تجاوز الـ80 من عمره، لكنه لا يزال شابا في ذاكرته، كان يتجوّل بين بيوت كفر برعم المهجرة وكأنها قائمة، يعرف كل بيت وكل حجر ولمن يعود كل بيت، يحكي عن القرية المسالمة، وعن العيش على الزراعة والعلاقات الطيبة مع جيرانها، عن البيوت المهدمة ومفاتيح البيوت الباقية، فلا يزال ابو رايق ابراهيم عيسى يعيش حالة من الانتظار رغم عودة غالبية كبار هذه القرية الى تراب كفر برعم امواتا وليس احياءً، ورغم مرور 70 عاما من الظلم يؤكد انه "سياتي اليوم الذي سيعود فيه كل مهجر الى بيته وارضه ووطنه مهما طال الزمن".

راجعون، راجعون، راجعون 
 
وقال ابو رايق في حديثٍ لمراسل موقع "بكرا": الالم يغمرنا، نأتي الى القرية نرى البيوت المهدمة، نأتي لنصلي مرة في الاسبوع في كنيستنا لربما يعود الحق الى اصحابه، منعوا شبابنا العودة الى القرية، ولكن بودي ان اؤكد لحكومة اسرائيل مهما هدمتم ومهما قتلتم ومهما شردتم الارض لنا والوطن لنا ولن نتخلى عنه مهما كلف الامر.

وعن حلمه قال ابو رايق: اليوم انا ابلغ من العمر 83 عامًا، حلمي ان اعود قبل مماتي الى كفر برعم حيا ولو ربع ساعة اجلس حرا في بيتي مع احفادي وجيراني ولا اريد اكثر من هذا، لأنني متأكد ان شبابنا، احفادنا وابنائنا يدركون جيدا وصية كبار هذه البلدة وانهم سيستمرون في نضالهم من اجل تحقيق العودة بحق وحقيق الى برعم.

وانهى قائلا: نحن لم نقطع الامل بالعودة، اذا لم اكون انا، ابني . وان لم يكون ابني سيكون حفيدي، لأننا راجعون، راجعون، راجعون. لان هذا الوطن لنا وهذه الارض لنا، نرضع احفادنا حليب الوطن ونقول لهم ان هذه الارض ارضكم والبيوت بيوتكم. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com