بهذه الحافلة التي هجر بها أهلي من داخل فلسطين المحتلة في العام 1948 سأعود إلى أراضي، واليوم أنا أسير هذه الحافلة في مدينة رام الله في إطار مسيرة للسيارات القديمة تأكيدا على ان شعبنا الفلسطيني لن ينسى حقه بالعودة ولن يتنازل عن هذا الحق المقدس"، بهذه الكلمات بدأ الشاب أكرم منصور حديثه عن الحافلة التي يقودها في شوارع رام الله والبيرة إحياء لذكرى النكبة الأليمة التي تمتد على مدار 68 عاما مضت.

والباص نمرته "فلسطين 4600572" ومكتوب على جانبيه المدن التي يصل إليها "كويت ـ بغداد ـ عمان ـ الشام ـ بيروت ـ القدس ـ رام الله ـ نابلس ـ جنين ـ حيفا ـ يافا ـ غزة ـ عكا ـ القاهرة ـ صنعاء ـ جد ـ السلط ـ الشونة"، الغاية من ذكر كل هذه المدن على الباص لتأكيد فكرة كسر الحدود وأن فلسطين جزء من الوطن العربي الكبير.

الباص يشبه تلك الباصات القديمة، والتي شاهدنا منها في بعض المسلسلات حول فلسطين كـ "التغريبة الفلسطينية" للمخرج حاتم علي والكاتب وليد سيف؛ لكن الباص هنا في 2016 من القرن الحالي سيكون استديو لتصوير برنامج وثائقي تروى من خلاله المراحل الثورية للشعب الفلسطيني والعربي، وسيعمل البرنامج عبر ما سيقدمه على أن يعيد تأكيد أن لا بوصلة للعرب والمسلمين سوى القدس، كما يوضح منصور.

يحاكي نموذج الباصات القديمة

وقال منصور إن الباص يحاكي تماماً نماذج الحافلات التي كانت عاملة في فلسطين قبل النكبة، وليس سراً أن بعضها كان ينقل الركاب بين العواصم الحالية، أو المدن التجارية في الدول العربية بتقسيماتها الراهنة".

بين نكبة وحلم، تكون الفكرة على ما يبدو، و"باص 47" محاولة جادة إعادة الاعتبار لفكرة الوطن العربي، وبالطبع فلسطين الغصة الكبرى في قلب كل عربي يؤمن أن لا بد للثورة مهما طال الزمن أن تنتصر، ولربما يتمكن الباص من عبور الحدود عبر الأغوار إلى فلسطين من دون نقطة حدودية يرفرف عليها علم الاحتلال الإسرائيلي.

ويسير الباص 47 ضمن مجموعة من السيارات القديمة التي اخترقت وسط رام الله والبيرة وهي تطلق العنان لأبواقها وترفع الأعلام السوداء، في مقال أغان وطني تبث تؤكد أن شعبن الفلسطيني سيعود يوما للأرض التي هجر منها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com