لا ترتبط كرة القدم فقط بما يحدث داخل الملعب، بل إن جانبا من اثارتها يكمن تحديدا فيما يدور في كواليس كل ناد والحروب التي قد تنشب أحيانا في قاعات المؤتمرات الصحفية وعلى صفحات الجرائد وفي وسائل الاعلام بين المدربين واللاعبين ومسئولي الأندية.
لم يكن موسم 2015ـ2016 استثناء لهذه القاعدة، حيث كان مليئا منذ بدايته بتراشق للكلمات وتصريحات غريبة خرجت من أفواه عدد من النجوم والمدربين.

حمية بنيتيز:

الاعتناء بالسعرات الحرارية التي يتناولها المرء أمر مهم للغاية إذا ما كان أحدهم يرغب في الحفاظ على شكله العام ومن ضمن سبل الحفاظ على الصورة العامة للمرء في عالم الكرة أيضا عدم الدخول في حرب تصريحات مع البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب تشيلسي السابق، ولكن هذا أمر لا يدركه آلجميع.
لم تكن مونتسيرات سيارا زوجة المدير الفني السابق لريال مدريد الإسباني، رافائيل بنيتيز، البدين بعض الشيء، تدرك هذه القاعدة حينما خرج منها تصريح يتعلق بالمدرب البرتغالي بعد تعيين زوجها مدربا للنادي الملكي حينما قالت إن “رافا دائما ما يتولى مسئولية الفرق التي دربها مورينيو لاصلاح ما أفسده”.

الحقيقة إن تصريحات سيارا لم تكن موفقة للغاية ولم تكن في محلها لذا فإن مورينيو كان له رده الخاص للغاية حيث قال “هذه السيدة اختلط عليها الأمر.. حينما درب رافا تشيلسي كان خليفة لدي ماتيو وفي الريال يأتي عقب أنشيلوتي، المرة الوحيدة التي خلفني فيها مباشرة كانت مع إنتر ودمر أفضل فريق في أوروبا خلال ستة شهور، عوضا عن الحديث بخصوصي عليها الاعتناء بحمية زوجها”.

إبراهيموفيتش وبرج إيفل:

لا يمر عام دون أن يخرج تصريح واحد غريب على الأقل من السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، لذا فإن موسم 2015/2016 كان له نصيبه من ابداعات “السلطان” خارج الملعب، فبعد أن ضمن فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي التتويج بلقب الدوري بالفوز على تروا بتسعة أهداف نظيفة قال إبرا مازحا للرد على الصحفيين بخصوص مسألة استمراره مع النادي من عدمه “إذا ما صنعوا لي تمثالا ووضعوه مكان برج إيفل ربما أفكر في البقاء”.
لم يتوقف الأمر عند هذا، حيث إن المسئولين عن برج إيفل استغلوا الأمر عبر حساب الأثر الرسمي على شبكة (تويتر) الاجتماعية ونشروا تغريدة موجهة للاعب السويدي قالوا فيها “أحب خفة ظلك ولكن أنا البرج الأساسي”.

رجولة باكو:


يشتهر المدير الفني لرايو فايكانو باكو خيميز بعدة أمور من ضمنها الجرأة في طريقة اللعب أمام أعتى الفريق وسعيه الدائم للاستحواذ على الكرة والهجوم، الأمر الذي غالبا ما يكلفه خسائر ضخمة، ولكن هذا لا ينفي كون طريقة لعب فريقه ممتعة.
تعد المشكلة الرئيسية لباكو التصريحات التي يطلقها، ومن ضمنها ما قاله قبل مواجهة ريال مدريد في 15 ديسمبر/كانون أول حينما كان الفريق الملكي لا يقدم مستوى طيبا تحت قيادة بنيتيز.

حينها قال مدرب رايو في تصريحات اذاعية “أراهن برجولتي على أننا سنقدم أداء طيبا في البرنابيو”. مرت الأيام وجاء موعد المباراة بعدها بخمسة أيام، وأمطر الريال رايو بعشرة أهداف مقابل اثنين، ليخرج باكو بعدها منتقدا التحكيم ولكن أيا من الصحفيين لم يجرؤ على تذكيره برهانه، كتأكيد على أنه لا يزال يحتفظ بها.

ميلو والتنس:

يرى الكثيرون أن التنس لعبة آمنة وراقية، وهذا اعتقاد صحيح، فالعلاقات بين اللاعبين رائعة داخل وخارج الملعب الذي لا يشهد أي التحام أو احتكاك بدني كما يحدث في عالم كرة القدم، ولكن هذا الأمر لا يعني أن الساحرة المستديرة تقوم فقط على الالتحامات والاحتكاكات دون أي جماليات.

كان للبرازيلي فيليبي ميلو، اللاعب الذي يلعب بخشونة كبيرة، رأي أخر في بداية الموسم وبعد تحقيق أربعة انتصارات متتالية مع فريقه انتر ميلانو منحته حينها صدارة الـ”سيري آ” حيث قال “قوة الالتحامات؟ الكرة مبنية على هذه القوة ومهمتي ايقاف الخصوم، فمن لا يعجبه هذا، فليذهب ويلعب التنس”.

حرية الرأي مكفولة للجميع، ولكن تمر الأيام ويشاء القدر أن يتعرض ميلو لاصابة قوية بعد تدخل غير مقصود مع زميله التشيلي جاري ميديل في الجولة الـ15 من الدوري الإيطالي أمام جنوى، الأمر الذي تسبب في فقدانه الذاكرة بصورة مؤقتة.

لم يتوقف الأمر عند هذا حيث أن إنتر خرج في النهاية من الموسم خالي الوفاض دون أي ألقاب ليبدأ اللاعبون غير الدوليين عطلتهم، التي لن يستغلها ميلو بكل تأكيد للعب التنس.

مازوخية فان جال:


لم يكن الهولندي لويس فان جال موفقا هذا الموسم في ادارة فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، خاصة في ظل الأداء العقيم والممل الذي يقدمه الفريق، ولكن طوال هذا العام الكروي لم يتوقف عن اطلاق تصريحات غريبة.

وكانت وسائل الاعلام على موعد مع أغرب ما قاله فان جال هذا الموسم في الأول من مايو/آيار بعد مواجهة ليستر سيتي التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، حينما قال إن الحكم أخطأ حينما لم يحتسب ركلة جزاء لفريقه بعدما جذب مدافع “الثعالب” روبرت هيوث لاعبه مروان فيلايني من شعره.

لم يلجأ فان جال لاختيار كلماته بعناية أو ربما كان يعلم ما يقوله حينما تحدث عن هذه الواقعة بعد المباراة حيث قال لأحد المراسلين “حينما يقوم شخص بجذب آخر من شعره فإن هذا لا يحدث سوى في ممارسات المازوخية الجنسية، ولكن ليس بكرة القدم، أنت شعرك أقصر من فيلايني، ماذا ستفعل إن جذبتك منه؟”.

مورينيو واللاجئين:


يظهر اسم مورينيو مرة أخرى في القائمة، ولكنه هذه المرة لم يكن يرد على زوجة بنيتيز، بل على الصحفيين عقب الخسارة من إيفرتون بثلاثة أهداف مقابل هدف وتراجع تشيلسي للمركز الـ16.

“ضغوط؟ لا أنا مدرب كرة قدم وهذا أمر يدعو للفرح والسعادة. اللاجئون ربما يشعرون بالضغط. هذه مشكلة. لكن كرة القدم لا توجد بها مثل هذه الضغوط. أوجه كلمة للدرجة الأولى في إنجلترا. لا تقلقوا. سنبقى في الدوري الممتاز ولن نلعب معكم الموسم المقبل”.. كانت هذه الكلمات التي استخدمها مورينيو في حينها، حينما كانت أزمة اللاجئين السوريين في أوج قوتها.

وكان مورينيو محقا في كلماته، فضغط كرة القدم لا يوازي ضغط قضية اللاجئين وتشيلسي تمكن من البقاء في البريميير ليج، ولكن بدونه حيث أنه تعرض للاقالة من منصبه في الـ”بلوز” دون أن يعود للتدريب حتى الآن.

جوارديولا والألقاب:

قبل مواجهة أتلتيكو مدريد في اياب نصف نهائي دوري الأبطال على ملعب أليانز أرينا لم يكن تعبير “الرصاصة الأخيرة” هو أغرب ما قاله مدرب الفريق البافاري، الإسباني بيب جوارديولا، بل كان أمرا لا يتوقعه أحد.

خلال هذا المؤتمر نفى المدرب الكتالوني أن يكون اعتبر أرضية ملعب فيسينتي كالديرون سببا في خسارة مباراة الذهاب، ولكنه استخدم تعبيرا اسبانيا دارجا للتأكيد على هذا الأمر وخبرته في خوض كل أنواع المباريات.
وقال بيب حينها “مؤخرتي تضخمت من كثرة الفوز بالألقاب”، بعد أن واجه خلال مسيرته مجموعة من المواقف المتشابهة والمختلفة.

وأضاف “هناك طرق كثيرة للفوز في كرة القدم وهذا شيء نعرفه نحن الاثنان. نحن أبناء ما نتعمله”، في اشارة لدييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com