تُعتبر نكبة الشعب الفلسطيني، مأساة إنسانية، تتعلق باقتلاعه، تهجيره وتشريده من أرضه، قريته/ مدينته، وطرد عدد كبير منه إلى خارج ديارهم ( أرض فلسطين)، خلال عام 1948، والتي كان لها تأثيرات عديدة، على الجانب الإنساني، الثقافي، الاقتصادي، المجتمعي والسياسي، والنفسيّ على المهجرين، حيث تركت الأحداث الصادمة على النكبة ألمًا شديدًا على حياة الكثير من المهجرين، والتي توارثت من جيلٍ إلى آخر.
موقع بُـكرا، توجه بالحديث إلى المختص النفسي والعلاجي الدكتور عدنان أبو الهيجا، الذي تحدث عن التأثير النفسي للنكبة والتهجير على الأجيال.
التأثير النفسي للصدمة يُؤثر على الأشخاص الذين كانوا بتواصل مع المُصاب أيضًا.. من المحرقة حتى النكبة..
وردًا على سؤالنا حول التأثير النفسي للنكبة على الأجيال المتوارثة، قال: بدايةً ان التعرض للأحداث الصادمة يثير بالنفس ألمٍ شديد ويُؤثر كثيرًا على حياة المصاب في مجالات عدة. وليس هذا فحسب فالأبحاث اثبتت أن التعرض للصدمات النفسية لا يُؤثر فقط على المصاب وانما على اشخاص اخرين لم يتعرضوا بأنفسهم للصدمة بشكل مباشر وانما كانوا بتواصل مع المصاب. وهذه الظاهرة تسمى بالصدمة النفسية الثانوية، وبدايةً الاهتمام بهذه الظاهرة كان في سنوات الستينات على نسل اليهود الناجين من المحرقة، حيث ظهرت افادات ان الانعكاسات النفسية للمحرقة لم تكن فقط على الناجين وانما ظهر عند ابنائهم اضطرابات نفسية وكأنهم عايشوا احداث المحرقة بأنفسهم رغم انهم ولدوا بعد سنوات عديدة من المحرقة.
وتابع د. أبو الهيجا: عانى نسل الناجين من عوارض نفسية مثل القلق الشديد، والتوتر المستمر، والكوابيس الليلية، والشعور بعدم الامان ما يسبب التعلق المستمر والصعوبات بالاستقلالية> ومنذ ذلك الحين أجريت مئات الابحاث بهذا السياق، بداية على الناجين من المحرقة ونسلهم ولاحقا على مجموعات سكانية عاشت تجارب صادمة.
وتابع د. أبو الهيجا: يتناول كتاب „International Handbook of Multigenerational Legacies of Trauma”- (الدليل العالمي للإرث المتعدد الاجيال للصدمات النفسية ) نتائج مئات من الابحاث التي فحصت التأثيرات النفسية لكوارث طبيعية واخرى من عمل الانسان على الاجيال التالية للناجين من الاحداث. فهنالك ابحاث كما اوردت على الجيل الثاني والثالث من اليهود الناجين من المحرقة، هنالك ابحاث على اجيال متتابعة من الهنود الحمر في القارة الامريكية، على المواطنين الاصليين في كندا وفي استراليا وعلى الجيل الثاني والثالث من الناجين من القنابل الذرية على المدن اليابانية ابان الحرب العالمية الثانية. كما ويتناول الكتاب، أبحاث عن الجيل الثاني لمتضرري الحكم الاستبدادي لستالين في الاتحاد السوفياتي وكذلك الجيل الثاني من الارمن وابحاث اخرى كثيرة عن مجموعات سكانية مختلفة في العالم ذات تاريخ صدمات جماعية شبيه في بعضها للتجربة الفلسطينية.
النكبة وانعكاساتها النفسية على المدى الطويل...
وتابع د. أبو الهيجا: لكن النكبة وانعكاساتها النفسية على المدى الطويل والعابر للأجيال بقيت شحيحة الى معدومة. في حين وثقت استعراضات تاريخية صورا مستعارة من الماضي عن التهجير و النكبة، وأبحاثًا اخرى تطرقت الى نماذج اجتماعية لفهم مراحل و تكيف فلسطيني الداخل منذ النكبة فقد كانت الابحاث التي تطرقت للانعكاسات النفسية للنكبة سواء على الجيل الاول او الاجيال التالية تكاد تكون معدومة.
التهجير الداخلي والصحة في اوساط الاقلية الفلسطينية في إسرائيل..
وأستعرض د. أبو الهيجا مقالاً للباحثة د. نهاية داود من مجال الصحة العامة تحت عنوان "Internal displacement and health among the Palestinian minority in Israel" (التهجير الداخلي والصحة في اوساط الاقلية الفلسطينية في اسرائيل). مشيرًا إلى أنّ الباحثة قامت بفحص انعكاسات التهجير على الصحة الجسدية للمهجرين من فلسطيني الداخل ونسلهم. وفي المقال تصف المؤلفة تأثيرات سلبية طويلة المدى للتهجير على تقييم الفرد لصحته الجسدية مقارنة بالأقلية العربية من غير اللاجئين. وهذا الفرق بين المجموعتين تنسبه الباحثة الى الجروح النفسية للتهجير التي لم تلتئم بعد.
كما استعرض بحثًا آخرًا عملت عليه المختصة النفسية د. صفاء نصر غنادري، خلال عام 2013، وهو بحث نظري وكمي فحصت من خلاله انعكاسات النكبة والتهجير على الجيل الاول في بحثها، فبرزت بشكل خاص مساهمة مشاعر الذل التي عايشوها في النكبة على المعايير في الحاضر، وفي مجال الرفاه والضائقة النفسية، وعلى مشاعر الغضب والرغبة في الانتقام من الدولة والشعب اليهودي. اضف الى ذلك فان المقارنة بين المهجرين المحلين دلت على فروق كبيرة بينها في مشاعر الحذر و الغضب في الوقت الحاضر.
تأثير الضغط النفسي للنكبة والتجير على الجيل الأول، ومن ثم على الجيل الثاني والثالث للنكبة..
ويقول د. أبو الهيجا في سياق تأثير الضغط النفسي للنكبة على الجيل الأول: في هذا السياق تم فحص انتشار الاعراض النفسية مثل الاكتئاب الخوف الشديد، الاضطرابات الجسدية على اساس نفسي، وصعوبات على مستوى العلاقات الشخصية، ومشاكل في الوضع الصحي والاداء العام، اضافة الى ذلك فقد بحث تأثير الاحداث المذكورة على بلورة هوية قومية والموقف تجاه الدولة والشعب اليهودي، أضف الى تأثير الأحداث ان ذاك على بلورة فرضية اساسية حول العالم والإنسان من حولنا. كما وتم في البحث فحص العلاقة بين انفتاح الاهل ومشاركتهم او عدم مشاركتهم تجاربهم من النكبة مع ابنائهم وتأثير ذلك على المتغيرات المفحوصة.
وردًا على سؤالنا حول أعمال الأشخاص المشاركين في البحث، قال د. أبو الهيجا: في القسم الاول من البحث تم مقابلة 50 شخصًا من الجيل الاول للنكبة، واعمارهم خلال النكبة تجاوزت 8 سنوات كحد ادنى. فمن خلال المقابلات تم شمل كل الاحداث الصادمة والمواقف الضاغطة التي تعرض لها الاهل، وبناءً على ذلك تم بناء استبيان "التجارب الصادمة للأهل خلال النكبة". وفي البحث استخدم كذلك استبيان انتقال الصدمات للجيل الثاني، واستبيان تقييم الجيل الثاني لانفتاح الاهل لتجاربهم الصادمة مقابل سكوتهم .
وقال: فيما يتعلق بالاعراض النفسية لدى الجيل الثاني تم اختبارها بمساعدة استبيان قائمة الاعراض النفسية ولفحص تأثير تجارب الاهل من النكبة على تطور معتقدات وفرضية شخصية حول العالم والحياة بشكل عام عند الجيل الثاني تم استخدام استبيان فرضيات حول العالم. لفحص مشاعر الحقد والرغبة بالانتقام من الدولة والشعب اليهودي تم الاستعانة باستبيان خاص تم اعداده خصيصا لهذا الغرض في بحث اخر عن الانعكاسات طويلة المدى للنكبة.
وفيما يتعلق بالبحث قال: عينة البحث تكونت من 351 شخص من الجيل الثاني للنكبة، كلهم مواليد بعد سنة 1952 وتراوحت اعمارهم بين 37 سنة الى 65 سنة، ومعدل الاعمار كانت 58 سنة. العينة توزعت على اكثر من 50 بلدة في شمال البلاد. نسبة المهجرين في العينة تعدى 40%. نسبة الرجال في العينة كانت 54% ونسبة النساء كانت 46%. بالنسبة للديانة تكونت العينة من 65% مسلمين و 35% مسيحيين".
وردًا على سؤال "بكرا" على ماذا تمحورت الأحداث الصادمة للأشخاص الذين شملهم البحث، قال د. أبو الهيجا: " بالنسبة للجيل الاول " النكبة " هي تجارب متراكمة لم تهضم بعد. ( " الجرح ما زال ينزف بغزارة والقلب يتقطع وما زال يتألم ") حسب اقوال حسن من خلال مقابلة مع الجيل الاول .في تجربتهم الداخلية، الضائقة العاطفية التي ابتدأت مع الحرب والتهجير من القرية ما زالت ترافق الاشخاص وكأنه لم يمر اكثر من 65 عامًا منذئذ، فقدان متراكم ، صراعات دائمة للبقاء و كذلك عدم وجود حلول مناسبة كل هذه الامور ابقت النكبة صدمة غير مهضومة و مؤلمة جداً بالنسبة للذين مروا بها. هذا الالم عبر عنه المهجرون ايضاً في المقابلات و كذلك في رد فعلهم العاطفي المكثف الذي رافق الحديث عن الموضوع؛ بكاء، تنهدات ، تغيرات في النبرة وفي شدة المشاعر التي ما زالت ترافق تجربة الحرب والتهجير في اوساط هؤلاء الاشخاص".
معنى كلمة نكبة بالنسبة للمهجرين الداخليين... وشهادات المهجرين
وتابع: بالنسبة للمهجرين الداخليين فان كلمة " نكبة " تنفصل عن معناها التاريخي ، السياسي و تحمل المعنى الشخصي, اسباب للصدمة التي عاشوها و انعكاساتها، النكبة في البيت الشخصي الذي تهدم ، الارض وكروم الزيتون التي صودرت ، المجتمع المحلي الذي تفتت و تشتت ، نمط الحياه الذي انقطع ، النضال الذي خاضوه على مدى السنين من اجل ترميم و بناء حياتهم من جديد ، والالم ، الحزن ،الضعف ، الهوان الكامن في داخلهم على اثرها، او كما عبرت عنه الحاجة امينة وهي تبكي بحرقة قائلة :" يا ريت متت ولا اطلعت من بيتي وبلدي، احنا متنا احنا من جوة ميتين منمشي ومنوكل بس جوة فش حياة- تبكي وتواصل الكلام بصوت مخنوق- كل ما بعدت وطالت بتصير اصعب واصعب وبحس سكاكين بتجرح بقلبي. اما الحج ابو حافظ فيعبر عنها بتنهيدة، ودموع يصعب عليه حبسها لتنزلق على خده, ينظر جانبا كي لا يراه احد ومستغربا مما يحصل له في هذه اللحظة "اقول يا الله شوه العالم، كيف كلشي ضاع، بعدني مش مستوعب الي صار، سبحان الله الي بغير ولا يتغير، قلبي بحسو زي الجمرة لمولعة، بنحرق من جوا لما بروح على وين كان بيتنا وبشوف الخروبة بقاع البيت، بعدها وارضنا وشجرة الزيتون الي زرعها ابوي والعشب حواليها- يصرخ بصوت عالي – ليش لازم ادشر بيتنا واراض ابوي وجدي الي فلحوها من ميات السنين، ليش لازم افقدهم بين يوم والليلة زي شربة مي ليش؟ "
النكبة لم تبق حدثًا منعزلاً بالنسبة للمهجرين الداخليين...
ويقول: هكذا فان النكبة بالنسبة للمهجرين الداخليين لم تبق حدثاً منعزلاً ومركزاً عاشوه وانما تشكل مفترق طرق اساسي في تاريخ حياتهم حيث ما زالوا يعيشون الحدث حتى اليوم. فالأحداث الصادمة التي تعرض لها الجيل الأول ابان النكبة كثيرة جدا ومنها: 49% من عينة البحث تم هدم منزل أهلهم خلال النكبة، 55% من العينة اضطر أهلهم الى ترك مكان سكناهم اثناء النكبة، 62% فقد أهلهم املاكا، 40% انفصل افراد عائلة الاهل عن بعضهم البعض و 23% انفصل احد الوالدين عن اهله،23% فقدت العائلة احد افرادها خلال النكبة, 15% تضرر احد الوالدين جسديا خلال النكبة، 11% من العينة تعرض الاب للتعذيب، 9% صرحوا انه اعدم احد افراد العائلة خلال النكبة،10% اشترك الاب كمحارب مسلح ضد الجيش الصهيوني، 10% صرحوا ان اباهم سجن خلال النكبة من قبل الجيش الإسرائيلي.
الاعراض النفسية التي تعرض لها الاشخاص الذين شملهم البحث…
وعن الأعراض النفسية قال: إن نتائج البحث اكدت غالبية الفرضيات حول انتقال تأثير الصدمات النفسية من الاهل للأبناء. فقدت كانت هنالك علاقة طردية بين درجة تعرض الاهل للأحداث الصادمة ووجود اعراض وصعوبات نفسية جسدية، اكتئاب، وسواس قهري، اضطرابات اجتماعية، قلق، عدائية، رهاب، ميول اضطرابيه للشك وعدم الثقة بالأخرين أضف الى اضطرابات في الحكم المنطقي على الامور عند الجيل الثاني. والبحث اظهر كذلك علاقة بين درجة تعرض الاهل للتجارب الصادمة وتطور فرضيات اساسية سلبية حول العالم عند الجيل الثاني. الفرضيات هي بالأساس قوالب ذهنية تتطور عند الفرد وفق المعطيات والتجارب الشخصية التي عايشها الفرد ومن خلالها يقيم العالم والناس من حوله أضف الى تقييمه لذاته.
وقال: بشكل عام الصدمات النفسية تؤدي الى تفكيك هذه القوالب الذهنية فاذا كان الانسان سابقا يؤمن بطيبة الانسان، العالم الخير وبقدرته على السيطرة على مجريات الامور فبعد الصدمة يصبح العالم والانسان اكثر سوءاً ويفقد الشخص الشعور بالسيطرة.
وتابع: البحث اظهر بشكل جلي علاقة عكسية بين تجارب الاهل الصادمة وبين تطور فرضيات سلبية عند الجيل الثاني. فكلما مر الاهل بتجارب صادمة أكثر خلال النكبة كلما اثر ذلك بشكل سلبي على ادراك الجيل الثاني للعالم والانسان وحتى ذاته بشكل ايجابي. بالإضافة لذلك تبين من البحث انه كلما تعرض الاهل لمواقف صادمة أكثر خلال النكبة كلما زاد ذلك من مشاعر الغضب، الحقد والرغبة بالانتقام من الدولة والشعب اليهودي.كلما كان الاهل اكثر منفتحين مع ابنائهم وشاركوهم اكثر بتجاربهم وكلما ابدى الجيل الثاني اهتماما اكبر بتجارب الاهل ابان النكبة، ساهم ذلك في تخفيف الانعكاسات السلبية للتجارب الصادمة التي عايشها الاهل ابان النكبة.ليس هذا فحسب بل مشاعر الغضب والحقد والرغبة بالانتقام من الدولة والشعب اليهودي تنخفض بشكل كبير جداً كلما كان الجيل الاول أكثر انفتاحا وتواصل مع ابناءه بما يخص تجاربه وكذلك اهتم الجيل الثاني أكثر بمعرفة ما حدث آنذاك
بُـكرا: هل هذه العوامل والاسقاطات النفسية التي تؤثر على اللاجئين من الممكن معالجتها، والحد منها للتوريث من جيل إلى آخر؟
ورد د. أبو الهيجا على سؤالنا قائلاً: "المحللة النفسية بروفيسور يولاندا جيمبل في كتابها "الاهل الذين يعيشون من خلالي" تتحدث كيف الاهل الذين تعرضوا لصدمات نفسية قاسية يكبتون مشاعرهم الخاصة بالصدمة وكأنهم ينفصلون عن الجزء في نفسهم وذاتهم الذي يحوي تجارب ومشاعر الصدمة.
هذا الجزء في الذات يتواصل عن طريق اللاوعي والعقل الباطني مع الأبناء وهكذا يصبح الأبناء كوعاء لهذا الجزء الأليم الغير مهضوم من نفس وذات أهلهم. فالكاتبة تشبه التعرض للصدمات والاحداث القاسية كالتعرض لأشعة نووية تدخل الجسم ولا يعرف الشخص بوجودها بداخله ولكنها تنتقل هذه الاشعة منه الى الأشخاص الذين بمحيطه. هذه الاشعة مع الوقت تؤدي الى عواقب كبيرة على الشخص المصاب وعلى الأشخاص من حوله وهكذا الحال مع التعرض للصدمات النفسية القوية.
وللحد من ظاهرة التوريث للصدمات النفسية وجب بداية الاعتراف بوجودها ومن ثم معالجتها عن طريق التواصل مع الاجزاء في الذات التي تحوي تجارب الصدمات المؤلمة، استحضارها لتفتيتها وهضمها واعادة صياغها من جديد وبذلك ايقاف انتقالها عن طريق اللاوعي الى الاجيال اللاحقة.
بُـكرا: تأثير الصدمة او التأثير النفسي في التعامل مع وجود دولة إسرائيل، وكيف يمكن التحرر من انعكاسات الاحتلال والتخلص من مشاعر الكره والكبت ضد الاحداث، او الاقتلاع من الأرض؟
ويقول ردًا على ذلك: البحث اظهر بشكل واضح جداً انه كلما كان الجيل الثاني أكثر انفتاحاً على احداث النكبة وكلما كانت النكبة حاضرة أكثر في ذاتهم وثقافتهم، تحدثوا عنها وتواصلوا مع احداثها كلما قلل ذلك من مشاعر الحقد والغضب تجاه الدولة.
الامر اشبه بالجرح المتقرح بالجسم فكلما اخرج الصديد منه كلما خف الألم وساعد ذلك بشفائه. ولذلك على الدولة أولا ان تعترف بالمسؤولية عن النكبة لان ذلك من شأنه تخفيف حدة الاعراض وثانيا بدل تقليص الحيز الذي يسمح لفلسطيني الداخل من استذكار نكبتهم وتذكر احداثها يجب فسح المجال وتوسيع الحيز الذي يمكنهم خلاله الاستذكار والحداد على المأساة التي حلت بهم سواء في مدارسهم، في مؤسساتهم وفي متاحف ومراكز تختص بتوثيق احداث النكبة.
الربط بين النكبة والنقب..
الذي ما زال يحدث حاليا في النقب. فالبحث بين ان التهجير ليس عبارة عن حزم حقائب والانتقال للعيش في مكان اخر، التهجير القصري يترك بالنفس جرح كبير وعميق بالنفس ينزف على مدار سنوات طويلة ويترك اثر على اجيال لاحقة من المهجرين.
فتعرض الأطفال للتهجير له الأثر الكبير على نموهم وتطورهم السليم، الأطفال لم يطوروا بعد حصانة واليات نفسية لمواجهة الضغوطات ولذلك هم متعلقين جدا بالكبار ولكن عندما يعجز الكبار عن حمايتهم من التعرض لمواقف صعبة مثل التهجير القصري فبسبب ذلك احساس عميق بعدم الأمان عندهم ولا يوجد من يحميهم وهذا الشعور يصبح مركب أساسي في نمو وتطور شخصيتهم وذاتهم ويؤثر على كل مجالات تطورهم.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق