عندما تختلط دمعة الحزن مع دمعة الفرح لأب ثكل أبنته في لمح البصر لكنها قد وهبت الحياة للكثيرين من الناس، لا يسعنا ألا أن القول الرحمة والمغفرة لطفلته الصغيرة والصبر والسلوان لوالديها.
ليس رشح، إنما نزيف قاتل
بدأت حكاية الصراع مع الموت قبل حوالي اسبوعين عندما ارتفع درجة حرارة الطفلة، فردوس شهوان، وبدأت يظهر عليها أعراض المرض وتبدو وكأنها رشح لكن في الواقع وعندما أسعفها والديها إلى مستشفى "هعيمك"- العفولة تبين وبعد يومين من الفحوصات والعلاجات المكثفة أنّ ابنة ريمون شهوان من قرية اكسال لا تعاني مرض الرشح انما نزيف بالرأس.
كاد الوالدان أن يفقدا عقلها قبيل فُقد أبنتهما، عاملوا جاهدين أن ينقلوا ابنتهم لأي مستشفى أخر لعل الله يرحمها ويشفيها، لكن رد الأطباء من أكثر من مستشفى كرمبام، أن لا فائدة من نقل الطفلة لأي مكان فالمرض قد سيطر عليها والنزيف لا يتوقف.
وقد بقيت الطفلة في مرحلة العلاج لمدة اسبوع والوضع الصحي كل يوم كان يزداد للأسوأ الى ان فًقِدَ الامل من شفاء الطفلة.
استسلم الوالدان الى قضاء الله وقدرة وبدل أن يفكرا كيفية دفن ابنتهما بدأ الوالدان في التفكير لمن سيوهبون الحياة من خلال أبنتهما، فبعد تفكير عميق ودقيق، مليء بالأيمان والقضاء بقدر الله، قرر الوالدان أن يمنحنا أعضاء ابنتهما التي اكفاها الله رغد الحياة لأشخاص أخرين ينتظرون عضو من أعضاء جسمها كي يستمرون في عيش رغيد.
تواصل الوالدان مع مستشفى "هعميك" واخبرا المستشفى بقرارهما فما كان من الأطباء الى احتضان وجعهما ورسم البسمة على وجوه المرضى المتلقين خبر شفاءهم عن طريق طفلة شهوان .
نقل الحياة إلى الآخرين
كان شعار الوالدان ان الله يوهب الحياة للإنسان فلماذا بعد موته ان كان يستطيع أن يهب الحياة للآخرين لا يفعل؟!، وحول ذلك، قال الأب شهوان: لقد وهبني الله ابنتي التي كنت فرحاً بها أدللها الى أبعد حد ولم احرمها من اي شيء ولا أحرم نفسي من لذة الحياة معها بكل تفاصيلها، الا أن حان وقت رحيلها، لكن أنا اشعر بها اشعر بها حية، فقررت بتبرع بأعضائها لنمنح الحياة لأشخاص عدة ، ففي كل شخص أخد قطعة من ابنتي أنا اشعر بها من خلاله.
وتابع شهوان: أنا سأمنح أعضاء ابنتي دون مقابل هبه لوجه الله تعالى فأنا انسان وأعامل الشخص المقابل كإنسان لا فرق لي بدينه أو جنسيته أو قوينه ولونه لذلك لا اعتراض لنا لمن سيقومون بالتبرع المهم أن يساعد المريض ويشفى واشعر بابنتي انها رغم موتها ما زالت حية تمنح الحياة للكثير من الذين كان لولاها ولو قدرة الله لحرموا الحياة.
فارقت الطفلة الحياة وقلبها ما زال ينبض في جسم شخص أخر ، تابع شهوان قائلاَ: فارقت ابنتي الحياة يوم الاثنين في تمام الساعة السابعة فأخذت الى المعاينه كي يتم فحص أعضاءها وتقرير الاعضاء التي ستتبرع بها.
واضاف: الأن جسد طفلتي تحت التراب لكن روحها اشعر بها في كل الذين اجريت لهم العمليات لتمنحهم ابنتي الحياة أنا وجميع عائلتي، رغم كل الحزن الا اننا فرحون لمنح الاخرين الحياة أملين أن يشفوا ويكملون طريق حياتهم بخير .
واختتم شهوان: أنا وزوجتي وأبنائي بعد عمر طويل كانت وصيتنا أن تمنح اعضاءنا ليسترد الآخرين حياتهم فهذه زكاتنا في الدنيا والأخرة أملين أن يغفر الله طفلتنا ويرحما جميعاَ.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق