اعرب الناشط الاجتماعي ومخطط المدن عروة سويطات لـ"بكرا" عن امتعاضه من التطور الأخير والتصعيد المتطرف على المستوى السياسي في البلاد والذي اعطى شرعية لاحداث متكررة من اعتداءات من شأنها ان تؤثر سلبيا على مكانة الجماهير العربية وتجر الى حرب حقيقية جديدة حيث قال ل"بكرا": الاحداث التي شهدها الأسبوع الأخير تندرج ضمن تصاعد وتيرة العنصرية والفاشية المؤسساتية في داخل مؤسسات الدولة وعلى صعيد المجتمع الإسرائيلي بشكل عام، الحدث الأخير وهو الاعتداء الهمجي الاجرامي من قبل الشرطة على الشاب العربي في تل ابيب يهدد بشكل كبير وخطير لقمة العيش للعرب الفلسطينيين بالداخل خاصة واننا مربوطون بشكل كبير جدا بسوق إسرائيل، حيث ان الاعتداء بهذا الشكل في الشارع في تل ابيب من قبل جهاز من المفروض انه يحمي المواطنين بل هو يعتدي على المواطنين وهذا ما اعتدناه من شرطة إسرائيل منذ أكتوبر 2000 فان هذا يشكل خطر على عشرات الالاف من العمال العرب الذين يعملون في السوق الإسرائيلي وأماكن عمل وبلدات يهودية

وان لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة ومحاسبة المعتقلين فان ذلك سيؤدي الى شرخ كبير على المستوى الاقتصادي ولقمة العيش

وأضاف: وان لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة ومحاسبة المعتقلين فان ذلك سيؤدي الى شرخ كبير على المستوى الاقتصادي ولقمة العيش وبالذات ان العامل العربي بحالة لا يرثى لها حيث ان عليه ان يبحث عن عمل وليس هناك فرص عمل له في البلدات العربية مناسبة وملائمة وفي ظل البطالة الكبيرة في مجتمعنا فان ذلك يزيد من دائرة الفقر واحتدامها، خاصة وان هذا الاعتداء حصل من قبل جهاز عام وفي الحيز العام مما يشير الى ان الفاشية والعنصرية تسيطر بشكل كامل على الحيز العام في البلدات والمدن الإسرائيلية مما يقصينا بالكامل من الحيز العام ويقصينا من إمكانيات التمتع واستهلاك الحيز العام باحترام بدون أي شعور بالخطر او التهديد، اختراق الحيز العام وسيطرة الفاشية بشكل كبير على هذا الحيز هو امر خطر على العرب الفلسطينيين وممكن ان تكون السنوات القادمة عصيبة جدا علينا كمجتمع مربوط بشكل مباشر واحادي الاتجاه في السوق الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي.

دخول ليبرمان سيؤثر على خطط الحكومة الأخيرة التي تدعي انها تريد ان تحل ازمة السكن عند العرب


وتابع مفصلا: المستوى الثاني هو دخول ليبرمان للائتلاف حيث انه حتى اللحظة من غير الواضح ما هي الملفات التي سيعمل عليها غير الامن، ولكنه من الواضح ان هذه الخطوة هي حلقة أخرى من يمينية وفاشية هذه الحكومة التي تتجه بشكل متسارع نحو سياسات الفصل العنصري وسياسات الاقصاء والاحتلال وسيطرة التفوق الاثني في كافة قطاعات الحياة التي نعاني منها كفلسطينيين، وخاصة اقصاء في عمليات اتخاذ القرار واقصاء على مستوى الاجتماعي الاقتصادي، واقصاء من المخططات المختلفة وعلى مستوى الهوية والثقافة، دخول ليبرمان يؤكد ان هذه الحكومة هي يمينية بشكل كبير وهذا سيؤثر بدون شك على خطط الحكومة الأخيرة التي تدعي انها تريد ان تحل ازمة السكن عند العرب ولكنها تربط موضوع حل ازمة السكن بواجبات المواطنين العرب بمخططات الدولة الاقصائية العنصرية وتريد ان تحولنا الى هدامي بيوت وحضارة من خلال القاء المسؤولية على عاتق رؤساء السلطات المحلية بدل ان تضع حلول جذرية لازمة السكن والتطوير الاجتماعي والاقتصادي في البلدات العربية التي تعاني من الاختناق والحصار بالكامل، ودخول ليبرمان صاحب شعار "بدون واجبات لا يوجد مواطنة" حيث ان هذا الشعار سيزيد من وتيرة هذا التوجه الذي يربط حقوقنا بحل جذري على مستوى الإسكان او التطوير الاجتماعي والاقتصادي وبين ان نكون موالين الى هذه السياسات التي تهدف الى محاصرتنا واقصائنا، ونخشى ان هذه الحكومة ستعمل كل ما بوسعها لتطبيق هذه التخطيطات التي لا تهتم بحقوقنا واحتياجاتنا الاجتماعية والثقافية.

حلول، تحصين داخلي، تصدي، ورؤيا مستقبلية..

اما بالنسبة المترتب علينا كجماهير عربية قال معقبا: تقع على عاتقنا مسؤولية تقسم على ثلاثة مستويات مركزية في ظل الهجمة الشرسة علينا، الدور الأول هو التصدي لهذه السياسات ومقاومتها من خلال أدوات مدنية مختلفة تتيح لنا المواطنة وأيضا من خلال التحدي الوطني والضغط على إسرائيل في المحافل الدولية المختلفة.

واردف: المستوى الثاني هو اننا لا يمكن ان نواجه هذا الخطر الخارجي بدون ان نكون محصنين داخليا، وظاهرة العنف المستشري في مجتمعنا الى جانب استطلاعات الرأي المختلفة ان نسبة الثقة المجتمعية الداخلية هي في ادنى مستوياتها كمجتمع فلسطيني في الداخل وهذا يدل أيضا على هشاشة الثقة الداخلية والمناعة الداخلية والتعاضد المجتمعي، مهمة مركزية هي ان نعيد بناء مجتمعنا وان نثبت قيم التكافل الاجتماعي بين الناس.

واختتم قائلا: المستوى الثالث وهو مركزي ان نعيد بناء مطالبنا ونضعها بشكل واضح وبناء مخططات بديلة تعبر عن طموحاتنا واحتياجاتنا وتصوراتنا على المستوى السياسي المدني والقومي الوطني العام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com