في اعقاب جريمتي القتل اللتان شهدتهما مدينة ام الفحم قبل يومين وراح ضحيتهما شابين في مقتبل العمر، يشهد المجتمع العربي استنكارًا وغضبا شديدين، يتمثل في تساؤلات مؤلمة وموجعة تصب في نفس الاتجاه "من الضحية القادمة؟" موجهين أصابع الاتهام نحو قيادة الجماهير العربية، من لجنة المتابعة والنواب العرب الى السلطات المحلية، متهمين إياهم بالتقصير وعدم القيام بدورهم في البحث عن حلول ومواكبة الظاهرة واجتثاثها، وايضًا متهمين الشرطة بتقاعس متعمد في القيام بواجبها بجمع السلاح غير المرخص والسكوت عن الجريمة، كما ويتهمون اللجان الشعبية ولجان الصلح التي تعلم بالنزاعات الداخلية بين العائلات في البلدات العربية ولا تحرك ساكنا، وصولا إلى آخر متهم، وربما الأول من حيث الأهمية، وهو التربية في البيت وقلة او انعدام الوعي بما يتعلق بأزمة العنف التي يمر بها المجتمع العربي وتفشيها وانتشارها كالنار في الهشيم..
"بكرا" توجه الى الشارع العربي وحدثه حول تفاقم ظاهرة العنف والقتل في المجتمع العربي بشكل خاص، حيث عبر المعظم عن ألمهم الشديد مما يحدث، مُطالبين أصحاب المسؤولية بالاستقالة من مناصبهم ومستهجنين التخاذل الذي يمارسه البعض في حين ان مجتمعنا يعاني من قضايا وجودية تحتاج الى قيادة صلبة لمتابعتها ومواجهتها وحلها..
نعيش حالة من الرعب المستمر والارهاب الفردي في السنوات الاخيرة
طه عياش من ام الفحم قال لـ"بكرا" في السياق: اولا تعازينا الحارة لاهالي العزيزين محمد وحسين، رحمهم الله. ثانيا، للاسف الشديد جريمتين قتل بنفس الوقت والظاهر انها على نفس الخلفية ، فتلك الجرائم تضاف الى عدة حوادث قتل في ام الفحم في العشر اعوام الماضية على الاقل، جرائم تقشعر لها الابدان، فالكل يذكر مقتل البريئة امل محاميد، وام الجرائم في حق عائلة هيكل حيث راح ضحيتها اب ونجليه الاثنين، وحتى الان لم يتم القاء القبض على القتله.
وأضاف: نحن في ام الفحم نعيش حالة من الرعب المستمر والارهاب الفردي في السنوات الاخيرة، حيث حرق البيوت والسيارات وحوادث اطلاق الرصاص العشوائي والقنابل المدمرة، على الاهالي العزل، فجرائم امس كانت متوقعة والعنوان كان على الحائط وكانت المسألة مسألة وقت انا أؤمن بالقضاء والقدر ولكن ايضا اؤمن بأن الوقاية خير من قنطار علاج، حيث كان بالامكان منع هذه الجرائم لو كانت هناك لجنة صلح تتابع قضايا ومشاكل الناس اليومية، أضيف انني ليست لدي معلومات مفصلة عن تلك الحادثتين لكن انا على يقين انه كان بالامكان تفادي حادثة القتل.
ونوه: هناك عدة جهات نلومها، الشرطة التي نشعر بتواجدها بالنسبة لموضوع الاسلحة وتجار الاسلحة، تتواجد فقط لتسجيل مخالفات حزام الامان وتفحص تراخيص السيارات، اما بالنسبة لمحاربتها لظواهر العنف فلا نلمس لها اثرًا، وايضا نحمل بلدية ام الفحم وعلى رأسها الشيخ خالد حمدان رئيس البلدية بعدم ادراك حاجات المواطنين وعدم خلق أطر تربوية وترفيهية وبدائل للمشاكل الخانقة التي يواجهها المواطنون يوميا، الضغط سيولد الانفجار يوما وهكذا نشعر في ام الفحم .
لماذا نعتدي على بعضنا ونتهم الشرطه ولماذا ننتخب هذا الرئيس او القائد ونبدأ بالصراخ من ممارساته؟
مصطفى مشعور من الناصرة قال بدوره لـ"بكرا": تثير استغرابي تلك الدعوات المطالبة بإستقالة القيادات السياسية والإجتماعية في أعقاب أحداث ام الفحم الكارثية أمس بالإضافة الى تلك الاتهامات للشرطة بسبب تقصيرها وكأنها كانت مثالية قبل ذلك، القيادات لم يأت بها الإستعمار ولا الصهيونية بل نحن الذين اوجدناها لتعبر عن عصبيتنا العائلية والمناطقية والحزبية والدينيه فجاء "هيك مطران لهيك طايفه" وهذا الختم مناسب لهكذا "مزبطة"، الشرطه نعرف دورها وماذا تمثل فلماذا نعتدي على بعضنا ونتهم الشرطه ولماذا ننتخب هذا الرئيس او القائد ونبدأ بالصراخ من ممارساته وإذا جاءتنا الفرصه للتغير نبقي عليه في مكانه ونعود للصراخ . فليصرخ من يصرخ لأنه مع هكذا وعي وهكذا ممارسات سيكون هذا الصراخ كمن يظن انه يصرخ تحت تأثير كابوس لا نرى اننا سوف نصحو منه.
ميرفت بصول من الرينه عقبت قائلة: موقف النواب العرب مخجل مخزي يعربون ويستنكرون ويستمرون بصمتهم الميت كل الخزي والعار لما ال اليه حالنا، المتابعه والعليا عليهم الاستقاله، العنف اصبح جزء كبير وجدا من مجتمعنا ، والجهل أخذ كل حياتنا، إلى متى ومن هي الضحيه القادمة وأين...
من ناحيته علي ابو احمد من الناصرة قال لـ"بكرا" في ذات السياق: بالنسبه للحادث بام الفحم المسؤول الاول الأهل وانفلات الشباب وسكوت الأهل على تصرفات ابنائهم والسكوت علامه الرضى كم هو سهل اتهام الظروف والعوامل وكل ما ليس له صله بالموضوع.
الجميع متهم، الشرطة، نحن، النواب العرب، السلطات المحلية..
اما فيروز محاميد من ام الفحم فعملت بدقة على تحليل ما يجري حيث قالت: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" بهذا أبدأ حديثي عن موضوع العنف المستشري في أم الفحم خاصّة والبلدان العربية عامّة، وقبل الهجوم وإلقاء اللوم على هذا وذاك فليقف كلٌ منّا وقفة صدق مع الذات ويرى نفسه كأهل أولا كيف يربّي أولاده على روح التسامح، ماذا يعمل من أجل تذويت قيم، تقبّل الاخر، كظم الغيظ، لغة الحوار والتوجه للعنوان الصحيح من أجل رأب الصدع بين المتنازعين.
وتابعت: ولو نظرنا للدائرة الأوسع وهي السلطة المحليّة كذلك عليها من باب المسؤولية أولًا أن تسأل نفسها ما هي الخطوات التي قامت بها قبل أن تمتد سياط العنف وتلتف على شباب البلده؟! وهل فعلًا هذه الشباب ترى بأنّ هنالك رادع قد يجعلها تفكر مرتين قبل استعمال السلاح ؟! وفي حين حدثت هذه الكوارث ما هو الحد الاقصى الذي قد تتخذه السلطة المحلية من أجل تخيف تفشّي ظاهرة العنف في البلدة؟! وهل دور السلطة رد فعل لأحداث عنيفة كهذه أم أن لها خطة مدروسة تعمل عليها على مدار السنة من أجل حماية المواطنين من تفشّي هذه الآفة؟!
وأضافت: وفي الحديث عن دور أعضاء الكنيست حول العنف في الوسط العربي فالرائد في هذا الموضوع هو الدكتور أحمد طيبي فنجده يطالب بشكل متكرر وصارم بالعمل على تخفيف حدّة العنف في الوسط العربي والإشادة بتقصير السلطة التنفيذية بالقيام بدورها كما يجب، كذلك عضو الكنيست عوده طالب بالعمل الجاد في الوسط العربي من أجل تخفيف ظاهرة حمل السلاح ، وهنا يُطرح السؤال ما هي الخطط والآليات التي عملتم عليها من أجل مقاومة هذه الظواهر، فجميعنا يعلم أن وجعنا لن يشفيه إلّا نحن، فالشرطة " لخدمة المواطنين " وظيفتها في وسطنا العربي، تحرير مخالفات حرصًا على " سلامة " السائق أو المشاة!!
رجال الصلح تنازلوا عن دورهم للحركة الإسلامية وقيادة هذه الحركه منذ وصولها إلى البلدية وبدورها اهملت الموضوعَ!
اما الناشط السياسيّ احمد عودة فقال بدوره: ظاهره العنف بحاجه لتكافل جهود متكامل من المشايخ، الشخصيات الاجتماعيه، اعضاء الكنيست، الجمهور، وعمل شعبي مثابر في المدارس وبين جمهور الشباب، ليس هناك حلول سحرية، ظواهر العنف بحاجه الى برمجه وعمل ومثابرة.
اسامة محاميد من ام الفحم تساءل بدوره لـ "بكرا": الأسباب ألتي أوصلت عاصمة المثلث إلى دائرة العنف والإجرام هي عديدة أولها وأهمها دور البلدية حيث سمحت البلدية لعناصر إجرامية ولعدد كبير جدا من العملاء للسكن في المدينة وأغلب الظن ان هؤلاء هم الذين يهربون السلاح ويقومون ببيعه لشباب طائش..يقوم باستعماله بإطلاق النار في المناسبات وارتكاب جرائم قتل لأسباب غامضة والسطو والسرقه ثانيا دور الأهل الذين يسمحون لاولادهم بحمل السلاح المرخص او غير المرخص.
وتابع: هناك دور الشرطة انها لا تقوم بجمع السلاح والحفاظ على أمن المواطن وممتلكاته..اما بخصوص رجال الصلح تنازلوا عن دورهم للحركة الإسلامية وقيادة هذه الحركه منذ وصولها إلى البلديه .للاسف هذه الحركه أهملت الموضوع بسبب انشغالها، ونشاطاتها على مستوى عالمي واقليمي، وتأسيس حزب جديد ومهامات عديده متشعبه لمصالح خاصه جدا. ان دور اعضاء الكنيست فمواقفهم تقتصر على مصالحهم الحزبية الضيقه والمشبوهه. وتخدم الإعلام التحريضي بسبب تصرفاتهم.
خليل قاسم اكتفى بالقول: ماحدث امس في ام الفحم، هو بسبب الأسلحة المنتشرة هناك والعالم السفلي، والمنافسة بين العائلات التي تتاجر بهذا كله.
اما بشير طه بدوره فعقب بدوره قائلا: ما حدث في ام الفحم حدث في كل بلدة عربية تقريبا وللاسف اصبح العنف امر طبيعي في مجتمعنا العربي.
وتابع: بالنسبه للنواب العرب هم اشبه بالدمى غير متوقع منهم الحلول، للاسف ليسوا اهلا لحمل الامانه ولا نشعر بوجودهم الا في فترة الانتخابات .
من المفروض ان يتواجد اعضاء الكنيست في المناطق المنكوبة كأم الفحم وملاحقة قائد الشرطة
اياد سليمان من الناصرة قال لـ "بكرا" معقبًا ايضًا: مما يزهدني بأم الفحم انها معقل للحركة الاسلامية منذ ثلاثين عاما، تتطور اقتصاديا وتتوسع بإتجاه بناء معقل ابدي للحركة الاسلامية ومع ذلك فإن حالات القتل والاغتيال لم تتوقف منذ زمن طويل، لماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه؟
وتابع: ام الفحم تقوقعت منذ زمن بعيد واصبحت تهتم بالحجر والشجر ولا تهتم بالبشر، الركض وراء المال بحجج كثيرة وتحولها الى مقر للحركة الاسلامية وتراجع القوى الاخرى كأبناء البلد والجبهة والتجمع وضع ام الفحم على هامش الحياة السياسية في الداخل، إضافة الى ذلك سكنها مجموعة من العائلات المشبوهة والعملاء الذين اثروا بشكل سلبي على مسار الامور في المدينة، لم تنجح بلدية ام الفحم وطواقمها بالتغلب على المصاعب وتحويل البلد الى مدينة خدمات وخاصة في مجال مكافحة المخدرات والعنف، كذلك فإن عدم توسيع الخريطة الهيكلية للمدينة ادى الى زيادة الكثافة السكانية العالية وتزايد الزحمة كل ذلك يزيد من التوتر والمشاحنات بين السكان.
وأضاف قائلا: بصراحة، وجود اعضاء الكنيست مرتبط بالمال والاستمتاع بالامتيازات التي يحققها موقعهم في الكنيست، كل واحد منهم لن يترك الكنيست قبل ان يضمن مستقبله المادي وما دون ذلك فليس بذي اهميه، اعرف معظم اعضاء الكنيست العرب واعرف خلفياتهم وانا متأكد بأنهم لن يقدموا او يؤخروا في مسار الحياة السياسية في البلاد وفي الوسط العربي.
ونوه قائلا: هناك من بستغل موقعه لبناء مؤسساته الخاصه حتى اذا خرج من الكنيست فسيجد مصدرا ثابتا للدخل ومنهم من وصل الى الكنيست بعد ان يإس من ايجاد عمل مناسب وسيستغل معظمهم موقعهم ليصلوا الى دول الخليج والدول الاوروبية ليثبتوا مواقعهم الشخصية من اجل ضمان دخل ثابت في المستقبل.
وأشار: من المفروض ان يتواجد اعضاء الكنيست في المناطق المنكوبة كأم الفحم وملاحقة قائد الشرطة ووزير الشرطة ليقدم لهم خطة لإجتثاث العنف ووقف نزيف الدم. اما بالنسبة لإضراب ممتحني السياقة فكان عليهم ان يلاحقوا وزير المواصلات ومكتب الترخيص وبشكل نشط وفعال ومحاولة بناء لوبي للإسراع بحل الازمة وإنهاء الاضراب.
أين النواب العرب من هذه الأحداث
صالح كناعنة من عرابة عقب لـ"بكرا" قائلا:.مؤسف ومقلق ومخيف وامر يبعث على اليأس، ما يحدث من احداث لا اجد لها اي تفسير علمي منطقي ، كل نظريات علم النفس تعجزعن تفسير هذا الكم الهائل من الظواهر عالميا ومحليا. شجرة مسوسة لا ينفع تقليمها يجب اقتلاعها وزرع اخرى من جديد .اعتصر المآ واخاف على مستقبل احفادنا .ولكن لا حال يبقى على حاله .سيحدث التغير لا محاله ولعله خير
بدوره، نديم شرقاوي من مصمص نوه في هذا السياق: في الحقيقة أن ما حصل في مدينة أم الفحم امر مؤسف ومحزن وتقشعر له الأبدان بسبب السهولة المقلقة في إزهاق الأرواح ولكن أمام هذه الجرائم النكراء والمفزعة أين النواب العرب من هذه الأحداث لماذا لا يهتمون بها ويجدون حلولًا جذرية بدلًا من السفر ألى خارج البلاد والإهتمام بقضايا هامشية ليست ذات قيمة بالنسبة للمواطن العربي داخل البلاد. في النهاية انني ادعو جميع النواب العرب بأخذ موقف حاسم وشجاع من ظواهر العنف المتفشية في مجتمعنا العربي في هذه البلاد ووضع حد للأنفلات وفوضى السلاح.
اديب خليف من الناصرة قال لـ"بكرا" : اولا نحن متواجدون في وضع صعب ليس فقط في ام الفحم وانما ما حصل في ام الفحم اكد بان مجتمعنا عبارة عن قنبله موقوته ، بسبب عدم وعي مجتمعنا وجهل اثر سياسه عليا .
وتابع: اما بالنسبة للنواب العرب أنا احترم كل أعمالهم داخل وخارج البلاد حيث انهم منذ سنوات يطالبون بجمع السلاح غير المرخص وتكثيف تواجد الشرطة في البلدات العربية، .علما أنا جدا مستاء وحزين على كل ام فقدت ولدها وعلى كل شاب قتل بسبب العنف والجريمة.
في القضايا المركزيه فشلو نوابنا وما حدث في ام الفحم من قتل هو اكبر دليل على ذلك وجب عليهم استقاله جماعيه..
المربي عيد جبيلي من الناصرة عقب لـ"بكرا" قائلا: غريب كيف يصحوا مجتمعنا بعد مقتل شابين خلال ساعتين عمليات القتل مستمرة طول الوقت هي موجودة في معظم البلدات العربية لذا في هذا السياق على السيد مازن غنايم مراجعة حساباته في رفض اقامة محطة شرطة في بلده حيث ان للشرطة دور هام في ردع عمليات القتل ، كما نجحت الشرطة في اللد عن طريق ضخ الميزانيات في تخفيف من وتيرة العنف والقتل، لكن لا يكفي يجب ان نضع هذا الموضوع في اعلى سلم الأولويات في خطب الجمعة في محاسبة ومقاطعة كل من يستعمل السلاح في الاعراس، الضغط على الشرطة لتكثيف حملتها في جمع الأسلحة وفي المدارس بناء برامج تربوية هادفة ورادعة على مدار السنة وليس بعد كل حادثة قتل.
واختتم جبيلي حديثه قائلا لـ"بكرا": وأخيرا اقالة النائب السابق الصانع من رئاسة لجنة المتابعة العليا لمكافحة العنف واختيار لجنة مهنية اخرى تضع الخطط الصحيحة لمواجهة الموقف.
وقال جلال مخيبر من طوبا: في القضايا المركزية فشلوا نوابنا وما حدث في ام الفحم من قتل هو اكبر دليل على ذلك وجب عليهم استقالة جماعية.
مختتما ما ذكر من آراء، قال ناصر عواودة من كفركنا: اين اعضاء القائمة العربية من كل ما يحدث، يصيح القاتل انا انتقمت من المقتول، فيكرم القاتل ويظلم المقتول، نظلم اليهود عندما نقول عنهم قتله ونحن اشد قسوة، اتأسف على هذه الامة النائمة، فكل ما يقومون به غير صحيح وهم يبيعون الوطنية ليس اكثر.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق