سيؤدي اتفاق نادر إسرائيلي - فلسطيني  إلى إزالة الألغام من موقع التعميد المسيحي "قصر اليهود" في غور الأردن (جنوب شرق أريحا)، هذا ما نُشر في موقع "وول ستريت جورنال" الأمريكي.

مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على غور الأردن، عند انتهاء حرب الأيام الستة، قبل نحو خمسين عاما، دُفنت بين المنطقة الصغيرة الواقعة بين الكنيسة القائمة في المكان وبين ضفة النهر - والمقدّرة بنحو نصف كيلومتر مربّع - تقريبا 3,000 لغم ضدّ الدبابات والبشر. كانت تهدف هذه الخطوة إلى منع تقدّم الجنود الأردنيين باتجاه البلدات الإسرائيلية من غربي النهر.

ولكن اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994 هدأ قليلا النفوس، وفي العشرين عاما الأخيرة يعتبر خطّ الحدود بين الأردن وإسرائيل أحد أهدأ الخطوط في المنطقة. عام 2011، أزالت إسرائيل بعض الألغام في الموقع، وسمحت بذلك للحجاج المسيحيين بالوصول إلى المكان والتعمّد في النهر - والذي يُعتبر المكان الذي تم فيه تعميد يسوع وفقا للمعتقد المسيحي. وبالمناسبة، يعتبر المكان في اليهودية موقع اجتياز بني إسرائيل لدى قدومهم من مصر إلى إسرائيل.

منذ إزالة الألغام أصبح "قصر اليهود" أحد المواقع السياحية الأكثر شعبية في إسرائيل، وفي كل عام يزوره نحو 300 ألف شخص. والآن تسعى وزارة الدفاع إلى السماح بالوصول إلى كل المكان، أملا أن يوفر المشروع زخما سياحيّا إضافيا للمنطقة.

هناك في الموقع كله عدة مقدسات مسيحية، من جميع التيارات المختلفة في هذه الديانة، بالإضافة إلى خمس كنائس وأديرة. يقدّس الحجاج من إثيوبيا، بلاد البلقان والمسيحية الأرثوذكسية جميعهم الموقع ويزورونه. قررت وكالة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في السنة الماضية أنّ "قصر اليهود" هو موقع تراث عالمي - ولكن فقط من الجانب الأردني من الحدود، وأثار هذا القرار الغضب في إسرائيل.

والآن يأمل المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون المشاركون في مشروع إزالة الألغام، كما نُشر في "وول ستريت جورنال"، أن يبثّ البرنامج رسالة من التسامُح الديني في المنطقة.



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com