حطّت مؤخّرًا، طائرة شحن ضخمة تابعة لوزارة الدّفاع الأذربيجانيّة، مرّتين، في مطار 'عوفداه' العسكري الإسرائيليّ، على ما يبدو.

وكشفت معطيات الطّيران المنشورة على الإنترنت أنّ هبوطين للطائرة الأذربيجانيّة، تمّا قبل أسبوعين في مطار 'عوفداه'، خلال ذروة الصّراع المحتدم بين أذربيجان وأرمينا، حول إقليم ناغورنو كاراباخ الأرمينيّ بأذربيجان، والذي يطالب بالانفصال عنها والانضمام إلى أرمينيا. ولا يزال النّزاع دائرًا منذ انهيار الاتّحاد السّوفييتيّ قبل 24 عامًا.

يشار إلى أنّ حلفًا استراتيجيًّا يجمع "إسرائيل" بأذربيجان منذ سنوات، وخصوصًا كون أذربيجان دولة مسلمة علمانيّة قريبة جغرافيًّا من إيران، وهو أمر في غاية الأهميّة بالنّسبة ل"إسرائيل".

وتعتبر أذربيجان إحدى أكبر الدّول المزوّدة لـ"إسرائيل" بالنّفط، كما أنّها هي المزوّد الرّئيسيّ للسلاح لأذربيجان، إذ يتّضح من تقارير مختلفة أنّها باعت خلال السّنوات الأربع الأخيرة، سلاحًا لأذربيجان بقيمة 5 مليارات دولار.

وكان وزير الجيش الإسرائيليّ موشيه يعلون، زار العاصمة الأذربيجانيّة، باكو، عام 2014، في سعي لزيادة التّعاون الإسرائيليّ الأذربيجانيّ.

معطيات جديدة

ووفق فحص أجرته صحيفة 'هآرتس' العبرية ونقله موقع "عرب 48"، صباح الثّلاثاء، فإنّ معطيات المعلومات الخاصّة بالمطارات، على شبكة الإنترنت، توضح أنّ طائرة شحن أذربيجانيّة من طراز 'إليوشين 76' حطّت بالكيان في 4 و 6 من نيسان/أبريل الجاري.

وانطلق مسار الطّائرة الأذربيجانيّة من تركيا، لتحلّق فوق قبرص ومن هناك دخلت الأجواء الجويّة الإسرائيليّة في تل-أبيب.

وبدلًا من أن تحطّ الطّائرة الأذربيجانيّة في مطار بن غوريون الدّوليّ، كباقي الطّيارات التي تدخل "إسرائيل"، واصلت تحليقها شرقًا، باتّجاه الأغوار، ومن هناك، استدارت نحو الجنوب، باتّجاه إيلات.

وخلال هذا المسار، تمّ رصد إبطاء سرعة الطّائرة، وخفض علوّ تحليقها. واختفت الطّائرة عن شاشات الرّصد، بعد عشرات الكيلومترات، شماليّ مطار 'عوفداه' العسكريّ.

وحطّت الطّائرة الأذربيجانيّة في "إسرائيل"، في كلا المرّتين، مدّة تراوحت ما بين ساعتين وثلاث ساعات، قبل أن تعود أدراجها للعاصمة باكو. ولم يعلم إن كانت طائرة الشّحن قد حطّت في "إسرائيل" من أجل تفريغ أو تحميل بضائع.

ويشار إلى أنّ اختبارًا لشركة الطّائرات SilkWay التي حطّت طائرتها بالكيان، ولطراز الطّائرة ذاتها، يوضح أنّ هذه الطّائرة معدّة لحمل 'شحنات كبيرة تحتوي على معدّات ميكانيكيّة هندسيّة، حاويات، قطع غيار للسيّارات، معدّات وأدوات للآبار النّفطيّة وموادّ خطرة'.

وورد في وثائق قدّمتها شركة SilkWay للولايات المتّحدة الأميركيّة، عام 2007، كجزء من عمليّة تلقّي رخصة للعمل داخل أميركا، أنّ الشّركة تعمل كمقاولة ثانويّة لوزارات دفاع مختلفة في أنحاء العالم، فعلي سبيل المثال، فازت الشّركة عام 2002 بمناقصة لمنظّمة حلف شمال الأطلسيّ ووزارة الدّفاع الألمانيّة، لإيصال مساعدات إنسانيّة لأفغانستان. كما ورد في الوثائق أنّ الشّركة قد وقّعت عقودًا طويلة الأمد مع وزارتيّ الدّفاع الكنديّة والفرنسيّة.

وتشغّل شركة SilkWay خطًّا ثابتًا من طيران الشّحن بين المطارين الدّوليين في إذربيجان و"إسرائيل". وتستخدم الشّركة في شحنها طائرتي بوينغ 747، واللتين تحطّان أسبوعيًّا في المطار بن غوريون الإسرائيليّ.

ويوضح اختبار لمعطيات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون، أنّه منذ بداية كانون الثّاني/يناير لعام 2016 وحتّى نيسان/أبريل من العام نفسه، تمّت 18 تحليقًا للطائرتين ما بين إذربيجان و"إسرائيل"، ذهابًا وإيابًا، دون معرفة أيّ السّفرات اشتمل شحنًا وأيّها اشتمل تفريغًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com