مع بداية موسم 2015-16 وبعد موسم انتقالات ساخن بين الأندية التي رغبت في تدعيم صفوفها من أجل المنافسة سواء على البطولات أو على احتلال مراكز متقدمة في جدول الترتيب، انعقدت آمال الكثيرين على هؤلاء اللاعبين لتقديم الإضافة ولكنهم في النهاية دخلوا صفحة النسيان ولم يقدموا المأمول منهم.

والأمر ليس متعلقا فقط باللاعبين الجدد ولكن هناك نجوما آخرين في أنديتهم كانت الآمال منعقدة عليهم ولكنهم ظهروا بأداء مغاير وباهت للغاية.
في الدوري الإنجليزي، دخل مانشستر يونايتد سوق الانتقالات الصيفية بقوة وتعاقد مع عدة لاعبين اختارهم الهولندي لويس فان جال بنفسه، لتتفاءل جماهير اليونايتد بموسم ينسيها الثلاث سنوات المريرة التي تحول فيها مسرح الأحلام “أولد ترافورد” لكوابيس لاسيما بعد رحيل أسطورة النادي والتدريب، السير أليكس فيرجسون.

ويأتي على رأس هؤلاء الجناح الهولندي الشاب ممفيس ديباي القادم من صفوف أيندهوفن الهولندي والذي قاد الفريق بجدارة للقب الدوري في موسم (2014-2015)، وزاد من أهمية الصفقة القيمة المادية التي تم دفعها من أجل الحصول على خدماته والتي بلغت 30 مليون يورو.
ولكن سرعان ما بدأت هذه الآمال في التبخر ولم يقدم اللاعب ما كانت تنتظره منه جماهير “الشياطين الحمر” ومع الاعتراف بأن حالة الفريق المتراجعة هذا الموسم كان لها أثر بالغ في ظهور ديباي بهذا المستوى، إلا أن اللاعب نفسه لم يطور من أدائه ولم يقدم الجديد حتى أنه لم يشارك سوى في 45 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم ولم يحرز خلالها سوى سبعة أهداف وصنع 9 آخرى، لينتهي به المطاف أسيرا لمقاعد البدلاء لحساب لاعبين صاعدين من أبناء النادي مثل ماركوس راشفورد وجيسي لينجارد.

وفي تشيلسي، لم تكن الصفقات الجديدة هي التي خيبت الآمال فحسب، بل أيضا نجوم الفريق الذين تألقوا في الموسم الماضي (2014-15) وكانوا سببا رئيسيا في تتويج البلوز بلقب البريميير ليج، وعلى رأسهم الثنائي البلجيكي إيدين هازارد والإسباني دييجو كوستا.
فالجناح البلجيكي الذي حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي بعد الدور الكبير الذي لعبه في تتويج فريقه باللقب المحلي للمرة الخامسة في تاريخه والأول منذ (2009-10)، قدم موسما مخيبا للتوقعات وكان حاضرا غائبا في صفوف البلوز حتى أنه حينما كان متواجدا لم يعد ذلك اللاعب الحاسم القادر على صناعة الفارق.

وكان للمشاكل الكبيرة المحيطة بالفريق وداخل غرف الملابس في النصف الأول من الموسم، تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، الأثر البالغ في هذا الأمر، حتى أن الفريق وصل إلى احتلال المركز الخامس عشر في بعض الأوقات من الموسم والاقتراب من مناطق الهبوط.
ودفع مورينيو ثمن تراخي وتخاذل لاعبيه لتعصف به الإدارة من منصبه، وتستقدم الهولندي جوس هيدينك كمدرب مؤقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتفائل الجميع خيرا بقدوم هيدينك ولكن تعرض هازارد حينها لإصابة كبيرة في عضلة الفخذ في شهر يناير/كانون ثان الماضي خلال مباراة كريستال بالاس أبعدته كثيرا عن الملاعب.

فأرقام الموسم الحالي تعكس كثيرا الحالة غير الطبيعية التي مر بها هازارد، حيث أنه شارك في إجمالي 43 مباراة في جميع المسابقات لم يحرز خلالها سوى 6 أهداف وساهم في صناعة 8 آخرى.
لاعب آخر في تشيلسي كانت تعقد عليه الجماهير الكثير للحفاظ على لقب البريميير ليج لاسيما وأنه شكل مع هازارد وويليان ثلاثيا خطيرا في ذلك الموسم وحسم الكثير من المباريات بأهدافه الـ20 خلال 26 مباراة لعبها في الدوري فقط، ولكن الإسباني دييجو كوستا تحول من مهاجم خطير ومزعج للمنافسين إلى عنصر يمثل عبئا على فريقه بسبب عصبيته الزائدة وعنفه المفرط مع المنافسين، الأمر الذي كلفه الإيقاف في أكثر من مناسبة ولعدة مباريات.

وعلى الرغم من أنه شارك في 41 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم إلا أنه لم يستطع تسجيل سوى 16 هدفا فقط.
وفي الليجا، أعلن نادي أتلتيكو مدريد خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضي عن تعاقده مع المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز مقابل نحو 35 مليون يورو قادما من صفوف بورتو البرتغالي لتأمل جماهير “الروخيبلانكوس” بقدوم نسخة جديدة من المهاجم الكبير راداميل فالكاو.
وزاد من تفاؤل الجماهير هو أن مارتينيز كان هداف “التنانين” خلال الثلاثة مواسم التي قضاها معه، حيث أنه أحرز 94 هدفا خلال 143 مباراة لعبها طيلة هذه الفترة في جميع المسابقات، ولكن سرعان ما دخل اللاعب طي النسيان ولازم مقاعد البدلاء على الرغم من اعتماد دييجو سيميوني عليه في البداية إلا أن مردوه المخيب دفع الـ”تشولو” للاعتماد بشكل أساسي على الفرنسي أنطوان جريزمان ومعه فرناندو توريس.
وشارك مارتينيز مع الأتلتي في 22 مباراة كأساسي ولم يتمكن خلالها من إحراز سوى ثلاثة أهداف فقط، إثنين في الليجا أمام إشبيلية وفالنسيا وأخر في دوري الأبطال أمام أستانة الكازاخي، لينتقل بعد ذلك لصفوف جوانجزو إيفرجارند الصيني في شهر فبراير/شباط الماضي مقابل 42 مليون يورو.

ولم يكن الجار ريال مدريد أوفر حظا من الأتلتي، عندما تعاقد في نفس الفترة تقريبا مع لاعب آخر من صفوف بورتو وهو الظهير الأيمن البرازيلي دانيلو ليكون خير معوض للمتألق داني كارباخال حال تعرضه للإصابة أو الإيقاف.
وزادت آمال جماهير الملكي في أن يكون اللاعب إضافة قوية بعد المبلغ الذي دفعته إدارة النادي من أجل الحصول على خدماته، 31.5 مليون يورو، إلا أنها استفاقت في النهاية على مردود باهت منه سواء مع رافائيل بنيتيز، المدير الفني السابق، أو الحالي الفرنسي زين الدين زيدان، حتى وصل الأمر لإطلاق صافرات الاستهجان ضده كلما لمس الكرة، فكان من الطبيعي أن يلازم مقاعد البدلاء في النهاية.
وبعدما انتظرا بشغف اليوم الذي ستتنهتي فيه فترة العقوبة المفروضة على النادي في شهر يناير/كانون ثان الماضي بسبب الإخلال بقوانين الفيفا في التعاقد مع لاعبين أجانب قاصرين، جاءت الفرصة لثنائي برشلونة، لاعب الوسط التركي أردا توران، والظهير الأيمن أليكس فيدال، من أجل إثبات أحقيتهما بارتداء قميص البلاوجرانا.

ولكن سرعان ما لازم الثنائي مقاعد البدلاء، حتى وصل الأمر بالمدير الفني للفريق، لويس إنريكي، لاسبتعاد أليكس فيدال من قائمة الفريق تقريبا في مباريات الدور الثاني، وهذا ما تعكسه الأرقام التي تقول أن اللاعب الذي تألق مع إشبيلية في الموسم الماضي، لم يشارك منذ شهر يناير سوى في 14 مباراة فقط في الليجا وكأس الملك، حيث لعب أربع مباريات كاملة في الليجا وثلاث في الكأس.
ولم يكن توران أفضل حالا من فيدال، فاللاعب الذي كان أحد مفاتيح فوز أتلتيكو مدريد بلقب الليجا في موسم 2013-14 والتأهل لنهائي دوري الأبطال في نفس الموسم، ظل هو الآخر ملازما لمقاعد البدلاء وشارك، بنسبة أكبر من الظهير الأيمن، في 25 مباراة في جميع المسابقات أحرز خلالها هدفين فقط وصنع أربعة آخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com