعراضا موجزا عن المبادرة لذه الامسية والتي تأتي في سياق تفعيل رابطة الخريجين نحو تحقيق اهدافها المختلفة ( إقرأ نص الكلمة في إطار منفرد)
وقدمت الدكتورة سلام غضبان بلباسها الفلسطيني، تحيّة وفد جمعية الصداقة البلغارية الفلسطينية القادم من رام الله. وتمكنت رابطة الخريجين من استضافت الفرقة البلغارية بفضل علاقتها الخاصة مع جمعية الصداقة، التي استضافت بدورها الفرقة في ثلاثة عروض، في كل من القدس وبيت لحم ورام الله.
قدمت فرقة ستراندجا بمشاركة حوالي ثلاثين راقص وراقصة ومغنيّة وعازف، باقة من اللوحات الراقصة والتي تعكس تراث شعب بلغاريا في مختلف مناطق البلاد والامر الذي انعكس ايضا بتنوع الملابس الجميلة التي استبدلها الراقصون والراقصات خلال الانتقال من لوحة الى اخرى وحيث استغلت لحظات الانتقال لتقديم مقطوعات غنائيىة تراثية منوعة.
في نهاية الاستعراضات الفنية على المسرح نزل اعضاء الفرقة البلغارية الى الجمهور وشاركوه بالرقصات الجميلة وتحولت ممرات اوديتوريوم ماريوسف الى ساحة رقص شعبي بلغاري بمشاركة العشرات من الجمهور. ًََ
في الختام قدم السفير البلغاري في رام الله تحيّة الوفد البلغاري ثم قُدمت باقات الورود لاعضاء الفرقة من قبل الشبلة راما رائد نصرالله باللباس الفلسطيني والطفلة جريس خليل زينة باللباس البلغاري. وباسم الهيئة الادارية قدم المهندس سامي حنيف، رئيس رابطة الخريجي والمحامي د. مروان مشرقي، مسؤول ملف العلاقات الخارجية في الرابطة، هديّة تذكارية خاصة لمدير الفرقة السيّد ماريو ايجوف، عبارة عن برواز كبير فيه لوحة تطريز فلسطيني لمشهد تراثي من دبكة وصف سحجة من اعرس فلسطيني بذلك اختتمت الامسية الناجحة بنكهة فلسطينية خاصة ليس قبل أن تؤخذ الصور التذكارية مع اعضاء الفرقة.
زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون
رائد نصرالله
(نص الكلمة التي القيت، مساء الجمعة 27/5/2016 في الناصرة، خلال افتتاح امسية الفلكلور البلغاري حين استضافت رابطة خريجي بلغاريا فرقة ستراندجا البلغارية العالمية)
مساء الخير
الحضور الكريم ، السيّدات والسادة
الضيوف الكرام،
وفد حركة الصداقة البلغارية الفلسطينية ورابطة خريجي بلغاريا في فلسطين برئاسة الدكتورة سلام غضبان مشعل
الدكتور يوسف جبارين النائب عن الجبهة في القائمة المشتركة
السيّد رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة السابق
الدكتور أمين صفيّة ، قنصل دولة روسيا
الدكتور سمير خطيب، رئيس رابطة خريجي روسيا ودول الاتحاد السوفييتي سابقا
الزملاء والزميلات، خريجو وخريجات جامعات جمهورية بلغاريا
ارحب بكم جميعا باسم الهيئة الادارية لرابطة خريجي بلغاريا ونشكركم على هذا الحضور الرائع، كما ونوعا !
واسمحوا لي ان ارحب باللغة البلغارية بوفد سفارتي جمهورية بلغاريا في كل من رام الله وتل ابيب، برئاسة السيّد سفيلن بوجانوف، ممثل دولة بلغاريا في فلسطين، وبالوفد المرافق له وفي مقدمتهم نائبة رئيس بلدية بورغاس، السيّدة يوردنكا آنانييفا.
اهلاً وسهلاً بكم جميعاً
السيدات والسادة ،
في هذه الامسية الاستثنائية نحن لسنا بصدد لا خطابات استعراضية ولا استعراضات خطابية، عدا بعض الامور الرسميّة التي يفرضها حجم الحدث، وإنما نحن امام نافذة فنية وفسحة ثقافية نتذوق من خلالها وجبة ابداع فلكلورية هي انعكاس لحضارة غنيّة وزاخرة قد تبدو بعيدة ولكنها بواقع الحال قريبة وقريبة جدا، نتمنى أن تترك في نفوسكم وصدوركم أثرا طيبا وتجعلكم تغادرون القاعة وأنتم كشعور من تناول جزءا من وجبته الدسمة وبقي على موعد مع جزئها الباقي عله يكون في القريب الآتي !
ومع ذلك اسمحوا لي في عجالة وبدقائق محدودة أن احدثكم عن رابطة خريجي بلغاريا، حديثة العهد، والتي مرّ على تأسيسها ما لا يزيد عن ستة اشهر فقط، حيث قطعت خلالها شوطا لا بأس به ولن اشغلكم بتفاصيله هذه الليلة ولكننا حتما نعتز بكل ما قمنا به حتى الأن، بما في ذلك اللقاء الاحتفالي مع رئيس وزراء بلغاريا، السيّد بويكو بوريسوف ولقاءات وجلسات عمل مع سفير بلغاريا في تل ابيب، الدكتور ديميتر ميخائيلوف وطاقم السفارة.
وهذه المبادرة التي رأت النور مؤخرا كانت على طول سنوات حلم عشرات الخريجين والخريجات، بل المئات منهم، الى أن انطلقت الصافرة الفعلية لقطارها معلنة بداية مسيرة لتفعيل إطار ثقافي، إجتماعي ، أكاديمي ملتصق بهموم وقضايا شعبه الوطنية والوجودية، حيث يجتهد ضمن قدراته من أجل أخذ دوره ومكانته في الحيّز العام والحراك الحياتي الذي يحيط به، منطلقا من الحكمة الفلاحيّة الخالدة
زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون
وكانت اللجنة المبادرة لإقامة الرابطة، ومن ثم الهيئة الادارية، بلورت اهداف الرابطة بالاسطرالتالية :
1. تعزيز وتطوير العلاقات الاكاديمية والثقافية والاجتماعية مع الشعب والدولة والاكاديمية البلغارية .
2. إقامة نشاطات وفعاليات من أجل تعريف ابناء شعبنا في البلاد بالمجتمع والثقافة والدولة البلغارية .
3. العمل على تعزيز أواصر العلاقات الاجتماعية بين الخريجين والخريجات وأبناء عائلاتهم.
4. تشجيع وتقديم الدعم والمساعدة للطلاب الجدد وللراغبين بالدراسة الجامعية في بلغاريا.
5. تنميّة وبناء مسارات سياحية الى ربوع بلغاريا، الطبيعة والنقاهة والحضارة.
نذكر هنا العملية المضنية للاحصاء شبه الشامل للخريجين والخريجات الذين وصل عددهم حتى يومنا هذا الى حوالى الاربعمئة خريج وخريجة من ذوي الاختصاصات العلمية المختلفة ، وكان الاوائل منهم تخرجوا في نهاية ستينات القرن الماضي ، حين كان الحزب الشيوعي وعلى مدار عشرات السنين يوفّر الاف المنح التعليمية المقدّمة من الدولة البلغارية ومن دول المنظومة الاشتراكية السابقة في فترة تجربة اشتراكية النمط السوفيتي، وذلك من خلال تجنيد علاقات الحزب الاممية في صالح معركة مواجهة سياسة التمييز العنصري التي مارستها، وتمارسها اليوم باشكال جديدة، المؤسسة الاسرائيلة تجاه الاقلية العربية الفلسطينية الباقية، صمودا وتحديا، في وطنها الذي لا وطن لها سواه، وكان لمعركة الصمود هذه ثمن من التضحيات، لا تعرف حجمه ولا قيمته التاريخية تلك القلّة مِن مَن يتمتعون اليوم بترف ما يسمى "البحث الاكاديمي" غير العادل والفاقد لكل مناعة أخلاقية ووطنيّة وعلمية !
وكما هو معروف فقد كانت تمارس، ولسنوات طويلة، سياسة تحديد وتصعيب الالتحاق بالجامعات الاسرائيلية عموما واغلاق كليات محددة بوجه الطلاب العرب ، وهنا، ايضا، يسجّل للحزب الشيوعي دوره التاريخي في احداث الكوّة الكبرى في عملية إختراق جدار التجهيل الذي ارادت السلطة الاسرائيلة محاصرتنا في داخله حتى نبقى حطابين وسقاة ماء كما صرح بذلك اكثر من مرة جهابذة الحركة الصهيونية . وبعد نجاحها في البقاء على ارض الاباء والاجداد وافشال مخطط السلطة الاسرائلية باستكمال ما ارتكبته من جرائم بحق شعبنا من تهجيروقتل وخنق وتهجيج، اطلق الراحل الكبير الكاتب إميل حبيبي على هذا البقاء النوعي لقب المعجزة .
وها نحن نلتقي، اليوم، هنا في الناصرة في هذه الامسية ليس كأمر منزوع عن تلك الملحمة السيزيفية وانما استمرارا لها ولكن بظروف ومعطيات مختلفة، فجمهورنا الذي غدا فخورا بما أنجز، رغم كل الغصات والكبوات والشطحات ، يستحق كل ما هو طيّب وخيّر لأنه متمسك بما نادى به شاعر الوطن، الراحل محمود درويش " على هذه الارض ما يستحق الحياة ".
اسمحوا لي أن اتوجه بالشكر الخاص لرابطة الصداقة البلغارية الفلسطينية التي نجحنا بتنظيم هذا العرض بفضل مبادرتها المحليّة لاحياء عيد الثقافة والابجدية البلغارية الكيريليتسا على اسم الاخوين البلغاريين كيريل وميتودي، واضعا ابجدية واسس اللغة البلغارية واللغات السلافية المتداولة في شرق اوروبا عموما، حيث يحتفل بهذه المناسبة سنويا في بلغاريا في الرابع والعشرين من ايار، كعيد للثقافة والابداع واللغة البلغارية. وجاءت مبادرة رابطة الصداقة، ايضا، بمناسبة اليوبيل الذهبي للفرقة البلغارية ستراندجا المشتق اسمها من اسم احد الجبال الجميلة المحيطة بمدينة المصايف البلغارية المشهورة بورغاس. ووصل عدد عروض الفرقة منذ تأسيسها في العام 1965 وحتى اليوم الى ستة الاف عرض داخل بلغاريا وفي ارجاء المعمورة مع سلّة غنية من الجوائز العالميّة .
وبهذه المناسبة أدعو الدكتورة سلام غضبان، رئيسة جمعية الصداقة البلغارية الفلسطينة لتقديم تحية قصيرة وكذلك أدعو ممثل سفارة جمهورية بلغاريا في فلسطين السيّد سليفن بوجانوف لتقديم تحيته القصيرة ايضا، في نهاية البرنامج الفني.
مرة أخرى نشكر لكم حضوركم وصبركم ونأمل أن نكون محل ثقة في هذه اللية وفي مبادراتنا القادمة.وقبل أن ادعو فرقة ستراندجا لتتحفنا بعرضها اتوجه بالشكر لمؤسسة راهبات مار يوسف على توفير شروط ميسّرة لاستخدام هذا الاوديتوريوم الرائع، وبهذه المناسبة نبارك للاخت الراهبة منار ونتمنى لها النجاح في مهمتها الجديدة كمديرة عامة لمؤسسة مار يوسف ونشكر الصديق يوسف بولس مسؤول صيانة القاعة وكل الشكر للصديق يامن روك وطاقم الفنانين والعاملين معه في شركة إنتاج وكذلك الصديق نزار خمرة مسؤول الاضاءة والصديق ربيع خليف مسؤول الصوت على تعاونهم مع الرابطة من اجل اخراج هذا الحدث الى حيّز الوجود.
ولا بد في النهاية إلا أن أشكر زملائي وزميلاتي في الهيئة الادارية وخارجها الذين وصلوا الليل بالنهار حتى تكون هذه اللحظات المنتظرة. والان دعوني اتوجه لطاقم الفرقة والضيوف البلغار عموما باللغة البلغارية حتى نفسح المجال بعد ذلك للفنانين لاستحواذ المنصة عزفا وصوتا ورقصا وابداعا.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق
التعليقات
عرض رائع يعطيكم العافية