في اعقاب قرار رئيس الحكومة الإسرائيلي بضم ليبرمان الى الائتلاف الحكومي واعطائه حقيبة وزارة الامن، علت الأصوات بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، فمن ناحية هناك اطراف يمينية أيدت هذه الخطوة لما تحمله من مصلحة لليمين المتطرف في البلاد خاصة وان نهج ليبرمان واضح واجندته العنصرية والفاشية ضد المواطنين العرب مكشوفة مما سيزيد من شعبية اليمين لدى اليهود المتطرفين في البلاد ومن ناحية أخرى فان من عارض الخطوة لم ير بانه سيكون هناك فرق بين تطرف وفاشية الحكومة ضد المواطنين العرب ما قبل ليبرمان او ما بعده علما انهم قد حذروا من هذه الخطوة.
عايدة توما- سليمان: دخول ليبرمان ورعونته واستفزازه الدائم قد يقصر حياة نتنياهو بدل ان يطورها!
النائبة عايدة توما- سليمان قالت ل"بكرا" في هذا السياق : من الواضح ان ضم ليبرمان الى حكومة نتنياهو يعزز القوى الفاشية داخل هذه الحكومة فاذا كنا في الحكومات السابقة نتحدث عن حكومة يمين متطرف، نحن اليوم نتحدث عن حكومة يمين متطرف مع عناصر فاشية، تشمل البيت اليهودي ويسرائيل بيتينو.
فسياسة ليبرمان المغامرة والعنصرية بامتياز كانت وما زالت تشكل خطرًا حقيقيًا في استمرارها او إمكانية القيام بخطوات اكثر قساوة من الموجودة حاليا ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما انها ستنعكس في السياسة الداخلية.
وتابعت توما- سليمان: ليبرمان كان اول من طالب بترحيل الجماهير العربية في الداخل ومن ثم اطلق مقولته " ليس هناك مواطنة بدون ولاء"، الشعار الذي يتغلغل بشكل اكبر داخل الحكومة، والمشكلة في ضم ليبرمان انه سيلقى اذان مصغية في هذه الحكومة ومقولات تشابه أقواله، من التأكيد ان حكومة تضم ليبرمان تعتبر مقولة سياسية واضحة اتجاه الحكومة والجماهير العربية واتجاه الشعب الفلسطيني والدول في المنطقة ولكنها تكشف الوجه الحقيقي لنتنياهو ومحاولات ادعائه بانه يسعى الى حل سياسي.
كحلون ابن الليكود!
واردفت معقبة على تأييد كحلون لخطوة تعيين ليبرمان كوزير امن: يبدو أحيانا ان الجمهور ينسى ان كحلون هو ابن الليكود وحتى لو كان يرفع شعار أنه يقود اجندة اجتماعية، فعلينا ان نتذكر دائما بان هذه الاجندة الاجتماعية التي يتحدث عنها كحلون حتى الان لم تأت باختراق حقيقي للسياسة الاقتصادية في البلاد او محاولة تغييرها من جذورها، وانما اجراء بعض التعديلات، ولكن بكل ما يخص القضية السياسية والمواقف السياسية فان كحلون هو ابن الليكود وهو لم يبتعد عن هذه المواقف وبالتالي فان تعيين ليبرمان لم يزعجه وهو يريد حكومة واسعة وقد قال ذلك اكثر من مرة حتى يتوقف أعضاء الليكود عن ابتزاز الحكومة في كل مرة يريدون فيها التصويت على قضية معينة وهو لا يحمل بالتأكيد أي رؤيا تخص قضية السلام او حق شعبنا العربي او الجماهير العربية فبالتالي ليس غريب ان يؤيد انضمام ليبرمان.
وأختتمت حديثها: لا اعتقد ان هناك إشكالية حقيقية في ظل الهجوم الذي يقوم به ليبرمان أحيانا ضد نتنياهو، الشيء الأكيد هو انه قد يكون دخول ليبرمان ورعونته واستفزازه الدائم قد يقصر حياة نتنياهو بدل ان يطولها، لا نعلم ذلك لكننا ننظر بقلق دائم لكل هذه التكهنات، وانا اعتقد أن التكهنات حول أي خطط جديدة يمكن ان يأتي بها ليبرمان تشكل ضربات على الجماهير العربية وعلى الشعب الفلسطيني، وواحدة من الأمور يجب ان لا ننسى ان ليبرمان اصر في مفاواضاته على تشكيل الحكومة كان حكم الإعدام الذي اعلن انه قد تم الاتفاق عليه، هذا امر لا يمكن السكوت عليه او العبور عنه بهدوء لانه أيضا تعميق للفكر الفاشي وسيطرته على الجهاز القضائي في البلاد.
يوسف جبارين: يجب العمل على فضح فاشية الحكومة بقيادة نتنياهو- ليبرمان- بينيت
بدروه النائب يوسف جبارين قال معقبا في نفس السياق: أرى ان واجب الساعة اليوم في ظل التحوّلات السياسية المتطرفة هو تشكيل أوسع تحالف ديمقراطي كفاحي من العرب واليهود، والعمل على حماية ما تبقى من هامش ديمقراطي وحريّات في البلاد. كما وعلينا في القائمة المشتركة ان نسخّر كل طاقاتنا من أجل اسقاط حكومة نتنياهو-ليبرمان- بينيت، حكومة اليمين المتطرف والمستوطنين، والكشف عن خطورة فاشيّتها، وذلك من خلال تصعيد النضال الجماهيري وتكثيف عملنا ومرافعتنا على المستوى الدولي."
وقال د. جبارين: ام الفحم إلى فلسطين ومستوطنة أرئيل لإسرائيل" - هذا كان شعار ليبرمان في الانتخابات الأخيرة وهذا الشعار يكشف العقلية الترانسفيرية لليبرمان ضد المواطنين العرب، اصحاب الأرض الأصلانيين، ويُبيّن من جهة أخرى توجهات ليبرمان لضم المستوطنات في الأراضي الفلسطينية الى اسرائيل ولتكريس الاحتلال.
وأشار د. جبارين: لا شك ان انضمام ليبرمان الى الائتلاف الحكومي كوزير للحرب يشكّل ذروة أخرى في تدهور النظام في اسرائيل الى الفاشية، فانضمام ليبرمان سيُعمّق برأيي من مخاطر سياسات الحكومة الاحتلالية وتوسيع المستوطنات وقمع الشعب الفلسطيني، كما وسيُعمّق من التشريعات العنصرية ضد المواطنين العرب، ومن سياسات قمع الحريّات وملاحقة منظمات حقوق الانسان.
كما أكد جبارين في نهاية حديثه ان انضمام ليبرمان كوزير الحربية بالحكومة قد يشكّل فرصة من اجل العمل على المستوى الدولي بهدف تعميق عزلة اسرائيل على النطاق الدولي، وتجديد الدعوة الى حراك دولي جدي يحمي الفلسطينيين. هذا التدخل الدولي اصبح شرطًا اساسيًا لاحداث تغيير بالحال الفلسطيني.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق