بعد الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل عام 1948، قال زعيم إسرائيل الأول وقتها، دافيد بن غوريون مقولته المشهورة حول الشعب الفلسطيني، حيث قال " الكبار سوف يموتون والصغار سوف ينسون"، ورغم أن كل ما قام بها زعماء إسرائيل وقتها كان ممنهجًا ومنظما وفعلا "نجحوا" بكل شيء، إلّا أن هذه الجملة بالذات لم ينجح بين غوريون فيها، فاليوم، وبعد 68 عامًا، ها هم أبناء الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص أبناء الجيل الثالث ما بعد النكبة، يصرّون على شعارهم الأول والأخير "استقلالكم نكبتنا" ويشاركون في مسيرة العودة الضخمة التي ستقام هذا العام في النقب المنكوب بشكل مضاعف، وتحديدًا اليوم الخميس على أراضي قرية "وادي زُبالة"...

مخطئ من يظن أن النكبة كانت في عام 1948 يوم قامت اسرائيل بالإعلان عن نفسها دولة على أراضي الشعب الفلسطيني، فالنكبة وقتها بدأت، أو قبل ذلك بقليل، منذ بدء أن وعدت بريطانيا وتحديدا رئيس حكومتها المدعو بلفور، منذ أن وعدوا اليهود بهذه الأرض، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، واستمرت النكبات بعدها، فالحروبات والتهجير، والذل الذي يعيشه اللاجئون في دول الجوار، والعنصرية، وحال المجتمع العربي في الداخل وفي الضفة والقطاع، والاستيطان، نكبات متتابعة سببها الأول إسرائيل، التي تميل نحو اليمين في كل عام اكثر.

نعيش نحن أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل مع اليهود في هذه البلاد، فنحن الذين لم نخرج من أرضنا، وقد كُتب علينا التعايش مع الوضع القائم، فصارت هنالك علاقات بيننا وبين الإسرائيليين، وبعدها علاقات عمل وصداقة، لا سيما وأننا نضع الانسانية بوصلة أولى ورئيسية، ولأننا نريد أن نحيا وأن تستمر هذه الحياة، ندعو دومًا للسلام، للسلام العادل بحق شعبنا بشكل كامل، سلام إن حصل قد ينسينا بعض الألم جراء النكبة، ولكنه أبدًا لن يحذف هذه النقطة من رؤوسنا، فكرة أن استقلال إسرائيل هو نكبة لشعبنا الذي تهجر وطرد من أرضه بقوة السلاح والمال.

في يوم "استقلال إسرائيل"، علينا أن نؤكد أن هذا الاستقلال يختلف عن كل استقلال في العالم، فعادة ما يكون الاستقلال لشعب كان تحت الاحتلال واستقل، إلّا هنا، الاستقلال لجماعات احتلت أرضًا وحكمت وطردت شعبها لتستقل عليها، لذلك، استقلال اسرائيل هو نكبة لشعبنا الفلسطيني، وفي هذه الذكرى لا يسعنا سوى أن نقول لكل لاجئ طرد من من أرضه، كل عام وانت للعودة أقرب، وأن نقول لم من يقبع الاحتلال على صدره، كل عام والحرية لك أقرب..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com