شغلت مسألة تعيين رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، وزيرًا للأمن الرأي العام، وذلك بعد تردد أنباء مؤخرًا عن اتفاق وشيك بينه وبين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يقضي بانضمامه وحزبه للحكومة وإقالة وزير الأمن الحالي، موشيه يعلون، وتعيين ليبرمان مكانه، حيث اعرب ناشطون حقوقيون وقياديون في المجتمع العربي عن قلقهم من هذه الخطوة في حال تم تنفيذها بشكل فعلي منوهين انها خطوة ليست لصالح المجتمع العربي بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام، ومن شأنها ان تهوي بالمجتمع الإسرائيلي الى قعر الهاوية، حيث من المحتمل أن يكون هذا التعيين ارضا خصبة لامعان الحكومة الإسرائيلية في سياستها العنصرية والمتطرفة اليمينية ضد العرب، خاصة وان ليبرمان يعتبر سياسي يميني متطرف، وكان قد دعا في وقت سابق إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتسويته بالأرض والقضاء على حركة حماس، ذلك حين شغل منصب وزير الخارجية.
من ناحية اخرى فان أحزاب يمينية او وسطيّة حذرت أيضا من هذا تعيين مثل حزب "كولانو"، برئاسة موشي كحلون، الذي حذّر من هذه الخطوة وسلبياتها المترتبة على الدولة بمعزل عن موافقة حزب ودعمهم لليبرمان كسياسي يحق له اشغال أي منصب شأنه شأن سائر الوزراء في الحكومة الاسرئيلية.
علي حيدر: السياسة الاسرائيلية مستمرة وبتسارع بالتردي والانهيار والانحطاط
الناشط الحقوقي المحامي علي حيدر عقب في هذا السياق لـ"بكرا" قائلا: لم نعد نفاجئ من تطور وتسلسل اﻷحداث السياسية في إسرائيل، فقد سحق عنصر الدهشة، لقد أدركنا منذ زمن ان السياسة اﻷسرائيلية آخذة بالتردي والتدهور والانحدار نحو ايديولوجيات اليمين المتطرفة الفاشية، ودخول ليبرمان الى الحكومة وتسلمه كما يبدو وزارة اﻷمن ما هو إلا اشارة أخرى الى تجذر هذه السياسة بالحكومة والمجتمع الاسرائيلي.
وتابع موضحا: طبعا لم يكن دخول حزب المعسكر الصهيوني الى الحكومة ليغير هذا التوجه رغم تجند بعض ساسة العالم العربي الى تشجيع نتنياهو على ضم هرتسوغ الى الحكومة ولو بشكل غير مباشر. فهرتسوغ بنفسه جنح نحو اليمين من خلال تصريحاته ومسلكياته الاخيرة ومحاولة زحفه للأنضمام لحكومة نتنياهو التي فضحت توجهاته بشكل واضح واظهرت ضعفه وهشاشته أمام مراوغات نتنياهو واساليبه التضليلية.
وأضاف: لقد رد نتنياهو على خطاب السيسي الداعي الى السلام بضم اكثر شخصية عنصرية في اسرائيل الى حكومته واختيار خيار القوة والحرب، عدا عن كون الحكومة الحالية هي الاكثر عنصرية في تاريخ الحكومات الاسرائيلية الا انها تتعزز اليوم بشخصية تعادي بشكل صريح الشعب الفلسطيني بشكل عام والمجتمع الفلسطيني في الداخل بشكل خاص من خلال مخططات الترانسفير وقوانين الولاء ومنح الافضلية في العمل للخادمين في الجيش والتحريض على المجتمع العربي وقيادته، الخ. اضف الى ذالك فقد صرح بأنه يريد القضاء على حماس ولا يولي اي اعتبار للسلطة الفلسطينية ويود تقديم قوانين تفرض الاعدام على الاسرى الفلسطينين. كما انه ناقد وحاقد ضد اي مؤسسه ليبرالية في البلاد فهو يوجه النقد للمحكمة العليا ولقسم التحقيق بقضايا الفساد في الشرطة الذي يحقق مع عدد كبير من اعضاء حزبه لتورطهم بقضايا فساد كبيرة.
ونوه مؤكدا: الرابح الاول من جولات المفاوضات في حال حصول ليبرمان على ملف الامن هو ليبرمان نفسه الذي انتهز اللحظة وانجز ما يريد، وليس نتنياهو. بالرغم من ان نتنياهو وسع حكومته واضعف المعارضة الا ان ليبرمان ليس حليفا مريحا لنتنياهو وقد وجه له انتقادات شخصية شديدة اللهجة ومن الممكن ان يعقد الامور السياسية اكثر. ليبرمان سوف يواجه بعض القيادات العسكرية في الجيش والتي سمحت لنفسها بتوجيه النقذ الذاتي ونقد الساسة مؤخرا مما جعلهم عرضة للنقد الشديد من قبل رئيس الحكومة والساسة الاسرائيلين.
وأشار لـ"بكرا": لقد نفذ نتنياهو العديد من سياسات ليبرمان رغم عدم انضمامه للحكومة وخصوصا في كل ما يتعلق بالعداء للجماهير العربية وقياداتها( من خطاب العرب يتدفقون وحتى التصريحات الاخيرة) لذا على الجانب الفلسطيني تحت الاحتلال التحضر ﻷسوأ السيناريوهات. وعلى المجتمع العربي في البلاد الاستعداد ايضا لأكثر الاحتمالات سوءً وخصوصا ان الاوضاع الراهنة في غاية التوتر.ان الحكومة الحالية ( بقيادة نتنياهو وبينت وليبرمان)لا تمتلك اي افق سياسي ايجابي وتقتل كل امل، بل انها سائرة ويتدفق وزرائها لتنفيذ سياسات الابرتهايد واستعمال العنف والتدمير مما يضع الجميع في خطر.
واختتم: هنالك من يدعي بأن العالم سيعرف الان حقيقة السياسات الاسرائيلية، وهنالك بعض الحالمين في المجتمع اليهودي الذين يعتقدون بأنه فقط حكومة يمين متطرفة تستطيع تقديم تسوية. باعتقادي العالم مشغول عن القضية الفلسطينية من جانب وحكومة اليمين تسعى الى تكريس الاحتلال وتشديدة من جانب آخر.اعتقد انه ان الاوان ان يضع الشعب الفلسطيني على مجمل اجزائه استراتيجية موحدة والاتفاق على مشروع وطني موحد والعمل على تنفيذة للخروج من هذا الواقع المأساوي واﻷليم.
رضا جابر: تعيين ليبرمان سيحدث تفاعلا دراماتيكيا داخل المجتمع في اسرائيل
بدوره المحامي رضا جابر قال لـ"بكرا" معقبا: التجربة التاريخية للسياسة في اسرائيل تؤكد بأن اقوال اليوم قد تتحول الى سياسات الغد وخصوصا بما يتعلق بالتوجهات اليمينية في اسرائيل. لذلك يجب أخذ ليبرمان على محمل الجد وبالتأكيد بعد ان فقدت السياسة الاسرائيلية كوابحها وهناك تفاعلات سلبية في الرأي العام المناصر للتطرف والتوجه العدائي ونشوة القوة الذي يسيطر على الغالبية.
وقال: لن يقصف ليبرمان اسوان ولكن سيحدث تفاعلا دراماتيكيا داخل المجتمع في اسرائيل، الاول نحو اسرائيل اكثر عنصرية وعدائية، والثاني نحو وضعه جديا في مقدمة القادة الذين سيخلفون نتنياهو، و الثالث، التقطب في مركبات المجتمع ستزداد حدة بعد تصريح ليبرمان بما يتعلق بالقادمين من روسيا والامتيازات المتوقعة لهم.
واختتم: نحن امام خطوة جدية لتعميق يمينية الدولة ومجتمعنا يجب ان يكون جاهزًا لهذة التطورات.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق