قلل المقدسيون من أهمية تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للأمن وقالوا ان ذلك لن يخيفنا ولكن يجب اخذ الأمور على محمل الجد.

وقال الناشط المقدسي هاني العيساوي المختص بالشأن الإسرائيلي ل بكرا لا توجد مخاوف من تعيين ليبرمان لان الحكومة الإسرائيلية الحالية يمينية بدون وجود ليبرمان ولكن وجوده سيزيد من التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني مضيفا ان ليبرمان أثناء وجوده في المعارضة كان يطالب بإعدام الفلسطينيين ولكن التجربة علمتنا انه في موقع المسؤولية فان المواقف تتغير.

ولم يستبعد العيساوي في ان دخول ليبرمان للحكومة ان يزيد من الطابع اليميني الفاشي لهذه الحكومة العنصرية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني جميعها.

كما لا يرى بان تعيين ليبرمان سيغير من الوضع الأمني في القدس علما ان وزير الأمن الداخلي الذي لا يقل عنصرية عن ليبرمان هو المسئول عن الأوضاع الامنية في القدس في حين ان وزير الأمن مسئول عن الجيش الذي لا يوجد له دور في المدينة.

وأشار العيساوي الى مواقف ليبرمان المتطرفة حيال قطاع غزة عندما كان في المعارضة ولكن اعتقد ان من سيتولى زمام الأمور في القطاع هي هيئة الأركان والضباط العسكريين لان ليبرمان جاء من خلفية مدنية ويفتقر للخلفية الأمنية والعسكرية. وقال ان ليبرمان سيحاول الضغط باتجاه خطوات اكثر تشددا في التعامل مع قطاع غزة ولكن باعتقادي لن يقرر هو الموقف النهائي للقضايا الخطيرة.

رد على السيسي 

فيما اكد حاتم عبد القادر وزير شؤون القدس السابق ان تعيين ليبرمان يكشف النوايا الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي وهو رد على مطالبة الرئيس المصري السيسي لنتنياهو للدخول في مفاوضات سلام مع الفلسطينيين .

وقال ل بكرا هذا يكشف الوجه الحقيقي لنتنياهو والحزب الحاكم موضحا ان التعيين بمثابة سكب ماء بارد على كل الجهود المبذولة على الصعيد الدولي وخاصة موضوع المبادرة الفرنسية بإعادة إحياء عملية السلام. واصفا الخطوة بانها تصعيد واضح على الاوضاع الميدانية في المناطق الفلسطينية وفي مدينة القدس وهي أخر رصاصة سوف يستخدمها نتنياهو في هذه الحكومة اليمينية. ولكن عبد القادر أضاف إذا ظن بهذا التعيين الذي يستهدف المحافظة على بقائه كرئيس للحكومة بصرف النظر عن كل التداعيات السياسية والأمنية الأخرى المترتبة على هذا التعيين إلا أننا نؤكد ان هذا التعيين لن يخيفنا ولن يفزعنا كمقدسيين ويجعلنا إصرارا على المضي قدما باتجاه النضال لتحصيل حقوقنا الفلسطينية المشروعة.

وأشار عبد القادر الى ان تعيين لبيرمان في منصب عسكري بالتأكيد سوف ينجم عنه تداعيات خطيرة على الأوضاع في المنطقة ليس فقط على الصعيد الفلسطيني وقد نشهد حربا مرتقبة على قطاع غزة خاصة ان ليبرمان كان يدعو دوما لعملية اجتياح شامل للقطاع كما سوف نشهد توتيرا للوضع في جنوب لبنان ولذلك اعتقد ان إضافة ليبرمان للحكومة يعني أنها أصبحت حكومة حرب.

رسالة إلى العالم العربي 

من جهته قال الدكتور امجد شهاب استاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة لـ بكرا ان اختيار ليبرمان لمنصب وزارة الامن وضم حزبه للائتلاف اليميني المتطرف عبارة عن رسالة يوجهها نتنياهو للفلسطينيين والعرب والمجتمع الدولي خاصة وانه وفضل ضم حزب اليمين المتطرف على ضمه حزب العمل اليساري.

ورأى ان على الفلسطينيين اخذ الأمور على محمل الجد خاصة وانه ليس خفيا على احد مواقف ليبرمان المتطرفة اتجاه الفلسطينيين وخاصة ان الوضع الإقليمي يلعب لصالح إسرائيل وقد يكون تعيين ليبرمان رسالة لخطاب الرئيس المصري الداعم لحل المفاوضات والفرنسيين حول موضوع المؤتمر الدولي حيث سيحمل ليبرمان نهجا وأسلوبا مغايرا وأكثر تطرفا وهمجية عن وزير الامن السابق موشيه يعلون خاصة وان حزب ليبرمان المتطرف ايد الإفراج عن الجندي الذي قتل الشاب الفلسطيني الجريح في الخليل بالإضافة الى مطالبته باتخاذ إجراءات أكثر حزما اتجاه الفلسطينيين والمطالبة بسحق وإسقاط حركة حماس عن السلطة بغزة بالإضافة الي تأييده ضم غالبية أراضي الضفة الغربية وفرض حل من طرف واحد.

واشار الدكتور شهاب الى ان تعيين ليبرمان سيسرع من حالة الاحتقان وانسداد الافق وقد يؤدي الى انفجار الوضع من جديد خاصة ان حكومة يمين متطرف موسعة ستزيد من التصرف بحدة وعدوانية أكثر حتى مع فلسطيني الداخل لذا نحن امام حكومة عنصرية بكل معنى الكلمة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com