يستدل من مسودة خطة التعليم الاسرائيلية المعدة لمرافقة السنة الدراسية القادمة تحت عنوان "توحيد القدس" لا تذكر تقريبا، الخلافات السياسية في المدينة وحقيقة كون ثلث السكان عرب. وتركز الخطة التي كشف النقاب عنها مؤخرا، على العلاقة بين القدس كعاصمة لإسرائيل اليوم، والقدس كعاصمة في ايام الملك داوود.

وردا على ذلك قال وزير التربية والتعليم الفلسطيني الدكتور صبري صيدم : تحدث وزير التربية والتعليم الاسرائيلي عن ان نهاية العام 2016 ستشهد انتهاء التعليم العربي في المدينة المقدسة حيث اعقبها محاولات كبيرة للتشويش على العمل التعليمي في المدينة لم يكن اقلها محاولة تغيير ما سمي بعطلة الربيع وايضا مع ما وزع في الفترة الماضية من رسائل على بعض مدارسنا الخاصة مفادها ان لا منهاج سوى المنهاج الاسرائيلي وان من يقوم بتطبيق غير المنهاج الاسرائيلي سيخضع للملاحقة القضائية وغيرها من الخطوات التي نرى فيه تصعيد ومحاولة لاستدراج مدارسنا لتنضم لما يسمى ب مدارس البلدية مقابل مغريات مالية ودفع المدارس نحو التعثر , هذه القضية تحتاج الى جهد كبير مالي واداري والمتابعات .

مبادرات للحفاظ على التعليم في القدس

واشار صيدم الى بعض المبادرات الفلسطينية للحفاظ على التعليم في القدس منها اطلاق حملة انتصر للتعليم في القدس في مدارسنا وقال انه اعتبارا من بداية الفصل الدراسي القادم ستأخذ زخمها المطلوب بحيث تجمع التبرعات لما يريد من المدارس لصالح المدينة المقدسة اضافة الى قناديل القدس ووقفية وصندوق القدس.

واكد ان عدد مدارسنا الان تقلص لحوالي 14% من المدارس المقدسية مشيرا الى ان المحاولات الاسرائيلية تهدف للنيل من الهوية العربية عبر التعليم, موضحنا ان مدارسنا هي الوحيدة التي تبقت من حيث عنوان السيادة الفلسطينية التي يرفع فيها النشيد الوطني والعلم الفلسطيني.

وقال صيدم علينا ان لا نستسلم للواقع فهذه معركة كبيرة من اجل ان تبقى الهوية العربية متاصلة في العاصمة الازلية.

فيما حذر وزير شؤون القدس من الخطط الاسرائيلية التي تهدف الى الغاء المناهج الفلسطينية داعيا اولياء الامور الى التنبه لما يحاك ضد ابنائهم من اجل وقف هذه المؤامرة وانا على يقين بان شعبنا قادر على افشال ذلك ليبقى التعليم الفلسطيني مستمرا في مدارسنا.

ضرب الذاكرة الفلسطينية

بدوره قال رئيس أكاديمية الأقصى والعلوم والتراث الشيخ ناجح بكيرات : الاحتلال الاسرائيلي ليس عسكري فقط وانما احلالي يريد ان يضرب الذاكرة الفلسطينية والتعليم الفلسطيني كما ضرب الاقتصاد واعتقد ان الذين يخططون للتعليم للمواطنين المقدسيين هم جنرالات عسكريين وبالتالي يريدون ضرب الذاكرة الفلسطينية من خلال تطبيق المنهاج الاسرائيلي فهم يريدون ان يلغوا الهوية الثقافية الفلسطينية.

واضاف نحن ندرك ما تقوم به السلطات الاسرائيلية من محاولة جذب معظم الطلاب الى المنهاج الاسرائيلي رغم قلة الموارد وعدد الصفوف والازدحام وهي تستغل ذلك بعد محاولات احداث فراغ في التعليم وتحاول الان ان تجعل من التعليم في القدس كارثة.

و اوضح بكيرات انه و خلال السنوات الماضية لم يتخرج من الثانوية العامة في مدينة القدس سوى حوالي 30 الف طالب، اذ ان نسبة التسرب تعد اعلى نسبة في العالم موجودة في منطقة القدس.

و تابع:" الاحتلال خطط لضرب التعليم لكي يخلق جيل من العمال في مدينة القدس، الى جانب ضرب الهوية و التعليم الفلسطيني و هو بذلك يحاول دائماً ان يقدم الهوية الاسرائيلية على حساب التعليم في مدينة القدس."

اطلاع الطلاب على اهمية القدس ومكانتها في الوعي اليهودي

وقالت هارتس ان الخطة تهدف، حسب ما جاء في الوثيقة الى "اطلاع الطلاب على اهمية القدس ومكانتها في الوعي اليهودي وتعميق الارتباط والعلاقة بين الطلاب والقدس عاصمة اسرائيل، وبواسطة خطة تعليمية قيمة ومتواصلة لكل الاجيال". وتؤكد الخطة الارتباط بالقدس التوراتية، وجاء فيها: "منذ ايام الملك داوود قبل اكثر من 3000 سنة، كانت القدس قلب الشعب اليهودي وعلى مدار فترة طويلة ومتواصلة من الشتات واصلت العيش في قلب وفكر اليهود في المنفى، في الشرق والغرب".

وادعت وزارة التعليم ان ما نشر عن كون الخطة تتجاهل العرب، ليس صحيحا، "فهي معدة لليهود والعرب، ويجري تخصيص ثلثها للحديث عن الفسيفساء المتعددة الثقافات للمدينة وكون القدس مدينة مقدسة للديانات الثلاث".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com